السياسيون يفكرون ملياً في إستراتيجية أوباما تجاه العراق
يعتقد السياسيون أنه من غير المرجح أن يقوم الرئيس الأمريكي المنتخب بالإلتزام بتعهدات أطلقها خلال حملته الإنتخابية بشأن سحب القوات من العراق و تقديم المساعدات.
السياسيون يفكرون ملياً في إستراتيجية أوباما تجاه العراق
يعتقد السياسيون أنه من غير المرجح أن يقوم الرئيس الأمريكي المنتخب بالإلتزام بتعهدات أطلقها خلال حملته الإنتخابية بشأن سحب القوات من العراق و تقديم المساعدات.
يعتقد المحللون العراقييون أن رئاسة أوباما، التي ستبدأ في 20 كانون الثاني من العام القادم، سوف لن تتسم بتغييرات جذرية في العراق. كان أوباما، وهو عضو صغير السن في مجلس الشيوخ والذي نشَّطت معارضتُه للحرب الأيام الأولى من حملته الإنتخابية، قد وعد بإحداث تغيير جذري في سياسات الولايات المتحدة تجاه العراق، بضمنها خفض الإنفاق على إعادة الإعمار وسحب القوات من العراق في غضون 16 شهرا.
إن الإنسحاب العسكري - الذي وعد أوباما بأنه سيكون "إنسحاباً مسؤولاً وعلى مراحل" - كان يشكل المسألة الأكثر إثارة للقلق لقادة العراق، حيث حذر العديد منهم من أن إنسحابا أمريكيا سريعا من شأنه أن يهدد بزعزعة الإستقرار في العراق.
وحذر وائل عبد اللطيف، وهو عضو برلمان مستقل عن القائمة العراقية الوطنية العلمانية، من أن "الوضع الأمني في العراق لا يزال هشا، و يمكن أن يتدهور في حال إنسحاب القوات الأمريكية من العراق."
وقال عبد اللطيف إن أوباما، وعلى الرغم من كونه القائد العام للقوات المسلحة، هو واحد من عدة لاعبين في مؤسسات واشنطن التي تقرر السياسات الخارجية الأمريكية. واعترف أن أمريكا ستضطر الى تبني عدة سياسات تقشفية بسبب الأزمة الاقتصادية، إلا أنه لا يرى أن أوباما قادر على تغيير سياسات أمريكا في العراق، بالدرجة الأولى بسبب الوجود الإيراني اللائح في الأفق. وأضاف أن "الأمور في العراق لن تتغير ما لم تجد واشنطن حلولا جذرية لإيران."
إبراهيم الصميدعي، وهو محلل سياسي في بغداد، قال أنه من المرجح أن تبقى إيران على رأس إهتمامات واشنطن، منوها أن واشنطن سوف لن تسمح لطهران بممارسة تأثير كبير على العراق و إنها ستسعى للتوصل إلى تسوية بشأن برنامجها النووي. وأضاف أن الولايات المتحدة ستكون أيضا حريصة على "حل التحالفات الطائفية" في العراق، لاسيما تلك المتأثرة الى حد بعيد بإيران.
وقال عبد الباري زيباري، وهو عضو لجنة العلاقات الخارجية العراقية، إن أوباما أعلن لمرات عديدة أن السياسة العراقية يجب أن تتغير وأنه ينبغي على العراقيين أخذ مزيد من المسؤولية لمستقبلهم.
ومع ذلك، قال إن أية تغييرات أمريكية تحصل ستكون متواضعة بما أنه يجب على أوباما أن يتفاوض مع الحزب الديمقراطي والقادة الجمهوريين الذين لا يؤيدون إنسحابا كاملا.
وقال أن "معظم خطابات أوباما كانت من أجل حملته الإنتخابية." وأضاف أن "هناك إحتمالية محدودة لقيام واشنطن بتغيير سياستها في العراق."
"سوف لن تضحي الولايات المتحدة بمصالحها في العراق من أجل أهداف أوباما،" أضاف زيباري. و تابع بالقول "سوف يوافق على بقاء الجيش الأمريكي لفترة طويلة في العراق."
الا أن المعارضة الواسعة لوجود القوات الأمريكية في العراق سوف تستمر، لاسيما ذلك الوجود الذي ليس له موعد نهائي للإنسحاب.
قالت فائزة باباخان، وهي عضوة برلمان سابقة وناشطة في مجال حقوق المرأة، "إننا نطمح لما هو أكثر من الإنسحاب." وأضافت "نتطلع إلى تغييرات جذرية. نريد أن نستعيد السيادة العراقية، وأن يكون العراقيون مسؤولين عن شؤونهم، وأن تطلق المشاريع الإستثمارية والإقتصادية التي تم الإتفاق عليها مع الأمريكيين."
عزالدين الدولة، وهو نائب سني مستقل، قال أن أوباما قد يحاول تغيير بعض عناصر الإتفاقية الأمنية التي تجري صياغتها بين الولايات المتحدة والعراق، والتي تحدد شروطا للوجود الأمريكي في العراق. وأصرت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي على أن يتم الانسحاب العسكري الكامل بحلول العام 2011.
أما بالنسبة للكرد، الذين يُعدُّون حلفاء أقوياء للولايات المتحدة منذ عقود، فأن قادتهم لا يركزون على الإتفاق الأمني فحسب، بل أنهم أيضا ينتظرون ليروا كيف سيتعامل أوباما مع التوترات بين كردستان العراق وتركيا. فتركيا تقاتل المتمردين الأكراد الذين يتخذون من الجبال الوعرة في شمال العراق قاعدة لهم.
وأشار سعدي أحمد بيرة، وهو عضو قيادي في الإتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية إلى أن أوباما إقترح أن يُجري القادة الأَتراك مع نظرائهم العراقيين الكرد محادثات لتسوية خلافاتهم. لكن بيرة لم يكن واثقا من حدوث هكذا حوار.
قال صالح عمر عيسى، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين بمدينة أربيل الشمالية، إن الكرد دعموا إلى حد كبير الإطاحة بصدام حسين بقيادة الولايات المتحدة، لذا يشعرون بألفة خاصة تجاه بوش والجمهوريين نتيجة لذلك. لكن عيسى يرى أنه ضد أي إيحاء بأن هناك نوعا من العلاقة الخاصة بين أمريكا والكرد العراقيين.
وقال إن "الإدارة الأمريكية لم تطح بصدام حسين لصالح الكرد، كما لن يؤخر أوباما إنسحاب القوات الأمريكية لحماية الكرد."
لقد أصبحت خيبة أمل الكرد بالسياسات الأمريكية في تزايد، لاسيما فيما يخص التوصيات الأمريكية لتأخير العراق حل وضع المحافظة المتنازع عليها كركوك. إذ يطالب كل من الكرد، التركمان والعرب بهذه المنطقة الغنية بالنفط.
لكن تعيين نائب الرئيس المنتخب جو بايدن قد أعطى الكرد بعض الأمل من أن مصالحهم سوف يتم تمثيلها على مستويات عليا في واشنطن. وأفاد عيسى أن بايدن دعم نظاما فيدراليا قويا في العراق "وبينما هذا قد لا يؤتي ثماره في الوقت الراهن، إلا أنه يبقى مصدر راحة للكرد."
باسم الشرع وزينب ناجي صحفيان تدربا في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد. فرمان عبدالرحمن صحفي تدرب في المعهد بالسليمانية.