مستقبل كئيب للاقليات في نينو
تقول بعض المجاميع انها تواجه تهديدات مستمرة وتهميش سياسي.
مستقبل كئيب للاقليات في نينو
تقول بعض المجاميع انها تواجه تهديدات مستمرة وتهميش سياسي.
وبحسب ملف الشرطة حول قضيته، فقد تم اغتيال خالد في 3-1-2007 لانه من الشبك وهي احدى الاقليات العراقيةالصغيرة.
قال ميد عبد الله الذي يعمل في محل البان اخر "ليس المسيحيون هم المستهدفون فقط بل الشبك ايضا. نادرا ما يمر اسبوع دون ان يقتل واحد او اثنان او ثلاثة من الشبك".
معظم المجاميع العرقية والدينية بما فيها السنة العرب، الاكراد، اليزيدية، التركمان، الاشوريين، الشبك، والشيعة العرب هم الذين يمثلون محافظة نينوى المضطربة في شمال غرب العراق والتي تعتبر احدى اكثر المناطق عنفا في البلاد.
والموصل التي كانت احدى قلاع البعث والان تعتبر مركز التنظيمات المتطرفة مثل القاعدة، قد شهدت انتشار اراقة الدم الطائفي منذ 2003 ، مع استهداف للاقليات الدينية والعرقية .
تحقق معهد صحافة الحرب والسلام من المشاكل السياسية والامنية التي تواجه ثلاثة من الاقليات في نينوى وهم الشبك، اليزيدية، والاكراد.
اصل الشبك لا زال غامضا، الا انهم احدى الاقليات العراقية الصغيرة . يقول حنين القدو الذي كان ممثلا للشبك في المجلس الوطني العراقي الانتقالي عام 2005 ان تعداد الشبك في نينوى يربو على 400,000 .
وبحسب قدو لا يعتبر الشبك انفسهم عربا او كردا. ولغتهم الشبكيه هي مزيج من الكردية، العربية، الفارسية، والتركية. 70% منهم شيعة والبقية من السنة. يقول العديد من الباحثين ان الشبك لهم دينهم الخاص الذي يعتمد الى حد بعيد على الاسلام.
رغم توتر العلاقة بين الشبك والحزب الديمقراطي الكردستاني في شرق نينوى قرب الحدود مع كردستان العراق، الا ان تدهور الوضع الامني في الموصل قاد الشبك المحليون الى الطلب من حكومة الاقليم الكردية ادارة المناطق التي يعيشون فيها.
قال محمود كاظم ، موظف من الشبك، "طلبنا من اقليم كردستان الحاق مناطقنا وقرانا لتشملها حمايتهم. المسؤلون في الموصل لا يبالون بحياة الانسان والشبك يقتلون بشكل متعمد".
لا يحبذ جميع الشبك الالتحاق بكردستان العراق. يتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني بمحاولته ضم العديد من المجاميع منذ العام 2003 لكسب المزيد من القوة السياسية في نينوى.
وصل التوتر بين تلك الاقلية وبين الحزب الديمقراطي الكردستاني في شرق الاقليم الى ذروته عام 2005 عندما اطلقت قوات الامن التابعة للحزب النار على المتظاهرين المطالبين بالانفصال السياسي لتمثيل الشبك مما ادى الى جرح العديد منهم.
واشار الاعلام الاشوري الى ان الحزب الديمقراطي الكردستاني قد جرد الشبك، الاشوريين، التركمان، واليزيديين من حقوقهم الدستورية خلال الانتخابات التي جرت العام 2005 وذلك من خلال عدم توفير مراكز اقتراع كافية في مناطقهم.
ترك كمال خضير الدراسة في جامعة الموصل وعاد الى بيته في سنجار بعد ان قامت بعض الجماعات الاسلامية بتوزيع تهديدات بالموت ضد طائفته الدينية اليزيدية.
وقال " لا اريد ان افقد حياتي في جامعة الموصل التي تعتبر وكرا لاكثر الجماعات الاسلامية خطرا".
كسب المتطرفون الاسلاميون قوة ملحوظة في جامعة الموصل. وعقدت الخطب الدينية الى حد بدت الجامعة معها وكانها مسجدا اكثر منها مؤسسة للتعليم.
ولم تتدخل السلطات عندما تعرضت الاقليات وبضمنها اليزيدية الى التهديد في الجامعة.
قال مسؤول شرطة نينوى واثق محمد عبد القادر الحمداني انه على دراية بالامر الا انه لم يتدخل.
واضاف "لدي معلومات اكيدة عن التنظيمات الارهابية في الجامعة، انا احترم الحرم الجامعي ولذلك لم الق القبض عليهم".
قال عطو سعيد،45، استاذ يزيدي سابق في جامعة الموصل، " لقد انهزمت، ساترك العراق الى اي مكان لا يقتل فيه اليزيدية. هنا في الموصل، فان دم اليزيدية رخيص ولا احد يدافع عن حقوقهم".
يوجد في شرطة نينوى عدد من السجلات عن اغتيال اليزيدية بواسطة المجموعات المتطرفة.
اليزيدية هم من الاثنية الكردية يمارسون دينا متفردا يستمد اسسه من المعتقدات القديمة مثل الزرادشتية وكذلك من المسيحية والاسلام.
لقد تعودوا على هذا النوع من سوء التعبيرمن كونهم"عبدة الشيطان" والذي قادهم الى الانغلاق على انفسهم، وعدم خلق العداوات مع المجموعات الاخرى. لقد كانوا مضطهدين ايام صدام، وهم الان مستهدفون من قبل الجماعات الاسلامية.
التوتر السني اليزيدي بلغ ذروته هذا العام حين رجمت فتاة يزيدية عمرها 17 عاما حد الموت من قبل اعضاء مجموعتها بعد ان تحولت الى الاسلام بقصد الزواج من شاب مسلم.
وتم بعد ذلك قتل 23 عاملا يزيديا في الموصل على ايدي جماعة متطرفة حيث اعلنت الدولة الاسلامية في العراق مسؤليتها عن الاغتيال.
العلاقات الكردية اليزيدية قد تقلصت ايضا. الكثير من القادة الاكراد يعتبرون اليزيدية من الكرد ويرغبون في ضمهم الى الاحزاب السياسية الكردية. رغم انهم قاتلوا جنب القوات الكردية، يصر الكثير من اليزيدية على ان لهم هويتهم الخاصة ويرغبون ان يكون لهم تمثيل منفصل.
قال كرم زيدو،40، معلم يزيدي "رغم تضحيات اليزيدية الكبيرة في حركة تحرير كردستان والتي لم تقل اهمية عن تضحيات اخوانهم الاكراد، الا ان الاحزاب الكردية تلعب باليزيدية وبقدرهم".
" لسوء الحظ،فانه حين يعمل الكثير من الاحزاب الكردية وكذلك القادة الاكراد شيئا لليزيدية فانهم يعتبرونه فضلا وليس واجبا وطنيا لمواطنيهم الذين عانوا الكثير من الظلم والاضطهاد".
تصاعد التوتر بين الاكراد واليزيدية في نيسان حين هاجم جمع غاضب من اليزيدية مكتب الحزب لديمقراطي الكردستاني في مدن خانه سور وجزيرة وانزلوا العلم الكردي واحرقوه.
لم تكن خيرية سعيد،51، مقصودة ان تكون هي الهدف. لقد خطط المتطرفون لقتل زوجها، كما افاد محمود الجبوري وهو ضابط من شرطة الموصل.
قال الجبوري " طرق المسلحون على الباب معتقدين ان زوجها هو الذي سيفتح كما يفعل عادة، الا انه كان قد خرج مبكرا ذلك اليوم وعلى نحو غير متوقع، فتم قتل زوجته بدلا عنه".
يصر الجبوري على ان زوجها هو المستهدف لانه كان كرديا.
بسبب تنامي قوة الحزب الديمقراطي الكردستاني في نينوى منذ عام 2003، فقد تم تهديد المواطنين والمسؤلين الاكراد واصبحوا بشكل منتظم هدفا للاغتيال. تم توزيع منشورات في المناطق الكردية تطالب الاكراد بالرحيل مثل مناطق عدن، بكر، الزهراء، والجزيرة.
نشرت النيويورك تايمز مؤخرا ان حوالي 70,000 كردي قد تم طردهم من المحافظة،على ان المسؤولين الامريكان قالوا انه من الصعب تحديد ما اذا كان اولئك من الكرد او من اعراق اخرى.
فر الكثير من اكراد نينوى الى اقليم كردستان.
هناك عداء كبير موجه الى الاكراد المحليين لان مجلس محافظة نينوى تسيطر عليه الاكراد بسبب ان السياسيين والناخبين من العرب السنة قد قاطعوا الانتخابات. حذرت مجموعة الازمة الدولية في عام 2005 من ان "تشكيلة مجلس محافظة نينوى الذي يسيطر عليه الاكراد سيحكم الاقليات وسيقود الى تنامي الصراع الطائفي".
استهجن العرب استعراض الحزب الديمقراطي الكردستاني لعضلاته في المنطقة وقالوا ان المسؤولين الاكراد بدأوا بشراء الاراضي على امل تحويل نينوى الى مدينة كردية.
قال عامر، احد سكنة المنطقة من العرب "انهم يعتبرون الموصل مدينتهم. لقد حان الوقت لايقاف تلك المنشورات التي تهدد الاكراد".
قال نائب محافظ نينوى خسرو كوران ،كردي، ان تلك المنشورات هي جزء كبير من حملة تستهدف طرد الاكراد من الموصل. هذه الوسائل لن ترعبنا".
سحر الحيدري: مراسلة معهد صحافة الحرب والسلام ، تم اغتيالها في الموصل في شهر حزيران 2007.