انحسار المنظمات الانسانية في الموصل
تشهد الموصل هبوطا حادا في عدد منظمات المجتمع المدني العاملة في المدينة بسبب فقر التمويل، الارهابيين، والفساد.
انحسار المنظمات الانسانية في الموصل
تشهد الموصل هبوطا حادا في عدد منظمات المجتمع المدني العاملة في المدينة بسبب فقر التمويل، الارهابيين، والفساد.
اغلقت معظم المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال الاغاثة والاعمار في الموصل- المدينة الشمالية- ابوابها هذا العام.
انتعشت المنظمات غير الحكومية بعد سقوط نظام صدام حسين بسبب تدفق المساعدات للعراق من اجل اعادة بنائه. في العام 2003، بلغ عدد المنظمات 84 منظمة في الموصل بحسب دراسة قام بها موفق ويسي، رئيس قسم الاجتماع في جامعة الموصل وبعض من زملائه. وفي العام 2004، ارتفع العدد الى 116 .
لم يبق منها هذا العام سوى 54 منظمة، يقول حسن جاسم، طالب الدكتوراه في قسم الاجتماع الذي يعد اطروحته حول منظمات المجتمع المدني.
تركت بعض المنظمات العمل في الموصل بسبب انقطاع التمويل عنها وبسبب تردي الاوضاع الامنية. رغم استعادة قوى الامن المحلية سيطرتها على الموصل، استمر العنف حيث تسبب ثلاثة انتحاريين في مقتل اكثر من ثلاثين شخصا.
قفال المسؤولون المحليون في الموصل ان اغلب المنظمات التي اغلقت ابوابها هي منظمات تسعى الى الربح تحت غطاء المنظمات الانسانية لنحقيق عقود تجني من ورائها الارباح.
يقول ويسي ان بعض المنظمات هي من صنع المجاميع السياسية التي تخفي اهدافا اخرى من ورائها" معظم المنظمات هي واجهات للعمل السياسي او المخابراتي، والبعض الاخر هي منظمات وهمية انشأت للحصول على الاموال تحت غطاء المساعدة والاحسان".
واضاف ان معظم تلك المنظمات الوهمية اختفت بسهولة وبقيت القليل من المنظمات التي تقوم فعلا باعمال الاغاثة وتقديم الخدمات للناس.
قال احد العاملين في تلك المنظمات والذي اخبر مراسل معهدنا بشرط عدم الكشف عن اسمه ان المشكلة هي عندما تقوم المنظمات العالمية بتقديم الدعم المالي للمنظمات المحلية، لا يكون هناك اشراف كامل عليها.
واضاف "الامنظمات العالمية لا تتابع الاشخاص ولا وجهات صرف المبالغ ، لذا تقوم المنظمات المحلية باستغلال تلك المبالغ لمصالحها الخاصة".
قال نائب محافظ نينوى ليث احمد العثمان ان المنظمات الوهمية قد تركت اثرها السيء على الاقتصاد وعلى اعادة البناء في الموصل، مركز محافظة نينوى،. " انها كارثة لانها حرمت المدينة من مشاريع الاعمار".
قال هشام الحمداني رئيس اللجنة الامنية في المحافظة ان الذين اسسوا منظمات وهمية قد استغلو عدم الاستق رار والقوضى في المدينة لتحقيق ارباح مالية. " انهم انانيون يقومون بسرقة بلدهم بدلا من المساهم في خدمته".
وعد ابراهيم: متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في الموصل.