آمال كبيرة في الجنوب الشيعي

يقول الناخبون انهم يريدون حكومة جديدة لتحسين الخدمات العامة والقضاء على الانقسامات

آمال كبيرة في الجنوب الشيعي

يقول الناخبون انهم يريدون حكومة جديدة لتحسين الخدمات العامة والقضاء على الانقسامات

Friday, 18 November, 2005

بينما يجري عد الملايين من أوراق الاقتراع بعناية في بغداد، فان الناس في جنوب العراق الشيعي يحضرون فعلاً قوائم أمنياتهم في حكومة جديدة.


وينظر الناس الى انتخابات يوم الثلاثين من كانون الثاني على انها نقطة تحول لشيعة العراق الذين يشكلون (60%) من سكان البلاد. ومن المعروف في هذا الصدد ان الطائفة الشيعية قد تعرضت للقمع الوحشي ابان حكم الرئيس السابق صدام حسين الذي فضل الأقلية السنية. ومن المتوقع الآن ان يؤدي الشيعة دوراً رئيساً في البرلمان الانتقالي، أي المجلس الوطني.


ان المجلس، اضافة الى مهمته في وضع الدستور الجديد، سيختار رئيساً للعراق مع نائبين له، ثم يصادق على تعيين رئيس وزراء ومجلس وزراء.


وقد أكد الرئيس العراقي المؤقت غازي الياور، ورئيس الوزراء أياد علاوي، بعد الانتخابات، ان المؤسسات الجديدة يجب ان تجد طريقاً لاشراك الأحزاب السنية التي قاطعت الانتخابات في العملية السياسية الجديدة.


وقال محمد خيري، في مدينة الناصرية، انه يأمل ان تكون الحكومة الجديدة حكومة توافق قادرة على "تضميد الجراح" في البلاد. وباستخدام المصطلحات الطبية أيضاً، فقد وصف الانتخابات بمثابة المرحلة الأولى في "علاج" العراق.


وقالت ايمان طاهر، موظفة متقاعدة في الناصرية، انها تتوقع حكومة جديدة تعالج المشاكل الاجتماعية للبلاد، وبشكل خاص حماية حقوق الأطفال "لأنهم قد حرموا من الرعاية الصحية والتربية، والخدمات الاجتماعية."


وفي سؤال عما اذا كان المرشحون الذين انتخبتهم سيفوزون في الانتخابات، قالت "أرجو ان تفوز قائمتي، لكن ليس هذا هو الهام، ما هو هام بالنسبة لي هو ان تلبي الحكومة الجديدة أمنياتنا البسيطة."


وعبر بعض الناخبين عن الأمل بان حكومة العراق الجديدة ستعمل على تحسين الاقتصاد من خلال التعاطي مع المجتمع التجاري الدولي.


وقال عبد المجيد أمير، صاحب مخزن الأسواق "لقد انتخبت قائمة غازي الياور بسبب علاقاته الواسعة مع دول الخليج. وأتوقع منه ان يحول العراق الى دولة عصرية مثل الامارات العربية المتحدة."


وفي مدينة الكوت الجنوبية الشرقية، بدأت الحياة تعود الى مجاريها، بعد ثلاثة أيام من منع التجول الأمني الذي فرض خلال الانتخابات.


وقالت أم محمد، وهي تتسوق في شوارع المدينة، انها تأمل ان الحكومة العراقية الجديدة ستكون قادرة على جعل العراق يشعر بالأمان. وتعيد الخدمات الأساسية وتحسن الحياة من جميع الوجوه. "أشعر ان العراق يولد من جديد، وان الأيام المقبلة ستأتي بالكثير من الانجازات التي طالما حلمنا بها."


وبينما يعبر الناخبون عن تفاؤلهم بعد الانتخابات، فانهم يشعرون ان الأمر في الوقت الحاضر يعتمد على السياسيين ليحققوا الوعود الانتخابية قبل عمليتي الانتخابات المقبلتين، اذ ان من المقرر ان يشارك العراقيون في تشرين الأول بالاستفتاء على مسودة الدستور، كما سيصوتون لانتخاب مجلس وطني جديد بعد ذلك بشهرين.


وأشار المهندس الكهربائي ثائر سعيد ان السياسيين المنتحبين لديهم الوقت من الآن وحتى الانتخابات العامة في كانون الأول لكي يثبتوا أنفسهم. "ان الذين سيفوزون في الانتخابات المقبلة سيكونون من أولئك الذين يدركون ان العراقيين سيصوتون لهم مرة أخرى على أساس ما سيحققونه الآن. انها فرصة لهم، كما انها فرصة لنا."


* لم يذكر اسم كاتب التقرير من أجل حماية مندوبي معهد صحافة الحرب والسلام


Frontline Updates
Support local journalists