تصاعد الجهود لترشيح رئيس الوزراء العراقي

يقول النقاد ان سجل الحكومة السابقة بقيادة ابراهيم الجعفري يشير الى قلة التوصيات لشغله المنصب لولاية اخرى.

تصاعد الجهود لترشيح رئيس الوزراء العراقي

يقول النقاد ان سجل الحكومة السابقة بقيادة ابراهيم الجعفري يشير الى قلة التوصيات لشغله المنصب لولاية اخرى.

Wednesday, 29 March, 2006
"كارثة" بهذه الكلمة لخص محمد عبد الله احتمال تولي ابراهيم الجعفري منصب رئيس الوزراء للعراق ثانية.



عبد الله،39، سني من بغداد ويعمل موظفا، عرض قائمة من الشكاوى حول الجعفري كونه رئيسا للحكومة المؤقتة التي امتازت بضعف الوضع الامني، بالطائفية، بارتفاع اسعار الوقود، وبشحة الماء والكهرباء. لقد اصيب بخيبة امل ازاء تردد اسم الجعفري كونه الخيار المفضل لقائمة الائتلاف العراقي الموحد، القائمة الشيعية المسيطرة التي فازت بالاغلبية في انتخابات كانون الاول الماضي لاختيار اول برلمان عراقي دائم منذ الاطاحة بنظام صدام في العام 2003.



"الا يوجد احد غيره؟" اشار عبد الله.



مثل بقية العراقيين، فان عبد الله متشائم حول ما يخبئه المستقبل في ظل حكومة يقودها الجعفري.



كرئيس لحزب الدعوة الذي يعتبر احد اكبر حزبين شيعيين في الائتلاف العراقي الموحد، وكسياسي له ارتباطات مع ايران، فان الجعفري بحاجة الى اقناع الجماهير الواسعة بقدرته على تقديم قيادة وطنية حقيقية. في العاصمة العراقية، اعرب الناس الذين التقاهم مراسل معهدنا- وخاصة العرب السنة الذين اتهموا ادارته التي يسيطر عليها الشيعة بالتمييز ضد مجموعتهم- عن قلقهم من كونه غير قادر على توحيد البلد الذي مزقته الطائفية والفقر والحرب.



صرح المرشح لرئاسة الوزراء ان من اولوياته هو الامن، الاقتصاد، والبناء. لكن يقول معظم العراقيين انه كرئيس للحكومة الانتقالية منذ نيسان 2005 ، فانه المسؤول عن المشاكل التي سترثها الحكومة الجديدة والتي من ضمنها انتشار العنف، تدني الخدمات العامة، تفشي البطالة، والفساد الحكومي.



قال احمد عادل ،44، تاجر، سني عربي من منطقة العامرية ببغداد " لقد جرب العراقيون الجعفري، لم نأخذ منه سوى الخطب والوعود الفارغة. الطائفية، الرشوة، فقر الخدمات العامة، السجون والتعذيب هو كل ماقدمه في فترة رئاسته الاولى. انه سوف يفرق العراق وسيضم الوسط والجنوب الى ايران".



صار ترشيح الجعفري شبه اكيد من قبل المجلس الوطني، طالما ان قائمة الائتلاف العراقي الموحد قد حصلت على 130 مقعدا من اصل 275 مقعدا في البرلمان. لكنه من غير الاكيد الحصول على موافقة اغلبية الثلثين بخصوص قائمة الوزراء التي سيقدمها الى المجلس التشريعي سيما وان هناك احزابا وكيانات عديدة هددت بمقاطعة الحكومة اذا لم تتضمن اصوات معارضة. اذا لم تحصل حكومته على موافقة البرلمان خلال الاسبوعين الاوليم من انعقاد المجلس الوطني، فان عليه التنحي حيث سيصار الى تكليف مرشح اخر لتشكيل الحكومة.



الفارق الضئيل في ترشيح الجعفري- الذي فاز بفارق صوت واحد عن نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي- يشير الى ان دعمه السياسي قد ينزلق بين بعض حلفائه.



قال مصدر مقرب من حكومة الجعفري الحالية والذي فضل عدم ذكر اسمه ان مايحتاجه العراق الان هو شخصية سياسية تتفق عليها كل الدوائر الانتخابية العرقية والدينية. " لا اعتقد ان مرشح الائتلاف بامكانه تحقيق ذلك، كما انه لا يستطيع اجبار الكتل الاخرى للتصويت لصالحه" اضاف المصدر.



اشتكى بعض القادة السياسيين من ان الحكومة المؤقتة التي تتضمن قادة كرد قد اضطرت للخضوع لتبني اجندة الائتلاف العراقي الموحد المفضلة لدى الشيعة. واضافوا انها ستكون مشكلة لو ان الحكومة القادمة ستتبع نفس النهج.



يقول قادة اكراد انهم لم يستطيعوا تحقيق نجاح في المسائل الخاصة بهم مثل ايجاد حل للوضع في بعض المناطق مثل كركوك التي اجبر صدام عدد كبير من الاكراد فيها على النزوح والذين يطالبون الان بتعويضهم عن حقوقهم .



قال محمود عثمان عضو التحالف الكردستاني "كان اداء حكومة الجعفري ضعيفا. انه لم يقوي الوزراء لاتخاذ قرارات ، لقد كان فقط يمثل وجهة نظر الائتلاف في الحكومة".



يلعب السياسيون الاكراد وبضمنهم الرئيس جلال الطالباني واعضاء من المجلس الوطني لعبة كسب المصالح مع الائتلاف. يصر التحالف الكردي- ثاني اكبر كتلة قوية في البرلمان- على ان تحتوي الحكومة اصوات معارضة كالقائمة العراقية الوطنية التي يرأسها العلماني الشيعي ورئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي.



لا يزال الجعفري يتمتع ببعض الدعم بين الناخبين والسياسيين الشيعة. قال عباس البياتي ، عضو البرلمان من كتلة الائتلاف، ان تعيين رئيس وزراء جديد يكمن داخل التحالف ولا علاقة له بالشخصيات.



"نحن نتبنى موقفا موحدا ومتجانسا مع الجعفري داخل وخارج البرلمان. وسندعمه" قال البياتي.



واضاف انه بينما ركزت الحكومة المؤقتة على اصدار دستور جديد، فان خلفهم سيملكون قوة اكبر وتنوع اعظم ، وسيكون بامكانهم مخاطبة الحاجات التي تواجه العراقيين.



تهيأ بعض سكنة بغداد لاعطاء الجعفري فرصة .



قال زهير محمد،45، معلم مدرسة شيعي من بغداد" انا مقتنع بترشيح الجحعفري. الرجل نظيف وتاريخه السياسي مشرف".



البعض يقول ان الجعفري لم يمارس السلطة بما يكفي لوصفه بالقائد الضعيف.



قالت زكية خليفة التي ترأس جمعية نهضة المرأة ، وهي منظمة غير حكومية، في العاصمة " انه غير معتاد على المهام الحكومية وواجه الكثير من المشاكل مع الكتل الاخرى. عليه ان يتعلم من اخطائه السابقة".



"عليه ان يختار وزراء مؤهلين يتجنبون الطائفية والمحاصصة الحزبية، وعليه ان يضع حدا لاستقلالية السياسة الخارجية التي نمت في فترة توليه السلطة".



عرض المحلل السياسي طاهر جمعة وصفة مشابهة لحكم اوسع قاعدة.



واضاف" سيواجه الجعفري تحديات رئيسية خلال الاربع سنوات القادمة. عليه التوفيق بين انشاء قاعدة وطنية وديمقراطية".



زينب ناجي: متدربة في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد.
Frontline Updates
Support local journalists