مسح يلقي الضوء على معاناة العراقيين

يقول المسؤلون ان هناك حاجة ماسة لتحسين الاداء الوظيفي من اجل تفادي حالة اللا استقرار.

مسح يلقي الضوء على معاناة العراقيين

يقول المسؤلون ان هناك حاجة ماسة لتحسين الاداء الوظيفي من اجل تفادي حالة اللا استقرار.

في احصائية جديدة للامم المتحدة اظهرت ان الشعب العراقي لا يزال يعيش في بؤس رغم مرور سنتين على سقوط نظام صدام حسين.


في دراسة اعدها برنامج الامم المتحدة الانمائي بالتعاون مع وزارة التخطيط العراقية اظهرت ان 85% من العراقيين لا ينعمون بكهرباء مستقرة، و 40% يستعملون المياه الملوثة، واكثر من نصف عدد الاطفال بين عمر خمسة شهور وخمس سنوات يعانون من سوء التغذية.


" اظهرت تلك الاحصائية التناقض الصارخ بين الدول الاكثر ثروة وبين الظروف البائسة التي يعاني منها العراقيون" قال وزير التخطيط برهم صالح.


لقد اجري ذلك الاستطلاع في العام الماضي على اكثر من 21600 عائلة عراقية موزعين على المحافظات الثمانية عشر في العراق. نائب الامين العام للامم المتحدة والممثل الخاص له في العراق ستيفان دي مستيرو قال ان التقرير اظهر " معاناة العراقيين الذين يناضلون من اجل البقاء"


لقد تناول الاستطلاع سؤال العراقيين عن قضايا السكن، الخدمات العامة، البنى التحتية، القوى العاملة، البطالة، الصحة، التعليم، قضايا المراة، ودخل العائلة.


روان محمد، طالبة في الصف المنتهي من الاعدادية، قالت انها لا تستطيع الدراسة بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي.


اما محمد فقد قال "لا ادري ماذا افعل، نحن على ابواب الامتحانات والكهرباء مقطوعة باستمرار"


خيون حسن لعيبي، مهندس من جنوب بغداد، قال ان الوضع في منطقته لا يطاق بسبب عدم وجود منظومة للصرف الصحي.


"الرائحة الكريهة لا تطاق، واطفالي مرضى دائما بسبب الماء القذر والقاذورات، لا ادري اين تذهب عوائد النفط"


لاحظ منظموا الاستطلاع ان المشاكل التي يعاني منها العراقيون تكمن في سنوات الاهمال، الفساد، والحروب التي حدثت خلال حكم نظام صدام حسين.


قال مهدي العلاق،رئسي الدائرة المركزية للاحصاء في الوزارة، ان النتائج اظهرت " سوء استخدام الموارد والحط من قيمة العراقيين ابان فترة الدكتاتور على راس السلطة".


في العام 2004، بلغ مجموع الشعب العراقي 27.2 مليون نسمة، 40% منهم اطفال دون سن الخلمسة عشر، نسبة الرجال الى النساء تكاد تكون متساوية رغم ان الرجال بين عمر 35 و 49 قد قل عددهم بشكل ملحوظ بسبب الحرب العراقية الايرانية.


القوة العاملة في العراق لا تتعدى 6.7 مليون نسمة، 18% منها عاطلة عن العمل، والمردود المادي من الوظائف المتوفرة قليل جدا. 93% من القوة العاملة يقولون ان لهم اكثر من عمل واحد.


في تصريح خص به معهد صحافة الحرب والسلام، قال برهم صالح ان هناك حاجة ملحة لتحسين الوضع الوظيفي للعراقيين العاديين.


"زيادة عدد العاطلين عن العمل اثر بشكل كبير على الاستقرار في العراق، علينا ان نركز على محاربة التطرف من خلال تحسين الاوضاع الاقتصادية للعراقيين" قال صالح.


معظم الباحثين عن العمل فقدوا الامل في ذلك. محمد حسن البحراني، 34عاما، اخبر معهد صحافة الحرب والسلام انه قدم طلبا للتعيين في وزارات عدة ولكن دون جدوى. وقد قرر اخيرا الهجرة و مغادرة العراق بسبب وضعه المتردي.


" ان سوء الحظ يطاردني، انا متفائل جدا بحكومة ابراهيم الجعفري التي انتخبتها، لكنها سوف لن تستطيع القضاء على البطالة، لذلك قررت الهجرة".


احدى اولويات برهم صالح بعد اطلاعه على نتائج الاستطلاع انه سيركز على الاستثمار الاجنبي وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع البلدان الاخرى.


"طريقنا طويل وصعب، وانا لا املك عصا سحرية، سنشجع الاستثمار في القطاع الخاص لاننا لا يمكن ان نطور البلد دونه" اضاف صالح.


صفاء المنصور: متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد


Frontline Updates
Support local journalists