المسلحون في بغداد يتحدون الخطة الامنية
زيادة القوات الامنية الاخيرة في العاصمة اسهم قليلا في كبح العنف الطائفي في بعض المناطق.
المسلحون في بغداد يتحدون الخطة الامنية
زيادة القوات الامنية الاخيرة في العاصمة اسهم قليلا في كبح العنف الطائفي في بعض المناطق.
هجمات القناصة ومدافع الهاون، والسيارات المفخخة والتفجيرات التي تستهدف السكان لا تزال موجودة في المناطق التي هي خليط من السنة والشيعة على طول الطريق المؤدي الى مطار بغداد.
يتقاتل المتطرفون من الجماعات السنية والمسلحون الشيعة من جيش المهدي في الشوارع التي غالبا ما تكون مهجورة لان السكان يعيشون في حالة مستمرة من الخوف.
تم العثور على العشرات من الجثث في الاشهر القليلة الماضية في المنطقة - الكثير من الضحايا عليها علامات تعذيب-. سمى العميد قاسم عطا الناطق الرسمي الحكومي لخطة بغداد الامنية مناطق جنوب غرب بغداد بانها " حاضنات للارهاب".
يقول السكان ان العنف بتصاعد وهم لا يعرفون سببا لماذا لا تقوم الحكومة والقوات الامريكية بحماية المنطقة لحد الان.
بدأت خطة امن بغداد في شباط الماضي وهي تتضمن اضافة 28,000 جندي امريكي اضافي و30,000 جندي عراقي معظمهم متمركز في العاصمة. لكنه وفقا لبعض اهالي جنوب غرب بغداد، فان تلك القوات لا تملك حضورا قويا في مناطقهم.
قال نصر جليل، صاحب مخزن في منطقة الشرطة الرابعة وهي منطقة شيعية كبيرة تقع في حي البياع، " لا ادري ماذا تنتظر الحكومة؟ يهاجم الارهابيون السوق المحلي كل يوم، والقناصون يقتلون بشكل عشوائي كل السابلة . لقد قتلوا الكثير من الناس. الوضع في السوق مرعب ولا يطاق".
يحرس الشارع قرب مخزن جليل نخبة من القوات العراقية، لكن القوات الامنية لها حضور قليل وسيطرة ضعيفة على المنطقة. الكثير من حوادث القنص والسيارات المفخخة حصلت في السوق وكذلك العديد من حالات الخطف. يقول بعض اصحاب المحلات ان دخلهم انخفض الى النصف عما كان عليه العام الماضي.
قال محمود حسن الذي يملك محلا لبيع الاقمشة في السوق " لا ادري عن ماذا تتحدث الحكومة حين تقول ان هناك خطة جديدة لفرض القانون والنظام. هل ان منطقتنا مستثناة من تلك الخطة؟ انا لا اعرف".
"كاصحاب محلات، فاننا لا نملك طموحات تجارية الان. هدفنا الاساس هو العودة الى البيت سالمين".
رفض سكنة الرسالة وهي منطقة مختلطة ان يتم اخافتهم بالتهديدات الطائفية لحد اوائل هذا العام. قال فلاح حنون صاحب محل موبايل في المنطقة ان الكثير من العوائل السنية قد هاجرت بشكل جماعي في يوم واحد اوائل شهر نيسان.
واضاف " شهدت منطقتنا هجرة جماعية. القيت رسائل تهديد الى البيوت بضرورة ترك العوائل المنطقة خلال 48 ساعة والا تعرضوا الى القتل".
نشرت النيويورك تايمز، في تقرير داخلي للقوات الامريكية انجز في نهاية ايار، ان القوات الامريكية والعراقية كان بامكانها حماية الشعب وتحقيق تاثير ملموس على 146 منطقة من اصل 457 منطقة من مناطق بغداد. اخبر القادة تلك الصحيفة ان المشاكل كبيرة في جنوب غرب بغداد رغم تواجد الكتيبة الامريكية هناك منذ شهر مارس.
يشكو بعض اهالي تلك المناطق المضطربة من ان القوات الامنية لا تقوم بدوريات منتظمة ، وبالنتيجة يترك ضحايا العنف الطائفي في الشوارع.
قال صباح الكناني احد سكنة حي المواصلات "هناك خسة جثث مرمية على الارض قرب جامع خديجة. لم يجرؤ احد على اخلائهم لان القوات الامنية كانت غائبة. والارهابيون يجوبون المنطقة ويقتلون دون ان يوقفهم احد".
قال عماد يوسف وهو ايضا من سكنة المواصلات انه وبعض السكان الاخرين قد تعبوا من غياب القانون ومن وجودهم داخل بيوتهم وعدم استطاعتهم الخروج للعمل او التسوق. انهم بدأو يقاومون المسلحين حين يتعرض السكان للتهديد.
واضاف "مرارا طلبنا من الحكومة مساعدتنا وانقاذنا عبر الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى، الا ان احدا لم يستجب الينا. يقول المسؤولون دائما ان مناطقنا سيتم شمولها بالخطة الامنية الجديدة ".
قال الشيخ جلال الدين الصغير عن الائتلاف العراقي الموحد ان المسلحين قد فروا الى مناطق جنوب غرب بغداد بعد ان حاصرتهم القوات الامنية في المناطق الاخرى.
ويشمل ذلك منطقة شارع حيفا على ضفاف نهر دجلة التي كانت يوما مزدهرة والتي اصبحت منطقة عنف سيئة السمعة والتي تقول عنها القوات الامريكية انها الان من المناطق الامنة.
قال العميد عطا ان خطة الحكومة هي توفير الامن لكل مناطق بغداد.
واضاف "لا نملك قوة كافية، ولهذا نعمل خطوة خطوة. لا يمكن للقوات الامنية تحقيق الامن في شهور قليلة".