المعاناة من أجل الفن
حصلت الفنانات اللاتي همشن في ظل النظام السابق على الدعم بافتتاح معرض جديد مكرس لأعمالهن
المعاناة من أجل الفن
حصلت الفنانات اللاتي همشن في ظل النظام السابق على الدعم بافتتاح معرض جديد مكرس لأعمالهن
لا تعتبر ملك جميل نفسها عزباء او متزوجة، لأن زوجها، جندي عراقي فقد منذ عشرين سنة. وقد وجدت ملك في الرسم وسيلة تساعدها على استذكار الوقت القصير الذي أمضته سوية مع زوجها، وقد ألهمها ذلك لافتتاح معرض جديد للنساء الفنانات في بغداد.
وقالت "لقد وجد القليل من النساء الفرصة للمشاركة في المعارض الفنية والنشاطات الثقافية خلال النظام السابق. لقد حان الوقت الآن لأن تشارك النساء في تشكيل المشهد جنباً الى جنب مع الرجال، وبعد كل شيء، فان لدينا الكثير من النساء الفنانات في العراق."
وقد جمعت ملك سوية مجموعة من الفنانات المشهورات في بغداد لتشكيل جمعية بالارتباط مع "قاعة معرض كهرمانة". ومن بين أهداف الجمعية يبرز هدف اقامة صندوق مالي لدعم النساء الفنانات في العراق.
وعلى الرغم من شظف العيش في بغداد، فان الفنانات مصممات على مواجهة التحديات التي يواجهنها ـ ان عملهن هو تعبير عن آمالهن وكفاحهن، اضافة الى كونه مصدر دخل محتمل.
وقالت ملك "سنعمل على تشجيع النساء على كسب تكاليف معيشتهن من خلال الرسم والحياكة والتصميم وحتى السيراميك. وقد تشكل مدخولات الجمعية المالية عنصراً لمساعدة المرأة على تأثيث منزلها عندما تتزوج."
ويركز العمل الفني لملك على اللقاء بين شهرزاد وشهريار، عروس وعريس. في احدى لوحاتها، العروس تحمل اناءًً ذهبياً مملوءاً بالأعشاب المحترقة، وهو ما يشكل وسيلة تقليدية لطرد الشر. وقد صورت شهرزاد كامرأة عراقية تحصي لحظات سعادتها القليلة، لأنها تخشى مما قد يأتي في المستقبل. واللوحة ترمز الى الزواج في العراق.
لقد ترك ماضي العراق المؤلم العديد من النساء وحيدات. لقد قتل او اختفى مئات الآلاف من الرجال أثناء نظام صدام، وقد ترك العديد من زوجاتهم ليعشن في بؤس وعزلة.
وتعرض الفنانة وداد الأورفلي اثنتين من لوحاتها في قاعة كهرمانة. واحدة منهما بعنوان "الصمود"، تشكل حرف "ن" كبير الحجم ممتلئ بالخوذ في ألوان صارخة متداخلة مع أوراق الشجر. انها تتحدث عن الصراع بين الحياة والموت. وترمزالنخلة المضافة الى اللوحة الى صبر العراقيين. وقالت الأورفلي "لا يهم كيف اضطهدونا، فقد واصلنا البقاء. ان النضال الطويل لعشر سنوات من الحصار قد صدمتني، وانا افكر لماذا كان علينا ان نعاني من الحروب العديدة؟"
وتستخدم الفنانة عشتار جميل حمودي عملها للتعليق على وضعية المرأة. وقد أقتبس اسم عشتار من اسم إلهة الحضارة السومرية. وقد رسمت حمودي عشتار كملكة سومرية تهبط من السماء، لتضيء الأرض بالنار. في هذه اللوحة، فان معاناة المرأة وشجاعتها تتمثل بالأسلوب التجريدي (السريالي) والرمز.
وتوفر الأعمال في معرض كهرمانة رؤيا متحركة داخل تجارب النساء العراقيات. اضافة الى منحهن دعماً مالياً ونوعاً من العلاج، ويوثق المعرض كذلك موضوعاَ هاماً في تاريخ البلاد. لقد تصالحت اولئك النساء مع ماضيهن المؤلم بأمل ان ينهض العراق في سلام.
*ندى شكر ـ صحفية تحت التدريب في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد