اعتقال أحد المشبوهين في قضية حلبجة

بعد (16) سنة من قصف مدينة حلبجة الكردية بالغاز السام، فان الرجل الذي زعم انه قد جهز الأسلحة الكيمياوية، يمكن ان يقدم للعدالة

اعتقال أحد المشبوهين في قضية حلبجة

بعد (16) سنة من قصف مدينة حلبجة الكردية بالغاز السام، فان الرجل الذي زعم انه قد جهز الأسلحة الكيمياوية، يمكن ان يقدم للعدالة

Tuesday, 22 February, 2005

مايزال لدى ألوان علي تذكار عن اليوم المرعب عام 1988 عندما فقدت (7) من أفراد عائلتها بعد الهجوم الكيمياوي على قرية حلبجة الكردية.


وبعد مرور (16) عاماً وحتى الآن فانها ما تزال تعاني من صعوبة في التنفس مع مشاكل في نظرها. ولكن بالنسبة لألوان وآلاف آخرين، فان اغلاق القضية قد يكون قريبا جداً، بعد اعتقال فرانس فان أنرات، مواطن هولندي يبلغ من العمر (62) سنة في السادس من كانون الأول، للاجابة على مزاعم بانه قد جهز صدام حسين بوسائل صنع الأسلحة الكيمياوية.


ان ألوان واحدة من (6) آلاف من أهالي حلبجة الذين وقعوا عريضة مطالبين بمقاضاة فان أنرات، ومن المرجح ان توجه اليه تهمة المشاركة في جرائم الحرب والابادة.


ان جيش الحكومة، في الهجوم الذي أصبح الآن معروفاً، والذي وقع أثناء الحرب الايرانية ـ العراقية، قد ألقى أسلحة كيمياوية على حلبجة القريبة من الحدود الايرانية.


ان هجوم السادس عشر من آذار عام 1988 قد تسبب في قتل أكثر من (5) آلاف شخص وترك (10) آلاف آخرين بجروح طويلة الأمد.


وقالت ألوان التي بلغت الآن (26) سنة من العمر "لقد جمعنا الأدلة الموثقة المصورة عن مأساة حلبجة وهي تشير الى ان فان انرات كان يجهز المواد الكيمياوية الى صدام".


وقد رحب ضحايا الهجوم الكيمياوي وأقاربهم بأنباء الاعتقال الأخير، مع الكثير الذين يقولون انهم يرغبون في حضور محاكمة فان أنرات في هولندا.


وتطوعت الغالبية منهم للادلاء بشهاداتهم ضد فان انرات المتهم ببيع آلاف الأطنان من المواد الضرورية في صنع غازي الخردل والأعصاب الى نظام صدام في السنوات ما بين 1984 ـ 1988.


وقالت داليا علي من سكنة حلبجة سابقاً بانها ستقوم بكل ما تستطيعه للمساعدة في القضية المرفوعة ضد أنرات.


ان داليا، مثل العديد من الضحايا، ما تزال تعاني من الآثار الجسدية والعقلية بسبب هجوم غاز الخردل.


وقالت داليا التي تعيش حالياً في هولندا "اني أعاني من أمراض عديدة، وأقع في المرض بسهولة بسبب المواد الكيمياوية التي تنفستها في ذلك اليوم".


وفي مسعى لتعزيز القضية المرفوعة، قامت محموعة من ضحايا حلبجة الآن بمحاولة لتسجيل أسماء الأشخاص الذين قتلوا في الهجوم.


وقد شكلت لجنة أخرى لزيارة المدن عبر الحدود في ايران في محاولة لجمع أدلة أكثر عن الهجمات الكيمياوية.


وأوضح ابراهيم هورامي، مدير دائرة نصب حلبجة، والمسؤول عن ادامة السجلات الخاصة بالهجوم قائلاً "لدى الايرانيين سجلات أفضل من العراقيين، حيث كان بمقدورهم التصوير داخل حلبجة بعد أيام قليلة من الهجمات الكيمياوية، على صعيد آخر فان الأجنحة اليسارية في الأحزاب السياسية الهولندية وعدت بالتعاون معنا في هذا الموضوع."


وكان أهالي حلبجة قد واصلوا ضغوطهم من أجل اعتقال فان أنرات منذ الغزو الذي قادته أمريكا للعراق في العام الماضي.


وقال ابراهيم في حديث مع مندوب معهد صحافة الحرب والسلام ان المسؤولين في حلبجة قدموا في تشرين الثاني/ 2003 طلباً لمقاضاة فان أنرات الى سلطة التحالف المؤقتة ومجلس الحكم العراقي ورئيس مجلس الوزراء في ادارة السليمانية.


لم تكن تلك هي المحاولة الأولى لتوجيه الاتهام ضد فان أنرات لتورطه المزعوم في هجمات حلبجة. وبناء على طلب من الولايات المتحدة، فقد اعتقل في ايطاليا عام 1989 لكنه تمكن من الهرب الى العراق حيث عاش هناك حتى غزو عام 2003 ثم هرب الى هولندا حيث تم اعتقاله مؤخراً.


*أمانج خليل ـ متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في السليمانية


Frontline Updates
Support local journalists