نقل السلطة يثير المخاوف الأمنية

يتوقع معظم البغداديين المزيد من عدم الاستفرار, إلا ان البعض واثق ان السلطات العراقية الجديدة قادرة على التكيف

نقل السلطة يثير المخاوف الأمنية

يتوقع معظم البغداديين المزيد من عدم الاستفرار, إلا ان البعض واثق ان السلطات العراقية الجديدة قادرة على التكيف

Tuesday, 22 February, 2005

بعد فترة قصيرة من سقوط نظام صدام حسين, قرر العاطل صفاء منصور البالغ من العمر (31) سنة ان يعمل كسائق أجرة مثل الكثير من العراقيين.

وباع صفاء ممتلكات عائلته, بما في ذلك, ذهب زوجته, من أجل شراء سيارة, لكن عصابة من السلابة سلبوا سيارته في عز النهار.

واليوم, يخشى صفاء انكساراً آخر في السلطة الحكومية مثل ذلك الذي رافق أيام اسقاط النظام السابق, اضافة الى تصاعد في هجمات المتطرفين.

وقال صفاء لمعهد صحافة الحرب والسلام في بغداد "أخشى المزيد من التدهور الأمني, وانا متردد أيضاً في الخروج من البيت, لأنني أخاف الاصابة بسبب العديد من التفجيرات".

وعبر الكثير من سكان بغداد الذين قابلهم معهد الصحافة في أنحاء العاصمة عن قلقهم من احتمال تدهور الأوضاع الأمنية مع عملية نقل السيادة.

وقال معلم اللغة الانكليزية داود سلمان وعمره (45) سنة "أفضل بقاء القوات الأمريكية على نقل السلطة".

ان عدد التفجيرات في الأيام العشرة الأخيرة, كان دليلاً على ان القوات الأمريكية قامت بعمل أفضل من العراقيين في حفظ التظام.

ويعتقد اولئك الذين يشككون في نوايا الأمريكان انهم يؤجلون عمداً نسليم السلطة حتى يتوافر للمسلحين وقتاً أطول لتثبيت أنفسهم كقوة في البلاد.

وقال احد الرجال الذي رفض الكشف عن اسمه, لكنه ادعى انه كان يعمل سابقاً في المخاربرات "يؤجل الأمريكان تسليم السلطة لأنهم يكرهون العراقيين, كما ان غياب أية حكومة سيوفر المزيد من الفرص أمام الارهابيين لنصب التفجيرات".

وراود الأمل بعض الذين جرت مقابلتهم من ان أية حكومة عراقية ستكون قادرة على التعاطي مع مشاكل البلاد الأمنية, قائلين ان الزعماء العراقيين يفهمون تماماً مالذي عليهم مواجهته.

وقال باسم رياض, موظف في وزارة التربية وعمره (53) سنة "كان من الضروري نقل السلطة منذ وقت طويل. الأمريكان لا يعرفون أي شيء عن العراق, ومن الأفضل للعراقيين ان يحلوا مشاكلهم بانفسهم".

وقال الأجير اليومي مصطفى علوان وعمره (35) سنة "اذا أصبح الوضع بيد العراقيين, فانهم يستطيعون التعامل معه, لأنهم يعرفون جميع أساليب الارهابيين".

وقال رضوان عبد الأمير وهو مستخدم في محكمة البياع في غربي بغداد وعمره (42)سنة ان نقل السلطة "جيد للناس الذين يريدون الاستقرار والأمن, وغير جيد للناس الذين يريدون تدمير البلد. لقد أظهر العراقيون في الماضي ان بامكانهم السيطرة على الوضع". ثم أضاف انه كان في السابق عضواً في حزب البعث.

من جانب آخر, عبر آخرون عن عدم ايمانهم من ان تسليم السلطة سيحدث الكثير من التغيير, مادامت القوات الأمريكية ستبقى في البلاد.

وقال طالب القانون أحمد الحديثي وعمره (25) سنة "لا يهمني اذا ما نقلت السلطة ام لم تنقل, القوات الأمريكية ستبقى, وهذا دليل على ان لا شيء ايجابي سيحدث, لذلك أريد فقط ان أكمل دراستي بلا أية تفجيرات ودون أن أقتل".

*محمد فوزي ـ بغداد

Iraq
Frontline Updates
Support local journalists