الصحفيون العراقيون يغامرون بحياتهم.
الرقابة في زمن صدام صارت من تراث الماضي، لكن الصحفيون يواجهون الان مخاطر جديدة.
الصحفيون العراقيون يغامرون بحياتهم.
الرقابة في زمن صدام صارت من تراث الماضي، لكن الصحفيون يواجهون الان مخاطر جديدة.
الصحفي عمر غريب ، نائب رئيس نقابة الصحفيين في كردستان/فرع كركوك، يبدو خائفا وهو يروي معاناته مع الارهابيين غير ذات مرة.
استذكر واحدة من تهديداتهم له " اذا لم تترك العمل في الصحافة، سنقوم باختطافك".
لكنه قال بان التخويف لم يمنعه من العمل في الصحافة. على العكس ، فقد كان ينوي القاء محاضرات على صحفيي كركوك في كيفية الهرب من الخاطفين في حال تعرضهم للخطف. مع عدم وجود رقابة على الصحافة في العراق، فان الصحفيين يخشون ضباط الشرطة و المسؤولين، لكن الخوف الاكبر هو من الارهابيين.
منذ مارس 2003 ، قتل ما لايقل عن 85 صحفيا ومصورا ومراسلا اعلاميا في العراق, كان 80 % منهم من العراقيين، حسب ما افادت به المنظمة الدولية للصحفيين (IFJ (.
في الشهر الماضي، قتل ثلاث صحفيين في بغداد وهم في طريقهم الى كربلاء حين اقف مسلحون السيارة التي يستقلونها.
قتل المسلحون كل من نجم عبد خصير واحمد ادم من جريدة المدى، ومراسل صحيفة السفير علي جاسم الرومي بعد التاكد من هوياتهم، وتركو باقي المسافرين في السيارة دون ان يتعرضو لهم.
"لقد تم قطع حناجرهم بدم بارد مما يشير الى الخوف الكبير من العمل في ميدان الصحافة في العراق هذه الايام" قال ايدن وايت ، السكرتير العام للمنظمة الدولية للصحفيين ، في بيان له.
قال غريب ان الصحفيين الاكراد هم في خطر حقيقي ، مستشهدا بمقتل مذيع الاخبار في تلفزيون كركوك سامان عبد الله في الخامس من نيسان حبث اطلق مسلحون النار عليه اثناء قيادته السيارة في شارع كركوك الرئيسي نهارا. كان ثاني صحفي كردي يقتل في خلال يومين.
"حاول المسلحون ان يعيقوا عمله الصحفي بطريقة او باخرى" قال غريب.
قال مسؤول شرطة كركوك سرهاد قادر ان القوى الامنية ادركت المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون، لذلك سيتم تزويدهم بالستر الواقية. وسيتم تزويدهم يالسلاح اثناء تاديتهم المهمات الخطرة.
بينما اصبحت الرقابة في زمن صدام من ركام الماضي، لا زال الصحفيون يواجهون المشاكل مع السلطة.
في الشهر الماضي، على سبيل المثال، رفعت شرطة اربيل قضية قانونية ضد جريدة هولاتي بسبب مقال نشر في الثلاثين من نيسان حول القاء القبض على مجموعة كانت تمثل فلما اباحيا. اودع ناباز كوران ، مدير المؤسسة في المحافظة، التوقيف بتاريخ 19 مايس وبقي لمدة اربعة ايام.
قال مسؤول شرطة اربيل فرهاد كريم سليم ان كوران قد اودع التوقيف لنشره قصة غير حقيقية تسيء الى سمعة المدينة.
رغم انها لا ترقى الى مستوى المخاوف، لكن الصحفيون يشكون ان المسؤولين لا يتحدثون اليهم. قال ايوب كريم مدير تحرير جريدة liberal education التي تطبع في اربيل والسايمانية "انها ليست ديمقراطية ان لم يكن المسؤول قد جهز نفسه للاجابة على اسئلتنا".
قال سامان فوزي استاذ القانون في جامعة السليمانية ان معظم المشاكل التي يتعرض لها المراسلون هي بسبب المؤسسات الاعلاميةو التي يعملون معها والتي اما ان يكون لها علاقة او تمول من قبل بعض الاحزاب. " غالبا ما ينظر الى الصحف على انها جواسيس وليس مصدر للاخبار والمعلومات" اضاف فوزي.
قال فريد زمداررئيس فرع السليمانية لنقابة الصحفيين في كردستان ان النقابة ستطالب القانونيين من اجل حماية الصحفيين في الدستور الجديد الذي سيصار الى كتابة مسودته من قبل الجمعية الوطنية.
""سنعقد الندوات والاجتماعات مع وسائل الاعلام الاخرى في كردستان لكي نتمكن من عرض وجهة نظرنا في الدستور الجديد" اضاف زمدار.
البعض استجاب ايجابيا لدعوة الصحفيين. قال نوزاد صالح رفعت عضو الجمعية الوطنية "من خلال اللجان القانونية في البرلمان، نستطيع اصدار قانون ينظم شؤون الصحفيين".
فريدون جلال: صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في السليمانية