تفاؤل حذر حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة
افسدت الانتخابات العراقية بدعاوى حصول فساد وتزوير فيها، لكن العراقيين والمعارضة السياسية مصممون على السير قدما.
تفاؤل حذر حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة
افسدت الانتخابات العراقية بدعاوى حصول فساد وتزوير فيها، لكن العراقيين والمعارضة السياسية مصممون على السير قدما.
بينما تغرق بغداد ثانية في الظلام، لان الكهرباء لا تأتي الا 4 ساعات في اليوم،ومع استمرار مسلسل السيارات المفخخة، و الخطف واطلاق النارفي كافة انحاء العراق، فقد ادرك العراقيون في بغداد انهم مقبلون على معركة لا هوادة فيها.
ولكن رغم اتهام الانتخابات بالتزوير و رغم سوء سمعة بعض المرشحين، فأن المواطنين وبعض السياسيين الذين تمت مقابلتهم اظهرو تحفظا على الامل والتفاؤل حول اول حكومة عراقية منتخبة بعد الاطاحة بنظام صدام.
قال سالم حمدي،45، سائق تاكسي " اتمنى ان يتم تشكيل الحكومة سريعا وليس كما حصل مع الحكومة الحالية التي يراسها ابراهيم الجعقري، واتمنى ان تفهم الحكومة الجديدة حاجات المواطنين وهمومهم اليومية".
اما اسماء مهدي،22، طالبة جامعية، فقد اوضحت " الاهمية والاولوية للامن ، ثم الكهرباء والماء".
اظهرت نتائج الانتخابات التي جرت في 15 كانون الاول 2005 تقدم الائتلاف العراقي الموحد وهو التحالف الشيعي الذي يشكل الاغلبية في البرلمان الحالي ، حيث حصل على اعلى نسبة من المقاعد البرلمانية ال275.
حصل الائتلاف العراقي الموحد على 128 مقعدا، التحالف الكردي على 53 مقعدا، والقائمة السنية العربية-جبهة التوافق العراقية- على 44 مقعدا، وسيتم تصديق النتائج هذا الاسبوع، حيث سيحكم البرلمان البلاد لمدة اربعة سنوات.
قام 43 حزبا وحركة سياسية بثشكيل مجموعة اطلقت على نفسها اسم "حركة مرام" ، عارضت نتائج الانتخابات متهمة الائتلاف العراقي الموحد الذي يشغل 146 مقعدا في البرلمان الحالي بتزوير الانتخابات. لكنهم اضافو انهم سيشاركون في العملية السياسية رغم عدم ثقتهم بالنتائج وبالحزب الذي يقود العراق.
تؤشر هذه المعارضة الى الاختلاف المهم عما جرى في الانتخابات السابقة عندما رفضت الاحزاب السنية المشاركة فيها، والتي قاطعها معظم الناخبين من السنة العرب.
حصل صالح المطلك رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني على 11 مقعدا. وهو يعتبر من القادة السنة المتحمسين والمعارضين للوجود الامريكي في العراق. قال المطلك ان هناك عددا من حالات التزوير غير تلك التي اعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، لكن ذلك سوف لن يمنعه من الدخول الى قبة البرلمان.
واضاف المطلك" نحن نريد حكومة تحالف وطني مهمتها استقلال العراق وتوفير الامان للعراقيين".
اما بهاء الاعرجي الذي يمثل قائمة الائتلاف العراقي الموحد في البرلمان الحالي، فقد قال " مهما تكن نسية التمثيل في البرلمان، فان الحكومة الجديدة ستكون حكومة وحدة وطنية تقوم بدفع العملية السياسية الى الامام".
اتهمت الكتل السنية العربية وكذلك القائمة الوطنية العراقية التي يقودها رئيس الوزراء السايق اياد علاوي والتي حصلت على 25 مقعدا، بحصول تزوير في الانتخابات، واعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان هناك اكثر من 2000 حالة تزوير.
اعلنت المفوضية وجود 227 صندوق اقتراع فارغ واستبعدت 53 صندوق اخرى بالكامل. ووجد المراقبون بما فيهم اعضاء الفريق الدولي صناديق مزورة وغير حقيقية في بعض المراكز الانتخابية وبان هناك بعض المقترعين شاركو في الانتخابات نيابة عن غيرهم.
تم الغاء ما نسبته واحد في المائة من عدد الاصوات البالغة 11 مليون صوت، وقاد هذا الى ضعف الثقة في الائتلاف العراقي الموحد الذي يتهمه النقاد بقيادته لحكومة طائفية دينية محافظة في العام 2005.
واجهت الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة والتي يقودها رئيس حزب الدعوة ابراهيم الجعفري، وضعا امنيا متدهورا خلال العام المنصرم. فقد اتهمت باعتقال وتعذيب وقتل العديد من العرب السنة وباتخاذ موقف متشدد من المقاوميم من العرب السنة.
قال المحللون انه بالرغم من حصول الائتلاف على اعلى نسبة من المقاعد، فهو بحاجة الى تحالفات مع احزاب اخرى لتشكيل الحكومة والحصول على المناصب السيادية.
قال سالم السعد، محلل سياسي من مركز العراق للديمقراطية" على التحالف الشيعي ان يوقف محاولانه للحصول على الهيمنة في البرلمان اذا كان فعلا يريد تشكيل حكومة وحدة وطنية تعتمد التوافق".
تشير التوقعات الى ان رئيس الوزراء القادم سيكون من قائمة الائتلاف ، لكن الكثير من الشخصيات المعارضة تعارض اعادة ترشيح الجعفري لهذا المنصب. لكن احد المحللين يقترح ترشيح نديم الجابري- وهو المرشح عن حزب الفضيلة- لمنصب رئيس الوزراء. وحزب الفضيلة هو احد الاحزاب الاقل قوة في الائتلاف العراقي الموحد.
قال احسان العبيدي، محلل سياسي من جامعة النهرين في بغداد، "على السنة والاكراد والعرب ان يتحالفو مع علاوي ومع حزب الفضيلة ليشكلو حكومة بعيدة عن التطرف الشيعي الذي ان استمر فسيقود البلاد الى حرب اهلية وطائفية".
زينب ناجي وداود سلمان: متدربان في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد