صور وحشية للبيع

ما تزال سيديات الفيديو التي تصور مشاهد التعذيب والموت مطروحة للبيع في معظم أنحاء العراق، فيما تمنع في كردستان سيديات "استنشاق" المخدرات

صور وحشية للبيع

ما تزال سيديات الفيديو التي تصور مشاهد التعذيب والموت مطروحة للبيع في معظم أنحاء العراق، فيما تمنع في كردستان سيديات "استنشاق" المخدرات

Friday, 18 November, 2005

يضحك دلمان جمال وعمره (12) سنة قائلاً "لم يسمح والدنا لنا بمشاهدة تلك السيديات، ولكني بعد ان خرج بحثت في البيت لأجدها وأشاهد ما فيها."


ولم تكن تلك السيديات التي أشار اليها دلمان تحتوي على أفلام الكارتون او الأفلام السينمائية، بل كانت تضم لقطات حقيقية عن الموت. ان المشاهد المصورة عن التعذيب والرمي وقطع الرؤوس والتفجيرات مطروحة للبيع في أسواق العراق.


وقال فرهاد كريم، الذي يدير محلاً للسيديات "ثمة (15) سيدياً مختلفاً تظهر القتل والتعذيب."


وكان النتاجات الأولى من هذا النوع قد ظهرت بعد اطاحة الدكتاتور السابق صدام حسين، فظهرت أشرطة الفيديو الرسمية التي سجلت الاعدامات والتعذيب.


وقدم التمرد مادة جديدة، تشمل قطع رؤوس الرهائن الغربيين، التي غالباً ما تؤخذ من الانترنيت.


وقد وجدت هذه المشاهد المصنفة سوقاً رائجة حيث جرى بيع آلاف من النسخ.


لقد استمر البيع في جنوب العراق، مع انها قد منعت في اقليم الحكم الذاتي الكردي في الشمال. وتحاول الشرطة في كردستان تطبيق المنع، باغلاق محلات السيديات واعتقال أصحابها.


وقال تاجر السيديات سعيد جمال مجيد "لقد بعت قبل المنع (200-300) نسخة."


وقال سركاوت حسن، مدير الأمن في وزارة الداخلية في السليمانية ان السيديات يمكن ان تؤدي الى تقليد الجرائم. "ليس من المناسب السماح بتداول هذه السيديات لأنها تؤثر على عواطف الناس ومشاعرهم. ويستغل المجرمون هذه السيديات لأنهم من خلالها يهددون الناس بشكل غير مباشر وينشرون ثقافة العنف. ان الظاهرة بمثابة دعاية للمجرمين: تساعد على نشر العنف وتدفع بالناس الى تقليد أعمال العنف التي تعرضها السيديات. انها تشجع على الجريمة."


ويظهر شريط مصور تحت عنوان "الأسد" عدي ابن صدام حسين الأكبر وهو يطعم صغار الأسود وأحد النمور لحماً ظهر انه من أجساد ضحاياه.


وتحتوي الأشرطة الأخرى على صور دموية للقتال في المطار عام/ 2003، وهجوم قوات التحالف على الفلوجة، وتعذيب واعدام جنود الجيش العراقي، وتفجير رجل بقنبلة.


وتحتوي الأشرطة على مثل هذه المشاهد الوحشية حتى ان بعض الذين يعيدون بيعها أنفسهم لم يتمكنوا من مشاهدتها. وقال شيروان كريم صاحب المحل الذي يبلغ من العمر (28) عاماً "لم أستطع أبداً ان أشاهدها ولكن ابن عمي أخبرني عن محتوى أحد الأشرطة. انها تظهر ثلاثة رجال من النظام السابق يلعبون الورق على ظهر امرأة عارية. وتراهنوا على ان الشخص الذي يربح اللعبة يفوز بالمرأة أيضاً."


وقال التجار ان الزبائن من مدينة السليمانية في الشمال كانوا قبل صدور المنع يعكسون أطياف المجتمع المختلفة من الشباب والشيوخ رجالاً ونساءً، مع ان معطم النشاهدين هم من الشباب بما في ذلك الصغار منهم.


وقالت بارزين كمال ربة بيت عمرها (54) سنة ان زوجها اشترى قرصاً مصوراً وقد جلست العائلة كلها لمشاهدته. "شاهدنا المحتوى كلنا وحاولنا ان نمنع ولدينا الصغيرين من مشاهدته لكنهما أصرا على المشاهدة. ولذلك كنت من حين لآخرأطلب منهما التوقف عن مشاهدتها لكنهما لم يصغيا الي."


وقالت توانا وريا، باحثة اجتماعية في مركز كازيوي سارا الثقافي في السليمانية ان هذا النوع من الصور يمكن ان يترك تأثيرات خطيرة على صحة الصغار النفسية، "انها تبعث الكثير من مشاعر الخوف بينهم. وتسبب الظاهرة الكآبة وتقود الى العنف."


ان التعرض للعنف قد أدى الى مستويات عالية من التسامح ما بين الشباب. وقال جمال وعمره (12) سنة "لا أشعر بالحزن ازاء عمليات القتل والدماء. شاهد (الأسد) انه المفضل."


*ريباز محمود ـ صحفي تحت التدريب في معهد صحافة الحرب والسلام في السليمانية


Frontline Updates
Support local journalists