حساب أضرار الحريق في سوق بغداد

من المرجح ان يعاني الاقتصاد المحلي بعد ان أحترقت آلاف الأعمال في الدخان

حساب أضرار الحريق في سوق بغداد

من المرجح ان يعاني الاقتصاد المحلي بعد ان أحترقت آلاف الأعمال في الدخان

Friday, 18 November, 2005

لقد وجد الآلاف من أصحاب المحلات والعمال أنفسهم ينهارون تحت وطأة الحريق الذي دمر سوق المدينة المركزي، مسبباً خسارة تزيد على مليار دولار أمريكي.


لقد اندلع حريق سوق الشورجة في الساعات الأولى من يوم 15/ نيسان، وفي الوقت الذي لم يقتل فيه أحد، فان (6) من مكافحي الحريق قد أصيبوا بجروح. وكان يمكن رؤية جيوب من اللهب والقطع المحترقة حتى بعد مرور يومين على الحادث، وكانت معظم المحلات ما تزال مغلقة في يوم 19/ نيسان.


وكانت أكثر المناطق تعرضاً للضرر تضم بنايتين، القادسية والقرغيزي، اللتان تبيعان كل شيء من التوابل الى الأجهزة الكهربائية. وقال زهير مطلك، صاحب محل مواد التجميل لمندوب معهد صحافة الحرب والسلام "لقد خسرت كل ما بنيته خلال السنوات الثلاثين الماضية."


وما يزال الأمر بحاجة الى معرفة سبب انلاع الحريق الذي أتى على المكان الذي تبلغ مساحته (2) كلم مربع، مع ان المسؤولين الكبار في دائرة اطفاء الحرائق يشكون في ان الحريق قد بدأ بشرارة كهربائية. لكن بعض أصحاب المحلات والسكان النحليين يعتقدون ان الحريق قد شب بتعمد ـ قد يكون عملاً انتقامياً ارتكبته احدى العصابات التي تبتز الأموال بحجة الحماية.


وقد علم مندوب معهد صحافة الحرب والسلام ان الكثير من أصحاب المحلات قد رفضوا مؤخراً الخضوع لطلبات الابتزاز. وقال رائد من ضباط قوة الدفاع المدني في الرصافة لمندوب معهد صحافة الحرب والسلام شرط ان لا يذكر اسمه "لا يمكنني القول بشكل قاطع، بان الحريق لم يكن عملاً تخريبياً."


وقال المقدم عبد الحسن من ضباط الحرس الوطني العراقي، ان الشرطة، وبعد ان تمت السيطرة على الحريق، قامت باعتقال (19) شخصاً من الذين حاولوا نهب المحلات المحروقة والمتضررة. كما ان محاولة قد جرت لاقتحام البنك المركزي العراقي المجاور، لكن قوات الأمن أجهضت تلك المحاولة.


مع ذلك، لم يكن الأهالي كلهم راضين عن الكيفية التي أدارت بها القوى الأمنية اِلأزمة. وفي هذا الاتجاه زعم سامي ابراهيم، أحد أصحاب المحلات، ان بعض ضباط الشرطة قد طلبوا مائة دولار من التجار مقابل انقاذ محلاتهم من الحريق.


ويساور سكان بغداد حالياً القلق من التأثيرات الاقتصادية للحريق، حيث فقد الآن الآلاف من الناس أعمالهم وتجارتهم. وتقدر الخسائر بسبب الحريق بأكثر من مليار دولار.


ومن المعروف ان الشورجة هي من أقدم الأسواق العامة في العراق، وثمة قول مفاده "اذا لم تذهب الى الشورجة، فانك لم تذهب الى بغداد." وقد أغلقت المنطقة مرة واحدة في السابق، وذلك عندما جرى تشييع الملك غازي عام/ 1939.


وقالت الخبيرة الاقتصادية هناء حسن "لا يمكن قياس الآثار السلبية لأن السوق يستخدم آلافاً من العمال الذين فقدوا الآن أعمالهم ـ واذا ما قمنا بجرد عدد العوائل التي تضررت، فان هذا سيكون هائلاً. كذلك فان تعليق الأعمال التجارية سيلحق الكثير من الضرر، اذ انها تضخ الملايين من الدولارات في شرايين الاقتصاد العراقي."


وفي بغداد قام العديد من علماء الدين أثناء صلاة ذلك اليوم بمناقشة تأثيرات حريق الخامس عشر من نيسان، كما قام أياد علاوي، رئيس الوزراء المنتهية ولايته بزيارة المكان.


ثم قررت الجمعية الوطنية ان تقوم وزارة الدفاع او الداخلية بمطالبة وزارة المالية بدراسة تأمين التعويضات الى المتضررين.


*دريد سلمان ـ صحفي تحت التدريب في معهد صحافة الحرب والسلام ـ بغداد


Frontline Updates
Support local journalists