حكم ارهاب الميليشيات في بغداد

معظم المناطق السكنية في العاصمة هي الآن في قبضة المتطرفين الإسلاميين.

حكم ارهاب الميليشيات في بغداد

معظم المناطق السكنية في العاصمة هي الآن في قبضة المتطرفين الإسلاميين.

Monday, 18 September, 2006
.



اغلقت العشرات من محلات الملابس، المطاعم، محلات بيع الحلوى، والمكتبات ابوابها على طول شارع 14 رمضان في منطقة المنصور الراقية غرب بغداد.



كانت الناس تخرج للتسوق وللتجوال في تلك المنطقة الى وقت بداية حظر التجوال بقليل، حيث المولدات الخاصة تنير الشارع وتجعله متوهجا في وقت انقطاع الكهرباء الوطنية المتكرر.



الا ان الامر لم يعد كذلك الان .قبل شهرين، وليس اكثر، سيطرت الميليشيات الإسلامية على المنطقة، حيث تحول شارع 14 رمضان والمنطقة برمتها إلى مدينة أشباح.



تغلق المحلات أبوابها عند الظهيرة، المطاعم مغلقة على الدوام، الشارع خالي من المارة، ونادرا ما ترى السيارات تسير في الشارع. وحتى قوات الأمن تركت الشارع وهجرته بعد ان تعرضت للهجوم هناك أكثر من مرة.



نفس الشيء ينطبق على المناطق الاخرى الواقعة على الضفة الغربية من نهر دجلة مثل الدورة، العامرية، الغزالية، حي الجامعة، حي العدل، الداودي، واليرموك.



النموذج متشابه دائما. فقبل وصول الميليشيات الى المنطقة، يتم توزيع منشورات تشير الى ان نظاما إسلاميا صارما سيتم فرضه.



بعض الميليشيات تنادي بقيام دولة إسلامية في العراق. قال ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق والذي اغتيل في حزيران الماضي، في شريط بث على الانترنت قبل شهرين من مقتله "نتوقع بمشيئة الله أن تكون الظروف في الشهور الثلاثة القادمة ملائمة لنا لإعلان إمارة إسلامية في العراق".



اطاع السكان الخائفين أوامر الميليشيات حتى تلك الأوامر الاعتباطية التي تطالب بعدم تشغيل المولدات.



برر المتطرفون منعهم للمولدات على انها اشياء غير اسلامية، لكن السبب الحقيقي هو ان الظلام يوفر لهم الغطاء لزرع العبوات، للخطف، وللقتل.



الخوف والشك الذي سيطر على اهالي المنطقة بدى واضحا على سكان الداودي، المنطقة التي كانت يوما ما تقطنها العديد من السفارات والتي أضحت الان تبدو مثل قلعة محصنة.



سكان المنطقة التي اصبحت منذ نيسان تحت سيطرة الميليشيات يحاولون حماية بيوتهم بوضع حواجز في الشوارع يصنعونها بانفسهم؛ فهم يضعون جذوع النخيل، حاويات القمامة، وأكياس من التراب.



أن اهالي المنطقة مرعوبون بما انه لا يكاد يمر يوم دون ان يجدون جثة ملقاة في الشارع. لقد تم اغتيال 30 شخصا واختطاف خمسة نساء في المحلة منذ سيطرة الميليشيات عليها، قال اهالي المنطقة.



لم تعد اسراء محمد،30، موظفة بنك ترتدي هذه الايام البنطلون الذي اعتادت عليه.



واضافت"اكثر من سيدة تم اغتيالها او تهديدها بالقتل في شارعنا لارتدائها البنطلون".



اما في العامرية، فالخروج دون ارتداء الحجاب، اللباس الإسلامي، يعتبر أمرا خطرا حتى أن المسيحيات صرن يرتدينه.



قالت نوال طعمة،40، ربة بيت"لقد تم تهديدي من قبل الميليشيات لانني تحدثت دون حجاب مع احدى جاراتي . لم يعد بامكاني الخروج دون حجاب".



لا احد يعلم على وجه التحديد ان كانت تلك الميليشيات مرتبطة بالجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة التي تروم انشاء امارة اسلامية في العراق او انهم ليسوا سوى عصابات مجرمة تتستر وراء الاسلام لاخافة الناس والسيطرة عليهم.



معظم المنشورات التي وزعت في مناطق الداودي، الكرادة، حي الجامعة، وشارع 14 رمضان لاتحمل توقيعا لجهة ما، بينما التي وزعت في العامرية حمل بعضها توقيع جماعة تطلق على نفسها الجيش الاسلامي في العراق.



يخشى الناس ان يكون انصار الدكتاتور السابق صدام حسين واعضاء حزب البعث المنحل هم من يقف خلف الطغيان الذي يسيطر على مناطق بغداد.



البعض يقول ان التحريمات التي التي تطالب به الميليشيات يشبه الممنوعات التي كان البعث ينادي بها.



فعلى سبيل المثال ، الامر الذي اصدره نجل صدام حسين الاكبر عدي رئيس اللجنة الاولمبية العراقية بمنع الشباب من ارتداء الشورتات.



يقول عبد الواحد حسن،60، قاضي متقاعد " انها حرب نفسية، واستراتيجية اتبعها النظام السابق لتقوية نفوذه وسيطرته وإظهار قوته".



يعتقد بعض السياسيين مثل قاسم داود عضو البرلمان عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد ان المسلحين هم انصار البعثيين والتكفيريين من المتطرفين الاسلاميين الغرباء الذين يعتبرون كل المسلمين الذين يخالفون معتقداتهم على انهم هراطقة وكفرة ويوجب الشرع استهدافهم.



واضاف داود"يحاول هؤلاء اقامة امارة اسلامية في العراق. لكنهم سيفشلوا لان العراقيين ذوو عقول متفتحة ولا يمكن جرهم لذلك".



يعتقد المحللون ان الإسلاميين المتشددين لا زالوا يمارسون نشاطهم بالرغم من اغتيال الزرقاوي واسر العديد من انصاره.



قال الباحث السياسي حسام محمود من بغداد "تساهم بعض دول الجوار في تحقيق ذلك من خلال مدهم بالمال والسلاح".



يرى الباحث ان البلد تتقاذفه قوتان متطرفتان، " بعض الدول المجاورة تريد انشاء دولة اسلامية اصولية في العراق تتماشى مع الافكار السلفية(الافكار السنية المتطرفة). وفي الكفة الأخرى هناك الذين يريدون انشاء جمهورية اسلامية(هنا) مشابهة لايران.



زينب ناجي: صحفية متدربة في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists