حملات قتل الكلاب في بغداد تثير المخاوف
تقول السلطات العراقية بانه لا توجد وسيلة اخرى للقضاء على المخاطر التي تهدد المدينة
حملات قتل الكلاب في بغداد تثير المخاوف
تقول السلطات العراقية بانه لا توجد وسيلة اخرى للقضاء على المخاطر التي تهدد المدينة
علي كريم (تقرير الازمة العراقية رقم. 345، 15 تموز-يوليو 2010)
تعهدت السلطات المحلية في العاصمة بغداد بمواصلة القضاء على الكلاب الضالة في المدينة بالرغم مما يثيره ذلك من مخاوف على سلامة المواطنين واتهامات باستخدام القسوة ضد الحيوانات.
فقد أستأجرت سلطات المدينة في مطلع هذا العام فريقاً من الصيادين والاطباء البيطريين بهدف التخلص من مجموعة هائلة من الكلاب الضالة والتي يقدر عددها بحوالي 1.25 مليون كلب، تعيش في بغداد وضواحيها، وذلك بعد مخاوف من انها تنشر الامرض وتهاجم سكان المدينة.
وأزدادت المشكلة سوءاً بسبب مشاكل تراكم النفايات في بغداد، حيث تتغذى الكلاب والقوارض على أكوام القمامة.
وأبلغ مدير صحة بغداد، الدكتور لطيف جاسب، معهد صحافة الحرب والسلام بانه تم تسجيل 26 حالة اصابة بداء الكلب منذ شهر كانون الثاني.
وعلى الرغم من عدم امتلاك ادارة المدينة لسجلات عن عدد الهجمات، فهناك تقارير تفيد بانقضاض قطعان من الكلاب السائبة على السكان واصابتهم بجروح قاتلة.
ويقول محافظ بغداد، صلاح عبدالرزاق، " يشكل عدد الكلاب في شوارعنا خطراً على كل شخص... وستستمر الحملة" واضاف " تستخدم الفرق لحوما مسمومة كما أستأجرنا صيادين مزودين ببنادق لقتل الكلاب".
وبحسب مكتب المحافظ، فانه تم قتل 58.500 كلب خلال الاشهر الثلاثة الماضية.
ولكن اثارت طرق القضاء على هذه الكلاب موجة استنكار من قبل الناشطين في مجال حقوق الحيوانات، الذين دعوا الى اخصاء او ترحيل الكلاب بدلاً من قتلهم.
ويقول نبيل عبد الحسين ، مدير منظمة نيجر- طبيعة العراق، وهي احدى منظمات البيئية غير الحكومية الممولة من ايطاليا، ومقرها في بغداد "هذه طريقة وحشية للتخلص من الحيوانات. نطالب بوقف مثل هذه الاساليب ونأمل ان تصغي السلطات الى وجهات نظرنا".
كما ويشكو أهالي بغداد من ان وجود صيادين ولحوم مسمومة يجعل من أزقتهم أماكن غير آمنة لاطفالهم.
وأبلغ أبو محمد -49 عاماً- من أهالي حي الشعلة ببغداد، معهد صحافة الحرب والسلام، بانه تم ادخال ثلاثة اطفال من الحي الذي يعيش فيه الى المستشفى بسبب اصابتهم بعيارات نارية بعد اقترابهم كثيراً من فريق صيادي قتل الكلاب.
وأوضح أبو محمد " أصيب كلب بعيار ناري وتجمع الاطفال حوله لمشاهدته، وبعد ذلك اقترب كلب آخر من الاطفال فأصابه الصيادون بعيار ناري، مما أدى الى اصابة الاطفال الثلاثة بجروح. وقد كانت معجزة ان لا أحد منهم قتل".
ويعترف المحافظ صلاح عبدالرزاق بوجود مخاوف على سلامة السكان " وخصوصاً في الأحياء الفقيرة حيث لا يستمع الأطفال الى التحذيرات التي تطلقها فرق الصيادين".
فيما صرح عباس سليم حنون، وهو موظف في قسم البيطرة بوزارة الصحة، لمعهد صحافة الحرب والسلام بانه لاتوجد طريقة اخرى للتعامل مع المشكلة.
وقال حنون " ليس لدينا خيار آخر غير قتل وتسميم الكلاب. ويحمل معظمها امراضا. يقول البعض (لماذا لا تخدرون الكلاب وتنقلوها الى خارج المدينة؟) لكن هذه الطريقة فاشلة تماماً لانها تتطلب وقتاً ومالاً. وستعود الكلاب الى نفس المناطق التي أخذت منها".
ويقول عدد من الصيادين بانهم غير مرتاحين للطريقة التي يتم بها قتل الكلاب بهذا الشكل الجماعي، لكنهم يتقبلون الامر لانه ضروري.
ويقول محمد حسون- 50 عاماً- بانه قد قتل 290 كلباً منذ التحاقه باحدى فرق الصيد.
" لست سعيداً بهذا العمل ولكن يجب علي ان اقوم به، لان هذه الكلاب القذرة تهدد حياة أطفالنا وصحة مجتمعنا" قال حسون.
واضاف " القتل ليس بالشيء المستحب ولكنه في بعض الاحيان يصبح ضرورة".
علي كريم صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام من بغداد. وتحرير جارلز مكديرمد محرر العراق في المعهد من السليمانية.
مترو صحيفة يصدرها معهد صحافة الحرب والسلام في العراق وتهتم بالاخبار المحلية من كافة أرجاء البلاد.