الأكراد يعودون الى المستقبل.

الحياة في كردستان العراقية تعود الى وضعها الطبيعي، الأسعار تهبط والطلاب يعودون الى مقاعد الدراسة.

الأكراد يعودون الى المستقبل.

الحياة في كردستان العراقية تعود الى وضعها الطبيعي، الأسعار تهبط والطلاب يعودون الى مقاعد الدراسة.

Tuesday, 22 February, 2005

تقريباً ثلاثة أسابيع منذ تحرير العراق، والوضع في كردستان العراقية مستقر جداً. الأمن والأمان لم يكونوا بأفضل من الآن. خلافاً مع الوضع في معظم العراق، عاد الطلاب الى مقاعد الدراسة في المدارس والجامعات بعد أن خسروا تقريباً 21 يوم و قد بدأت أسعار الطعام والنفط بالهبوط.


يوم أمس كنت أتحدث مع جندي أمريكي في محل تجاري في اربيل وسألته: إلى أي درجة تشعر بالأمان في كردستان-العراقية؟ وأجاب " أكثر مما أشعر به في مناطق كثيرة في الولايات المتحدة!". من الاعتيادي أن تشاهد جندي أو جنديين أمريكيين رجال ونساء يتجولون أو يسوقون في داخل أو بين المدن والبلدات الكردية. إزدادت واجبات الإدارة الكردية.


حتى هذه الحرب تقريباً كانت ثلث المنطقة الكردية تحت سيطرة الحكومة العراقية السابقة، سياسة التعريب التي طبقها نظام صدام حسين نتج عنها التهجير الداخلي لمئات الآلاف من الأكراد من قرى و بلدات ومدن مثل الموصل وكيركوك.معظمهم حتى الآن لم يسمح لهم بالعودة الى بيوتهم.


يتذكر الأمريكيون قصص عرقية مشابهة في كوسوفو ومناطق أخرى ومن الواضح أنهم خائفون من أعمال إنتقامية وحتى إنتشار الفوضى في حالة "عودة جماعية".


هذا و قد طالب قادة كردستان-العراقية جاي غارنر، المنسق الأمريكي للشئون الانسانية وإعادة الإعمار في العراق، على القيام بإنشاء لجنات تمثل كل المجموعات العرقية لتعمل على تسهيل "عملية العودة" لكل هؤلاء المهجرين، وحتى الآن الرد كان ايجابياً جداً.


غارنر والذي يعرفه الأكراد منذ الحرب العراقية الأولى، تم إستقباله كمحرر في


كردستان-العراقية، حيث قام بإستقباله طلاب وعائلات وأقرباء ضحايا " أنفال " حملة صدام الإبادية التي قتلت أكثر من 100,000 كردي وقاموا إلقاء الزهور على موكبه عندما مرّ في شوارع بلداتهم.


في الوقت الذي يتم فيه اتهام الأكراد تقريباً من قبل معظم المحطات الفضائية العربية بدعم أمريكا في عملية إسقاط نظام صدام، فإن كل جامعة من الثلاث جامعات الموجودة وكل مستشفى من الـ 25 مستشفى القائميين يقومون بإرسال مواد وطواقم من طواقمهم التعليمية والطبية الى وسط والى جنوب البلاد- بغض النظر عن النقص الموجود حالياً في المنطقة الكردية-فإنهم يعرضون المساعدة والدعم الى المستشفيات والمدارس التي لا تعمل حالياً، الى بغداد والى بعض المدن العربية في العراق.


خلافاً إلى الدعاية التي تنشرها بعض الدول المجاورة للعراق، فإن الأكراد يعملون كجزء من أمّة وكعنصر عادي في العراق، واحد من الأقليات.


عمليات النهب التي حصلت في بغداد ومدن عربية أخرى مباشرة بعد التحرير لم تكن مفاجئة، لقد كانت نتيجة مباشرة من طريقة حكم صدام حسين العراق وشعبه. اضطهاده لشعبه لعدة عقود خلقت فجوة كبيرة بين المواطنين العاديين وبين لمن ينتمي الى الحكومة أو يمثلها.


هنا في العراق كبر الناس وهم يكنون كره للحكومة ويفترضون بأن الحكومة تكرههم أيضا.ً ما يسمى بشكل صحيح "ممتلكات عامة" في الدول الديمقراطية لم يكن بالشيء الخالص بمعناه في العراق، العصابات واللصوص الذين تولدوا بسبب الفقر الذي ابقاه صدام حسين على الشعب كان بمثابة فرصة ذهبية.


لقد شعرت بالحزن لكل الفوضى. ولكن مع إزالة صدام فإن الأكراد يشعرون بأن سيحظون على أوقات ذهبية وأيام ذهبية لعشرات ومئات الأعوام.


علي سيندي، خريج كلية كنيدي للدراسات الحكومية، هارفرد. جراح كردي – نائب وزير الصحة سابق في الحكومة الكردية.


Frontline Updates
Support local journalists