الفلاحون العراقيون يواجهون مستقبلاً مجهولاً
بقلم سلام الجبوري – المدائن (تقرير الأزمة العراقية المرقم 22 ، 17 حزيران 2003 ) –
الفلاحون العراقيون يواجهون مستقبلاً مجهولاً
بقلم سلام الجبوري – المدائن (تقرير الأزمة العراقية المرقم 22 ، 17 حزيران 2003 ) –
المدائن مدينة تبعد 20 كم جنوب بغداد ، ذات بيئة هادئة وغنية بالمزارع العائدة لعوائل توارثتها . وقد تأثرت حياة تلك المدينة بالحملة الأمريكية على العراق لإسقاط صدام ، حيث تعرضت للخراب من قبل الجانبين العراقي والأمريكي ، فقد لوثتها أسلحة الجانبين وحطمت منازل السكان البسطاء .
يقول صلاح الدين حسين إمام جامع إبراهيم الخليل " إن الفلاحين لن يستطيعوا زراعة أرضهم ، وها هو فصل زراعي يضيع لواجه الفلاحون مشاكل مالية " .
إن ما تعرضت له المدائن ينسحب على معظم أرجاء العراق ، حيث تشكل الزراعة 8% من الاقتصاد ، ويشتغل فيها 25% من الأيادي العاملة . بعد عقدين من الإهمال ، وعقد من الحصار فان إنتاج الحبوب لهذا الفصل يتوقع أن يكون اقل من نصف الإنتاج لعام 1990 . لقد خصصت الأمم المتحدة 1.3 بليون دولار لشراء غذاء للعراق خلال الستة اشهر القادمة ، جاعلين من بلد أل 24 مليون إنسان المستفيد الأكبر لاضخم برنامج مساعدة غذائي في العالم .
رغم الحاجة الملحة لإنعاش الزراعة في إعادة بناء العراق ، فان الوكالة الأمريكية العالمية للإنماء لم تعر اهتماماً بالزراعة إلا قليلاً . لقد وقعت عقوداً لاعادة بناء العاصمة ، الموانئ وابنية المطارات ، التعليم والصحة ، الحكم المحلي دون أن تبادر في إصلاح الزراعة .
أسابيع قبل بدأ الحرب قام الجيش العراقي بحفر خنادق ومواقع عسكرية في الحقول في المدائن . يقول فائق كريم محمود الذي يبلغ من العمر 30 عاماً ويسكن المدائن انه اضطر لترك أرضه بعد ان وضعت المدافع العسكرية وسط حقول الفاكهة والخضر وات التي زرعها . " لقد توقفت عن العمل في حقلي منذ 3 شهور مضت حين بدأ الجيش العراقي بحفر خنادق في ارضي وزرع القنابل فيها " . وعند انهزام الجيش فقد ترك وراءه القنابل وقاذفات الصواريخ الصغيرة والقنابل مزروعة في ارضي التي سوف لن أستطيع ارواءها قبل إن تعطل هذه ألا سلحه وتزال منها .
مزارع آخر من المدائن هو عبد الباسط داود سلمان يقول : دخلت قوات الفدائيين التي يقودها عدي ابن صدام إلى المزارع قبل الحرب واجبروا أهلها على الرحيل ، وحين عادوا وجدوا ممتلكاتهم محروقة ومسروقة .
وعندما بدأت الحرب وتراجعت قوات صدام ، قام الأمريكان بتخريب المدائن .
" لقد دخلت القوات الأمريكية حقلي ودمرت كل شئ ، يقول محمود " فقد قاموا بتفجير الحاصدات و أطلقوا النار على منزلي محطمين كل النوافذ . وتعتبر الآن أشعة الشمس مصدر خطورة على هذه القنابل خصوصاً بالنسبة لأطفالي الذين يلعبون حولها ".
لقد استولى الأمريكان على حقل عمر عادل سليمان قبل اكثر من شهرين ولا زالوا هناك .
" أصبحت مشرداً بعد أن دمر الأمريكان بيتي وكل شئ فيه ، الأجهزة الكهربائية والأثاث والملابس وحتى النقود ، احرقوها جميعا يقول سلمن 35 عاماً . لقد تحول حقلي الى ساحة قتال ، انا ضحية الطرفين العراقي والأمريكي وضحية هذه الحرب . ما الخطيئة التي اقترفتها ليحل بي هذا الخراب ، أنا لم امثل أي طرف هذه الحرب " .
وعند سؤلنا لمجموعة من الجنود الأمريكان للإجابة عن تلك الاتهامات ، أجابوا بان الضابط فقط هو المخول بالإجابة ، وبقي الصحفي ينتظر دون أن يظهر الضابط .
يقول صلاح الدين حسين إمام الجامع بان الزراعة تعاني في كل المنطقة لان الدبابات الأمريكية قد دمرت أنظمة الري وان المدينة قد لوثت وان أنظمة الري فيها قد تأثرت بالمرشحات التي تستخدمها القوات الأمريكية . لقد سبب الطيران المنخفض للهليكوبترات الأمريكية الرعب والخوف بين الأطفال .
ويضيف " نحن نعاني الكثير جراء النقص في مياه الشرب " .
فنحن نشتري المتر المكعب الواحد بـ 4000 ديناراً وهما يقارب 3 دولارات وهذا مبلغ كبير بالنسبة للفقراء من العراقيين علاوة على أن الماء غير نظيف أيضا .
لقد طالب حسبن القوات الأمريكية بتجهيز الناس بمياه الشرب وتصليح حاويات المياه التي دمرتها الدبابات والآليات الأمريكية ، وطالب أيضا بإنشاء مركز صحي لمعالجة المدنيين الذين أصيبوا جراء الحرب وتعويض العوائل التي تعرضت للخسائر
سلام الجبوري – طالب ويشارك في صحيفة الشاهد العراقي – وهي جريدة يومية يصدرها الطلبة