تركيا واكراد العراق يفتحون صفحة جديدة.

يبدو ان التجارة تتجاوز الخلافات السياسية حيث يبني الاعداء القدامى علاقات وطيدة.

تركيا واكراد العراق يفتحون صفحة جديدة.

يبدو ان التجارة تتجاوز الخلافات السياسية حيث يبني الاعداء القدامى علاقات وطيدة.

.



لكن البعض يقول ان تركيا مهتمة ببناء علاقات جيدة من اجل تفادي الخطر الذي يشكله حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من شمال العراق قاعدة له، وحذروا من ان زيادة التعاون سوف لن يكون مقبولا وسط المجتمع العراقي الكردي.



عقد المسؤولون الاتراك والاكراد اجتماعهم الاول اوائل هذا الشهر بضيافة الرئيس العراقي جلال الطالباني حيث ناقشوا فيه السبل لمواجهة حزب العمال الكردستاني وكذلك الاستثمار التركي في كردستان، وذلك بحسب مصادر مقربة من المسوؤلين الاكراد.



وكذلك حضر الاجتماع الذي عقد في بغداد في الاول من مايس كل من رئيس وزراء اقليم كردستان نجرفان برزاني واحمد دافادوكلو مسؤول السياسة الخارجية ومستشار رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والمبعوث التركي الخاص للعراق مرات اوشليك والسفير التركي في بغداد دريا كانباي.



تخوض تركيا منذ العام 1984 معارك طاحنة مع حزب العمال الكردستاني راح ضحيتها الالاف في جنوب شرق تركيا وشمال العراق. تتهم منظمات حقوق الانسان انقرة باضطهادها للاكراد ولبقية الاقليات.



كان القادة الاكراد العراقين والقادة الاتراك قد اختلفوا في الماضي حول وجود حزب العمال الكردستاني في الشمال. طلبت تركيا من العراق طردهم بعد ان اعلنت انقرة وواشنطن انهم منظمة ارهابية.



لم يتم الطلب بشكل مباشر من القادة العراقيين الاكراد سوى في الاجتماع الذي عقد هذا الشهر في بغداد.



بينما يساند الاكراد العراقيون بشكل كبير حزب العمال الكردستاني ويصفونه بالمدافع عن حقوق الاكراد، يبقى التعاون الاقتصادي التركي جوهريا لتقدم وتطور كردستان العراق ويساهم في انعاش اقتصاد الاقليم، وذلك بحسب المحللين.



قال فلاح مصطفى مدير دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الاقليم ان التعاون التجاري بين كردستان العراق وتركيا قد بلغ ثمانية مليارات دولار امريكي منذ1 العام 2003.



تعمل اكثر من 300 شركة تركية في شمال العراق ولها " بعضا من اكبر العقود في الاقليم"، وذلك بحسب باقي حسن رئيس غرفة تجارة السليمانية.



قال يوسف محمد استاذ العلوم السياسية في جامعة السليمانية "تربط تركيا كردستان العراق بالعالم الخارجي وخاصة اوربا".



واعرب عن تفائله بتحسن العلاقات بين الجانبين.



واضاف "ان استمرت اللقاءات وحقق الجانبان اهدافهما، فليس ببعيد ان نرى القنصلية التركية تفتح في اربيل".



وبحسب فلاح، فان اللقاءات ستستمر بين القادة الاتراك والقادة العراقيون الاكراد، الا انه لم يحدد متى.



قال مصطفى ان المسؤولين الاكراد يعتقدون بامكانية حل مسألة حزب العمال الكردستاني من خلال الطرق السلمية وعبر الوسائل السياسية.



قيدت سياسة حكومة الاقايم ولبعض الوقت مساندتها لحزب العمال الكردستاني مصرة على عدم شن المقاتلين هجمات على تركيا من شمال العراق. الا انهم قالوا انهم لا يستطيعون الاستجابة لمطالب تركيا بالقضاء على الحزب لان المقاتلين ينتشرون في عمق منطقة جبل قنديل الوعرة.



اخبر مصطفى معهد صحافة الحرب والسلام " لانسمح ان تستخدم ارض كردستان العراق لشن الهجمات على تركيا. مشكلة حزب العمال الكردستاني هي مشكلة تركية داخلية ولا شأن لاكراد العراق بها".



يرحب كوكالب سالشك، مهندس في شركة تابا التي تقوم ببناء مجمع جامعة السليمانية بكلفة 260 مليون دولار امريكي، بالتعاون الكبير الذي قال انه سيخدم الاقتصاد في كل من تركيا وكردستان العراق.



وقال "حاولنا عدة مرات استيراد المواد للاقليم عبر حدود تركيا ، لكن ذلك لم يتم بسبب التوتر بين تركيا واقليم كردستان".



"من المهم لنا ان تتحسن العلاقة بين تركيا والاكراد لنتمكن من الاستثمار في الاقليم".



يتفق في هذا فريد اساسارد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية، المؤسسة الفكرية في الاتحاد الوطني الكردستاني.



واشار الى انه طالما لايمكن جماهيريا ابعاد حزب العمال الكردستاني عن حكومة الاقليم، فان الحاجة تتطلب تحسين العلاقات مع تركيا اكثر منها مع اي دولة في المنطقة.



قال اساسارد "يحتاج اقليم كردستان تركيا ليكون له موضع قدم في الشرق الاوسط. لحد الان، يعتقد الكثير من الاتراك وبعض شعوب الشرق الاوسط ان كردستان هي كيان غريب قد يدمر المنطقة بانفصاله عن العراق".



لكن احمد دنيز مسؤول العلاقات الخارجية في حزب العمال الكردستاني كان قد حذر حكومة الاقليم من ان تصبح صديقا مقربا من تركيا.



واضاف "اذا علمنا ان حكومة الاقليم تتخذ جانبا في الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني وان تلك الخطوة هي ضد مصالح الاكراد، عندها سنتخذ موقفا ضدهم".



يرى استاذ العلوم السياسية في جامعة السليمانية سالار باسيرا من انه اذاكانت تركيا ترغب بعلاقات جيدة مع اكراد العراق، فان عليها ان تحل خلافاتها مع حزب العمال الكردستاني.



واكمل "تريد تركيا القضاء على حزب العمال الكردستاني وترغب في استخدام الاحزاب الكردية لتحقيق ذلك الهدف".



قال باسيرا ان تركيا تخاف من سيطرة الاكراد العراقيين على كركوك لان ذلك قد يقود الى وجود دولة كردية مستقلة. ان حال كركوك سيحدده الاستفتاء نهاية 2007 ، لكن ذلك ارجيء الى 6 شهور بسبب تردي الوضع الامني.



لم يرحب الكثير من الاكراد بتحسن العلاقات بين انقرة وحكومة الاقليم. انهم يتعاطفون بشكل كبير مع حزب العمال الكردستاني ويخشون من ان تحسن العلاقات التركية الكردية ستصب في غير صالح الحزب.



قال علي صالح،36، بائع متجول في السليمانية ، وهو يعكس وجهة النظر العامة "تحتاج القيادة الكردية الى ان تكون اكثر حذرا في التعامل مع تركيا. منذ نشأة تركيا وهي تعمل ضد الاكراد، لهذا ارى ان ذلك لا يكون في مصلحتنا".



ازيز محمود: صحفية متدربة من السليمانية في معهد صحافة الحرب والسلام
Frontline Updates
Support local journalists