مشاكل التصويت في نينوى
نالت المحافظة الشمالية أكثر من نصيبها من التعقيدات الانتخابية، اذ جرى التلاعب ببعض صناديق الاقتراع، كما وصل البعض الآخر متأخراً جداً عن الوقت المطلوب لاستخدامها
مشاكل التصويت في نينوى
نالت المحافظة الشمالية أكثر من نصيبها من التعقيدات الانتخابية، اذ جرى التلاعب ببعض صناديق الاقتراع، كما وصل البعض الآخر متأخراً جداً عن الوقت المطلوب لاستخدامها
لقد أعلن ان أكثر من (10) آلاف ورقة اقتراع من نينوى تعد باطلة، في آخر مشكلة انتخابية أثرت في المحافظة الشمالية.
وقال فريد أيار، الناطق باسم المفوضية المستقلة للانتخابات في العراق ان الأوراق التي أخذت من (300) صندوق اقتراع تمثل (40) مركزاً انتخابياً في المحافظة، قد رفضت بسبب المخالفات غير النظامية.
وأعلنت المفوضية يوم 9/ شباط تأجيلاً في اعلان النتائج النهائية للانتخابات، وذلك حتى يتسنى لها اعادة فرز الأصوات في (300) صندوق غير سليم من نينوى.
وبعد ان اتخذت المفوضية القرار بان الأوراق باطلة ولاغية، أصبحت أخيراً قادرة على اعلان نتائج الانتخابات الوطنية يوم 13/ شباط والتي ستصبح رسمية بعد ثلاثة أيام حددت كمهلة يستطيع خلالها المرشحون تقديم شكاواهم وطعونهم.
قد تكون بعض الأوراق من نينوى قد تعرضت للتلاعب بعد ان استطاع المتطرفون سرقة بعض صناديق الاقتراع.
كذلك عانت المحافظة من هجمات المتمردين على المراكز الانتخابية يوم الانتخابات. وكانت الموصل بشكل خاص منطقة مضطربة في الشهور الأخيرة.
وقال صفوت رشيد الموظف في المفوضية المستقلة للانتخابات في مؤتمر صحفي ان (93) مركزاً انتحابياً من مجموع (330) في نينوى قد تمكنت من فتح أبوابها يوم الانتخابات. فيما ظل البعض مغلقاً بسبب التهديدات الأمنية، بينما قام المتطرفون بنهب البعض الآخر.
وكانت نسبة الاقبال في نينوى حوالي (17%) لانتخابات المجلس الوطني. وقد جرى تصويت آخر منفصل في نينوى لانتخاب مجلس المحافظة، كما هو الأمر في (17) محافظة عراقية أخرى.
وكانت نينوى، حتى قبل قضية صناديق الاقتراع التي سببت تأجيل الاعلان عن النتائج الانتخابية، تعج بمشاكل الانتخابات، فقد اشتكى الأكراد والمسيحيون والتركمان وغيرهم الذين يعيشون داخل الموصل وحولها انهم حرموا من حقهم في التصويت بسبب مزيج من العراقيل البيروقراطية وارهاب المتمردين.
ان عدداً من المدن القريبة من الموصل مثل سنجار والحمدانية لم يكن لديها من أوراق وصناديق الاقتراع ما يكفي لاستخدام عدد الناخبين المسجلين والحريصين على التصويت. وقال المسؤولون المحليون للانتخابات لمندوب معهد صحافة الحرب والسلام ان المفوضية التي أبلغت بالنقص، أرسلت عدداً اضافياً من صناديق الاقتراع الى الموصل وذلك يوم 31/ كانون الثاني، اي بعد يوم من الانتخابات.
ان الأقليات، مثل المسيحيين الآشوريين يشعرون انهم استبعدوا من الانتخابات بأساليب أخرى، اضافة الى النقص في صناديق الاقتراع.
ويعتقد يوناديم خانا، رئيس حزب الحركة الآشورية الديمقراطية، ان ما يقارب (200) ألف مسيحي يعيشون في منطقة الموصل لم يكونوا قادرين على التصويت لأنهم يخافون ان يتعرضوا للاختطاف اذا ما خرجوا للتصويت.
لكن مسؤولي الانتخابات ذكروا ان جميع هذه المشكلات ليست أساسية لتؤثر على النتائج الكلية التي اعلنت يوم 13/ شباط. وقال عادل اللامي، مدير المفوضية المستقلة للانتخابات ان أية انتخابات لن تعاد في نينوى او في أي مكان آخر لمواجهة مثل هذه النواقص.
وقال اللامي ان من غير المرجح كثيراً ان تغير المخالفات في نينوى من النتيجة، اذ ان عدد أوراق الاقتراع التي اعتبرت باطلة ليس كافياً لتغيير توزيع الأصوات بين مختلف الأحزاب والتحالفات هنا.
وكانت المفوضية قد تسلمت فعلاً شكاوى عن المشاكل في نينوى من عدد من المجموعات السياسية، بما في ذلك، الائتلاف العراقي الموحد والحركة الآشورية الديمقراطية.
وقال الناطق باسم المفوضية فريد أيار ان لجنة في المفوضية مكونة من المحامين وغيرهم من الخبراء يستعرضون الطعون حالياً، وسيقدمون توصيتهم الى مجلس شكلته المفوضية لاتخاذ حكم نهائي.
وقال فريد "ليس لدينا ما نخفيه. لقد أجرينا انتخابات تاريخية، وقد رضي العالم بها ولكننا لا ندعي انها كانت ناجحة تماماً. قد تكون هناك مشاكل ومخالفات، واذا ما ارتكبنا أية أخطاء، فاننا نتحدث عنها بصراحة. نحن لا نخاف من قول الحقيقة."
*ياسين الربيعي ـ صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في العراق