لا تزال معاناة اهالي حلبجة مستمرة رغم مرور 18 عاما

لا تزال الهجمات الكيمياوية على المدينة تسبب امراضا خطيرة.

لا تزال معاناة اهالي حلبجة مستمرة رغم مرور 18 عاما

لا تزال الهجمات الكيمياوية على المدينة تسبب امراضا خطيرة.

Wednesday, 29 March, 2006


يسعل وهو الامر الذي يعاني منه منذ سنين.



اوصى الاطباء محمد،25، خريج جامعة ، عاطل عن العمل، بعدم القيام باي جهد بدني لان ذلك يجهد جسمه والرئتين. لقد اصيب بالعمى، الا انه استعاد نظره بعد العمليات الجراحية التي اجراها في طهران وسويسرا.



انه السعال الذي دمر حياته، قال محمد.



ومحمد هو واحد من الاف الذين سقطو ضحايا الهجوم الكيمياوي على مدينة حلبجة من قبل قوات صدام حسين في عام 1988، وهي الجريمة التي تمثل همجية ووحشية النظام ضد الاكراد.



راح ضحية الهجوم الذي حصل اثناء الحرب العراقية- الايرانية قرابة 5000 شهيد و 10000 جريح.



رغم ادعاء الجيش العراقي ان ايران هي التي قامت بالهجوم، الا ان السكان يقولون ان الطائرات العراقية هب التي قامت برمي السارين والتابون وغاز الخردل وال VX على حلبجة التي تمتد على قاعدة الجبل الذي يفصل البلدين.



ورغم مرور 18 عاما، لا تزال معاناة الناجين من الهجوم مستمرة. ازدادت نسب الاصابة بالسرطان ، بالعقم، بالاسقاط، والتشوهات بين سكان حلبجة التي كان تعداد سكانها 40000 واصبح الان 80000 . اظهرت الدراسات ان الناجين يعانون بشكل كبير من امراض الجهاز التنفسي مثل ضيق التنفس المزمن الذي يجعل التنفس صعبا.



بعض الحالات الخطيرة تمت معالجتها في ايران وفي بعض الدول الغربية. الا ان الكثير ممن لا زالو يحملون اثار الهجوم يقولون انهم يعانون الاضطراب وعدم الراحة بشكل يومي، وهناك القليل من الجهات التي تمد لهم يد العون والمساعدة.



كانت بروين محمد تسعل وهي تروي حكايتها.



" اعاني هذه الحالة منذ 15 عاما. لا استطيع النوم في الليل بسبب الاختناق. لا استطيع المشي لفترة طويلة. يقول الاطباء ان الحالة لا يمكن علاجها وهي احدى تاثيرات القنابل الكيمياوية".



مات زوج بروين بالسرطان بعد 7 سنوات من الهجوم، وتعتقد العائلة ان مرضه له علاقة بالقصف. ويعاني اولاد بروين الاربعة من امراض التنفس ايضا.



قالت جوان محمد،30، شقيقة بروين " كان عمري 12 عاما اثناء الهجوم بالكيمياوي. لقد احترق جسمي كله واصبت بالعمى".



لقد امضت ثلاث شهور في الولايات المتحدة بعد الهجوم واستعادت بصرها هناك.



قالت نرمين عثمان، كردية، ووزيرة البيئة العراقية ان هناك حاجة لمركز طبي لمعالجة الناجين من الهجوم. واضافت ان هناك حاجة ايضا لمختبرات فحص التربة في المدينة.



الا ان شيئا من ذلك لم يتحقق. وقال اهالي حلبجة انهم ضاقو ذرعا من الحديث لوسائل الاعلام وللمسؤلين لانهم يعتقدون ان لا فائدة من وراء ذلك.



اخبر هردوان احمد ، طبيب في المستشفى الرئيسي، مراسل معهدنا ان هناك 600 مريضا مسجلا لديهم ممن يعانون امراضا في التنفس- وخاصة الامراض التي تسمى Fibros Alveolitis.



واضاف ان 250 منهم فقط تم فحصهم لان المستشفى تعاني من نقص الاجهزة الطبية.



واردف احمد" يجب معالجة المرضى بالتساوي ودون اعتبارات للفوارق في العمر".



بسبب عدم توفر الخدمات الطبية بشكل واسع في المدينة، قامت جمعية مناهضة الاسلحة الكيمياوية بالتنسيق مع وزارة الصحة في اقليم كردستان بارسال المرضى الذين يعانون من حالات حرجة الى الخارج للعلاج.



قال اراس عبد رئيس الجمعية ان هناك بحدود 223 تم تسجيلهم للعلاج في الخارج، الا ان ثمن هذا العدد تم علاجهم فقط، ويشكو بعضهم بان العلاج لم يكن كافيا.



قال كامل محمود الذي امضى اسبوعا في النمسا " بعضنا كان بحاجة الى جراحة في التنفس، الا ان حكومة الاقليم لم توافق على دفع نفقات بقائنا ، لذلك لم نتلقى العلاج. فقط قامو بتشخيص امراضنا".



تعتقد بروين، مثل الكثيرين، ان المسؤلين لم يقدمو سوى الوعود الفارغة للضحايا.



مضيفة " المسؤلين الاكراد لم يعملو لنا شيئا. الكلام غير ذات فائدة".



اسماعيل عثمان: متدرب معهد صحافة الحرب والسلام في حلبجة
Frontline Updates
Support local journalists