انذار سوء التعامل مع الاطفال
العنف في المجتمع ينتقل الى البيت- لكن هناك مخاوف من اهمال قضايا سوء التعامل مع الاطفال
انذار سوء التعامل مع الاطفال
العنف في المجتمع ينتقل الى البيت- لكن هناك مخاوف من اهمال قضايا سوء التعامل مع الاطفال
قال المحقق في محكمة جنايات الكرخ انه وجد طفلة بعمر خمس سنوات تنتظره في مكتبه مع اخيها الصغير.
سألته ان كان للمحكمة ان تاخذهما لأن والداهما يضربانهما بقسوة كل يوم.
قال المحقق الذي فضل عدم ذكر اسمه " لقد تأكدنا ان والديهما لا يستطيعان رعايتهما، لذا اودعناهما احد الملاجيء في بغداد".
ان تلك الطفلة التي جاءت للمحكمة لتشتكي من سوء المعاملة، هي دليل واضح على الازمة التي يعانيها قطاع حماية الطفل.
المصادر الصحية والقانونية تخشى اهمال قضايا سوء معاملة الطفل من قبل الدولة لانشغالها بمحاربة المتمردين.
الخشية هي ان يصار الى تحويل نفقات وكادر الاهتمام بالطفل لتعزيز القوات الامنية.
قالت القاضية في محكمة احداث الرصافة ساجدة محمود انه حين يقدم الضحايا من الاطفال شكاواهم الى المحكمة، لا يوجد هناك كادر كافي لمتابعة الاتهامات لان الولوية هي للقضايا الامنية.
المسؤلون في الصحة يخشون ان تكون المعركة ضد المتمردين تستنزف التخصيصات المخصصة للباحثين الاجتماعيين في المدارس والذين لهم الدور الرئيس في تشخيص سوء التعامل مع اليافعين.
قلة التخصيصات تعني ان الكثير من المدارس تبقى دون باحثين اجتماعيين، وان المدراء يتحملون مسؤلية تكليفهم القيام بالتدريس.
ونتيجة لذلك، قال الدكتور اياد نوري مدير برنامج الرعاية الصحية والنفسية في وزارة الصحة انه لا يستلم الا القليل من التقارير من الباحثين الاجتماعيين حول الاطفال الذين يعانون من سوء المعاملة.
قال الدكتور حارث عبد الحميد رئيس قسم البحوث النفسية والتربوية ان قضايا سوء معاملة الاطفال قد ازدادت لان الوضع الامني قد القى بظلاله على العائلة حيث يفرغ الاباء عصبيتهم وتوترهم في اطفالهم.
وقد روى قضايا تم بحثها في المركز حول اطفال تم ضربهم بقسوة من قبل ابائهم او خنقهم حتى الموت من قبل امهاتهم.
قالت جوان متي مديرة حضانة الغصن الاخضر انها تلاحظ الشواهد على سوء معاملة الطفل " يكون الاطفال في حالة جيدة عند انتهاء الدوام في الروضة، لكن في اليوم التالي نشاهد اثار كدمات على وجوههم او على اجسامهم، نكتشف انهم تعرضو للضرب من قبل ابائهم".
احدى الدراسات حول العنف ضد الاطفال قام بها فائق امين بكر مدير عام معهد الطب العدلي ونبيل غازي استاذ مساعد في الكلية الطبية.
تناولت الدراسة 33500 حالة تعرض الاطفال فيها للموت او للجروح الخطيرة بسبب العنف الذي مورس ضدهم من قبل ذويهم واقربائهم وذلك بين الفترة الممتدة من 1989-1999 ، وتم طبعها في العام 2001 .
اظهرت الدراسة ان 50% من الحالات – نصفها مورست ضد الاطفال دون سن الثالثة من العمر- افضت الى الموت او الى الاعاقة الدائمية.
وبكر الان بصدد اعداد تقرير يقدمه الى وزارة الصحة حول سوء معاملة الاطفال.
قال بكر "اعتقد ان معدل سوء معاملة الاطفال في العراق هو الان اكثر من ذي قبل" مشيرا الى ان العنف الذي يسود البلاد قد وصل الى البيوت وان الجهات المسؤلة لا تملك الموارد للتعامل مع هذا الامر.
زياد خلف العجيلي: متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد.