ليس بضربة عنيفة ولكن بنشيج؟

على الرغم من استمرار القتال يبدو ان صدام سيسقط دون تطبيق تهديده الطويل المتمثل بكارثة في النهاية

ليس بضربة عنيفة ولكن بنشيج؟

على الرغم من استمرار القتال يبدو ان صدام سيسقط دون تطبيق تهديده الطويل المتمثل بكارثة في النهاية

Tuesday, 22 February, 2005

الذي عرفوا صدام جيدا دائما تنبؤا بأنه لن يذهب بهدوء قالوابأنه إذا تعرض نظامه لتهديد حقيقي قالوا بأنه سيسقط كل شيء معه. سيستعمل اسلحة كيماوية، سيضرب اسرائيل، سينتقم من شيوخ الخليج الذي يرى بأنهم خانوه. حذر صدام بأن أي شخص يحاول اخذ العراق منه سيرث ارض بلا شعب. ولكن بينما تقرفصت الدبابات الامريكية في وسط عاصمةالعراق وسيطرت القوات البريطانية على ثاني اكبر مدينة،البصرة، تجرأ العراقيون علىالاعتقاد بأن صدام أقسى قائد في آخر 100 عام، لن يذهب بضربة قوية، ولكن بشكل لايصدق، بنشيج.


"كلنا اعتقدنا بأن لديه استراتيجية معينة" قال علي علاوي وهو رجل اعمال وشخصية مستقلة في المعارضة، المقيم في لندن " اعتقدنا بأن صدام يحاول سحب قوات التحالف بشكل دائري دفاعي حول بغداد. ولكن لم تكن هناك استراتيجية-فقط استراتيجية على الحافر. لقد كانت عربدة ديكتاتور رخيص الذي ارهب الشعب لسنوات. يظهر بأن ظهر نظامه كسر في اليوم الاول، ولكننا لن نلحظ ذلك عندمارأينا المقاومةفي ام قصر"خليج شبه جزيرة الفاو عندما قاومت القوات العراقية قصف المدفعية والقصف الجوي المكثف لمدة اسبوع.


جزء من عربدة صدام هو ادعاءه بأن لديه جيش مكون من 6 ملايين جندي اسماه" جيش القدس" للدفاع عن نظامه. ولكن علىالرغم من المقاومةالعنيفةالتي يقاومها الحرس الجمهوري و"فدائيين صدام" وهي ميليشيا مكونة من مجرمين وشباب تم غسل دماغهم، جيش القدس مثل الجيش العادي برز بشكل ملفت للنظر بسبب غيابه. السؤال الذي يطرح نفسه: اين هو الجيش؟ قال الدكتور صاحب حاكم رئيس منظمةحقوق الانسان العراقيةفي لندن،" لم نر هناك ثكنا عسكرية في البصرة. وأين كان الجيش في النجف؟ هناك اشاعات بأن صدام اخذ الاسلحة من الجيش العادي وسلمها للحرس الجمهوري والفدائيين لأنه لا يثق بالجيش. بالنجف، قامت قوات الحلفاء بجعل قبائل من المناطق المحيطة بالمدينة للتحدث عر مكبرات الصوت إلى الجنود المختبئين في المقامات المقدسة وقام الجنود بتسليم انفسهم.


هذا يعني بأن الجيش ينهار بينمايتهاوي النظام العراقي بدون الحاجةالى اطلاق صواريخ كبيرةفي الايام الاخيرة وبشكل مفاجئ بدون مقاومةكبيرة في بغداد. السؤال الموجود على لسان كل شخص هو هل سيقوم صدام الآن باستخدام اسلحةالدمار الشامل التي كانت الحجة التي ادعتها القوات الامريكية – البريطانية لشن الحرب ضده. يعتقد معظم العراقيون بأن صدام ما زال يملك اسلحة الدمار الشامل بما في ذلك الاسلحة الكيماويةالتي استخدمهاضد مواطنيه الاكراد ربما ليس بنفس الكميات التي ادعت بريطانيا وامريكا بأنه يملكها. ولكنهم اضافوا بأن امتلاكه لها اصبح بدون اي شك اكاديمي.


"كان بود صدام ان يستخدم الأسلحة الكيماوية ولكنه لا يستطيع. حيث قال حسان شلبي، و هو بروفيسور في القانون مقيم في بيروت والذي كان قد درس صدام حسين في شبابه في بغداد،"لقد قام بوضع فخ لنفسه عندما قال للعالم بأنه لا يملكهم.اذااستخدم الاسلحةالآن فإن كل الدول التي دعمته ستقف ضده وتصفه بالكاذب. صدام الآن في نطاق اللامعروف. فهو مرتبك ولا يدري الى أين هو ذاهب". على الرغم من انه لا يوجد دليل قاطع على ان صدام مازال على قيد الحياة يعتقد معظم العراقيون بأنه مازال حيا. ويقولون بأنه حتى بالابقاء على شعبه يتحزرون هو احد الاسلحةالقليلة المتبقية بين يديه.اذا لم يكن على قيدالحياة فمن المؤكد ان احد من النظام علم بالامر وانقلب علىنظامه. صدام ليس فقط مكروها من قبل الشعب بل ايضا من قبل صميم دائرةالمقربين.


قام بقتل ، ليس فقط، شركاء مقربون له بل وايضا اعضاء من عائلته. "نهايته قريبةجدا" قال د. شلبي "ولكن حتى هذه اللحظة فإنه يحرك بيده لإخافة الشعب. لجعلهم غير متأكدين ان كان ميتا او علىقيد الحياة".


العراقيون غير متفقون حول الاسلوب الذي سينهي فيه صدام لعبته. البعض يعتقد بأنه سيحاول اللجوء للخارج. حاليا توجداشاعات بأنه غادر العراق على متن الطائرة التي اخلت طاقم السفارة الروسية يوم الاحد. ولكن الأغلبية تعتقد بأنه سيختار السقوط كمحارب ليسجل في التاريخ بأنه المدافع عن العراق وعن العرب ، على الرغم من أنه خان وأفسد بالاثنين خلال سنوات حكمه الدامي المستبد.


يرى صدام نفسه الآن كشهيد،"رمز الأمةالعربية" يقول غسان عطية، شخصية عراقية معارضة مقيم في لندن. "سيفكر بأن الطريقة الصحيحة للموت هي الدفاع عن بغداد من العدو. لم يعد يملك اي خيارات اخرى، انهار الجيش وقوات الحلفاء احاطت بغداد من كل جانب ،انها تراجيديا اغريقية ستنتهي بشكل مدمي.


جولي فلينت: مراسلة الشرق الأوسط وعضو سابق في مجلس أمناء WPRI، تعمل حاليا كمحررة منسقة لملف "تقرير الأزمة العراقية"


Frontline Updates
Support local journalists