الرؤية الأمريكية للوضع العراقي الجديد: وعود ' بالديمقراطية ' وفي الأثناء حماية 'المتعسفين '

من جوليا فلينت في بيروت (ICR No.15,April -03)

الرؤية الأمريكية للوضع العراقي الجديد: وعود ' بالديمقراطية ' وفي الأثناء حماية 'المتعسفين '

من جوليا فلينت في بيروت (ICR No.15,April -03)

Tuesday, 22 February, 2005

في نفس الوقت، على كل الأحوال، وفي الجانب الآخر من هذا البلد، القوات الأمريكية تقوم بحماية رجل يعتقد العراقيون بأنه واحد من أسوأ الرجال من النظام القديم – قائد قبلي سني والذي اكتسب سمعة مخيفة كحارس شخصي لصدام حسين.


مشعن جبوري والذي عّين نفسه حاكم مدينة النفط الشمالية "الموصل" يوم الثلاثاء مع مباركة واضحة من القوات الأمريكية والتي دخلت المدينة الأسبوع الماضي، وقد اُخبر الصحفيون في الموصل أن الجبوري زُرع من قبل الولايات المتحدة وان القوات الأمريكية قامت بحمايته بعد أن هاجمه حشد غاضب من البلدة بعد إلقائه خطاباً وعد فيه "بالديمقراطية".


أخذ القوة على يد الجبوري، رجل رفضه الكثيرون حتى من أبناء عشيرته، كان السبب ليومين من الاحتجاجات حصدت على الأقل 17 حياة. وقد قال الكولونيل أندرو فريك، أعلى ضابط في المدينة، إن المشاكل بدأت بعد أن فتح المتظاهرون النار على القوات الأمريكية ولكن على حسب أقوال طبيب في مستشفى الموصل الذي إقتبس أقوال جرحى مدنيين قالوا بأن الجبوري حثّ قوات المارينز الأمريكية على فتح النار على حشد الذي هاجم وقلب سيارته.


بينما خرج الوضع عن السيطرة، يتفق الجانبين على أن قوات المارينز فتحت النيران على المتظاهرين وأنها رافقت الجبوري لحمايته في مبنى البلدية.


صعود الجبوري والذي كان قد فر من النظام عام 1992، خلق قلق حقيقي حول نوعية الديمقراطية التي من المحتمل ان تتكون في العراق تحت إشراف أمريكي. في اجتماع لقيادة المعارضة في لندن في ديسمبر الماضي ومعه شخصين آخرين من المسئولين الفارين والذين يطمحون إلى مركز في شمس ما بعد صدام، رئيس الاستخبارات العسكرية السابق وفيق سمرائي والصحفي سعد بزاز مستشار إعلامي سابق لصدام، جوبهوا من قبل الحضور بأصوات ازدراء.


الصديق المقرب وتقريباً الوحيد في المعارضة العراقية للجبوري هو مسعود برزاني من الحزب الكردستاني الديمقراطي والذي دخل مقاتليه الموصل مع القوات الأمريكية بعد ان انسحبت منها قوات صدام. يتوقع البعض أن هذا الدعم هو محاولة إصلاح من قبل برزاني لاعتداء قام به حزبه على عائلة الجبوري والذي قتل فيه 15 عضو من عائلة مشعن بما يضم ذلك والده وبعض أعمامه في منتصف 1960.


من إقليم مسقط رأسه الموصل بدأ جبوري كعضو في الحرس الشخصي لصدام ثم انضم لاحقاً الى مرافقيه من سائقي الدراجات النارية.


في العام 1991 قاد وحدة جيش اشتركت في إخماد الانتفاضة الشعبية في جنوب العراق بعد احتلال صدام للكويت. كانت له علاقة مقربة من الابن الأكبر لصدام (القاتل) عدي صدام حسين. بعد فراره إلى المنطقة الكردية المحررة في شمال العراق يعتقد بأنه عمل ثروة من مال جمعة أثناء صداقته مع عدي، كما يعتقد بعض المنفيين العراقيين بأن علاقته مع عدي استمرت حتى بعد فراره.


" مشعن جبوري هو واحد من السفاحين " على حد أقوال غانم جواد رئيس دائرة حقوق الإنسان لمؤسسة الخوئي والتي مقرها لندن، وهي منظمة خيرية شيعية " الناس خائفون منه. عام 1992 بعد فترة وجيزة من فراره قال في اجتماع له مع قيادة المعارضة في بلدة صلاح الدين في شمال العراق " أنا سنّي رئيس عشيرة سنّية قوية، لقد قتلنا الآلاف والآلاف من الشيعة " اعتقد بأنها طريقة للتأكيد على أهميته و لإثارة الإنطباع عند المعارضة".


وقد قال صحفي عراقي قمران كرداني بأن جبوري لم يستطع زيارة قريته الأم "شرقات" بسبب المقت والكره الذي نّماه شعبه اتجاهه وأضاف " انه أكثر شخص فاسد عرفته في حياتي."


أبعدت هيئة المارينز الأمريكية نفسها يوم الخميس في بغداد من شخصيين عراقيين أدعا بأنهما تم انتخابهما من قبل القيادة المحلية لشغل منصبي رئيس لبلدية بغداد وكحاكم للداخلية، وقد قال مسئول الشئون العامة الكابتن جو بلينزلر " لم تقم الحكومة الأمريكية بتعيين اي شخص ". أما في الموصل لم يكن هناك اي إنكار من المسئولين الأمريكيين.


الضجة الإعلامية حول اجتماع المعارضة في الناصرية، والذي حضره كل من جارنر ومبعوث البيت الأبيض زلماي خيلزلاد، تأجل لمدة 10 أيام ويوم الافتتاح، ووسط اسئلة كثيرة حول الهدف منه وموقعة من المخططات الأمريكية للعراق بعد الحرب، قامت جماعات شيعية كبيرة بمقاطعة الاجتماع وتظاهر الآلاف سلميا ضده بسبب التمويل المادي الأمريكي له.


قد قام بعض العراقيون فعلا باتهام الولايات المتحدة وبريطانيا بنشر التمييز ضد السنّة، الذين كانوا يشكلون أساس نظام صدام، في تعاملهم الأولي مع وضع العراق بعد صدام.


على الرغم من وجود أغلبية سنّية في العالم العربي فإن أغلبية سكان العراق هم من الشيعة،


هذا و كانت قد عبرت الأنظمة السنّية الحليفة للغرب عن مخاوفها عن أي تغيير الذي من شأنه أن يضعف وضع السنّة في العراق.


التئم في مؤتمر الناصرية نشيطون منفيون مع 75 قائد مدني من مختلف الفصائل الدينية السياسية والعشائرية. الحضور كان فقط من خلال دعوة أمريكية وظهر بأنه قد وجّه بشكل كبير إلى المنفيين المقيمين في الولايات المتحدة، بعض المنفيين المقيمين في لندن اضطروا إلى الذهاب مستقلين وعلى حسابهم الشخصي.


بشكل عام كان مؤتمر الناصرية غير منظم مع وجود عدد قليل مما يمكن وصفهم بمستوى القيادة، فالكثيرون منهم غير معروفين ." وقد قال علي علاّوي، وهو رجل أعمال مقيم في لندن ومستقل في المعارضة أن " موضوع عدم الترابط الداخلي لمؤتمر من هذا القبيل مع السلطة الانتقالية التي يخطط لها الأمريكيون"، "إذا كان مؤتمر الناصرية هو واحد من سلسلة مؤتمرات صغيرة فذلك مقبول: كان يجب عليهم خلق الانطباع بأن الأمور تتحرك إلى الأمام، ولكن اذا كان اجتماع مهمّاً إذن لم يكن منظماً ولم يكن التمثيل فيه جيداً.


جولي فلينت مراسلة للشرق الأوسط و عضو سابق في مجلس أمناء IWPR، تعمل حاليا كمحررة منسقة لملف "تقرير الأزمة العراقية".


Iraq
Frontline Updates
Support local journalists