المجاهدون يضعون القواعد في الفلوجة
يقف المقاتلون المسلحون في نقاط التفتيش علانية جنباً الى جنب مع القوة التي شكلها التحالف
المجاهدون يضعون القواعد في الفلوجة
يقف المقاتلون المسلحون في نقاط التفتيش علانية جنباً الى جنب مع القوة التي شكلها التحالف
يقف الرائد محمد العيساوي،35 عاما، وهو ضابط في فوج حماية الفلوجة، في موقعه في نقطة التفتيش مع سرية من رجاله وحفنة من "المجاهدين" المناهضين للتحالف.
واعترف قائلاً "نحن نعمل سوية مع المجاهدين لتوفير الأمن".
وقال انهم حتى لو لم يعملوا سوية "فاننا نتعاون بابلاغهم بالأخبار". وبعبارة أخرى فان الأخبار تعني تحركات القوات الأمريكية والأجانب في المدينة، او أي شيء ذي فائدة للمقاتلين المناهضين للتحالف.
وعلى الرغم من ان تشكيل فوج حماية الفلوجة قد جاء تحت رعاية التحالف، فان السيطرة على المدينة يمارسها المجاهدون في واقع الأمر، حيث يرتدون اليشماغ كغطاء للوجة والرأس ومسلحين ببنادق الكلاشينكوف وقاذفات الصواريخ.
ولا يقف المقاتلون في الشارع كحراس فقط، سواء بمعية فوج حماية الفلوجة أو بدونة، بل هم يفرضون طريقتهم الدينية الأصولية على سكان المدينة.
حيث حذرت ملصقات على جدران المنازل والمحلات والمساجد والمدارس، من ان القبض على أي شخص يتناول الكحول او يجلبها الى المدينة، سيعرض نفسه "للعقاب الشديد".
ويقول الشباب في المدينة ان القواعد يفرضها المجاهدون قائلين ان على سكان المدينة تطبيقها لاطاعة أوامر الله سبحانة وتعالى مادام الله قد أعانهم على تحقيق النصر في معركتهم ضد الأمريكان.
ذكر الطالب عمر محمد،24 سنة، ان المقاتلين اعتقلوا مجموعة من الشباب وهم يشربون، وذلك مباشرة بعد الحصار الذي فرضه مشاة البحرية الأمريكية على المدينة لمدة شهر.
وقال عمر "قاد المجاهدون في اليوم التالي سيارة بيك أب بيضاء وعلى متنها الشباب لكي يشاهد الناس كيف جرى اعتقالهم. وانهم يتعروضون للضرب أثناء الجولة".
ويضيف عمر ان الجميع قد هجروا هذا المكان منذ تلك الحادثة، حيث كان كثير من الشباب ياتون الى هذة المنطقة الواقعة على طريق الرمادي السريع لتناول الكحول.
في غضون ذلك اتهم أصحاب المقاهي بانهم يصرفون الشباب عن الدين.
يقول صلاح ساهي، صاحب مقهى النور" ان المجاهدين قد أغلقوا المقهى منذ عشرة أيام. فقد حضرت مجموعة من المقاتلين في أحد الأيام وطلبوا مني اغلاق المقهى نهائياً لأن الشباب يتجمعون فيها ويبقون الى ساعات متأخرة من الليل. افكر الان في تغيير عملي وأقوم ببيع أشرطة الكاسيت والاقراص الدينية".
وحذرت منشورات اخرى النساء لكي تكون أزياؤهن محتشمة على وفق أحكام الدين الاسلامي المحافظ.
وجاء في أحد المنشورات "ان مدينتكن تحثكن لكي تكونن مسلمات بالقول والفعلً". ويحثون النساء على ارتداء الحجاب وان "يتزين لأزواجهن فقط" و "ان لا يتبرجن تبرج الجاهيلية الاولى."
وقال المنشور "سوف لن نرحم اولئك اللاتي يقاتلن الله بزينتهن وملابسهن و قد اعذر من انذر."
ويذكرالبعض من سكان الفلوجة انهم باتوا لا يرون إلا قليل من النساء في الشوارع، وان اولئك اللاتي يظهرن يرتدين الحجاب و النقاب أيضاً.
وقال صاحب محل للكماليات عبد الجبار الجنابي "لم نعد نر العديد من النساء يخرجن للتسوق وحدهن. ويخرجن الآن فقط بصحبة أزواجهن او اخوتهن". وأضاف قائلاً كذلك فان الطلب على الحجاب قد ازداد مؤخراً.
في غضون ذلك فقد أبلغ الحلاقون بعدم قص الشعر على الطريقة الأجنبية.
وقال الحلاق صلاح كاظم،27 عاما، "أبلغوني ان لا أقص الشعر على طريقة مشاة البحرية او حلاقة كاملة للرأس او اطالة الزلف او السكسوكة. علي ان أمتثل وإلا يتعرض محلي للتدمير".
على صعيد آخر فقد رحب الكثير من أهالي الفلوجة ببعض التغييرات مثل أمر يدعو الأطباء للحفاظ على أجورهم منخفضة.
وقال طالب التاريخ رائد محمد "نشكر المجاهدين لأنهم صنعوا لنا فضلاً كبيراً بتهديد الأطباء من فرض اجور عالية على مرضاهم".
ذكر طبيب ألاطفال عبد الستار جواد،26 سنة، "هناك بعض الأطباء الذين يفرضون أجوراً عالية، لكنهم الآن قد خفضوها الى مثل أجور الأطباء الآخرين. انها خطوة جيدة".
وأعرب البعض عن امتنانه للقيود الاجتماعية المشددة التي فرضها المقاتلين.
حيث أشاد سائق الأجرة شامي عبد الجبار،32 سنة، بالمجاهدين لاتخاذهم "خطوات جيدة لمنع الشباب من التسكع في الشوارع ليلاً وهم يتناولون الكحول ... "ان مثل هذه التصرفات تتعارض مع ديننا ومجتمعنا العشائري. أشعر بان هناك أمن واستقرار لأن المجاهدين يحمون أهالي الفلوجة".
*ناصر كاظم - بغداد