حلول بعيدة للخلافات بعد الانتخابات الكردية الساحقة
يرجح المحللين والسياسين عدم انفراج الازمة بعد الانتخابات الكردية الساحقة في تموز حيث يسود جو من التوتر مع بغداد حول تقسيم المناطق والموارد
حلول بعيدة للخلافات بعد الانتخابات الكردية الساحقة
يرجح المحللين والسياسين عدم انفراج الازمة بعد الانتخابات الكردية الساحقة في تموز حيث يسود جو من التوتر مع بغداد حول تقسيم المناطق والموارد
حصلت قائمة التغيير ، وهي كتلة مستجدة،على مايقارب ربع المقاعد في برلمان منطقة الحكم الذاتي ، مخترقة بذلك الاغلبي التي يتمتع بها ائتلاف الحزبين الحاكمين في المنطقة.
ركزت الحملات الدعائية على القضايا المحلية مثل الفساد والتنمية ، غير موضحة فيما اذا كانت القوائم المعارضة ستعمل على ادخال مفاهيم طازجة بشان الاختلافات بين الاقليم والحكومة المركزية.
هذا وقد اختلفت الحكومة الكردية ومقرها اربيل مع الحكومة المركزية في بغداد حول خطة توسيع الاراضي الواقعة تحت سيطرتها وادارة احتياطي النفط فيها حيث تعتزم بغداد الحد من استقلالية الاكراد.
اشار وزير الدفاع الاميركي ، روبرت كايتس، بعد زيارته العراق عقب الانتخابات الكردية بان الخلاف بين بغداد والاكراد يمثل احد اكبر التهديدات لاستقرار البلاد.
عقب ايام من تلك الزيارة ، قام رئيس الوزراء نزوري المالكي بزيارة اقليم كردستان والتقى بعدد من الزعماء الكبار ، بضمنهم رئيس الاقليم ، مسعود بارزاني، والرئيس العراقي جلال طالباني. حيث اتفق الزعماء على تشكيل لجان لمعالجة الخلافات التي تنامت بشكل كبير في حين هدئت الصراعات الاخرى.
رحب السياسيون العرب وجود معارضة داخلية قوية في الانتخابات الكردية الا ان قلة منهم كانوا متفائلين بانها ستحل النزاع بنفسها.
يقول قيس العامري ، عضو البرلمان عن الكتلة الشيعية التي تضم حزب الدعوة " لاتختلف المعارضة الكردية عن الاحزاب الحاكمة فيما يتعلق بفض النزاعات مع الحكومة المركزية".
اما علي العلاق وهو مشرع وزعيم في حزب الدعوة فيقول بانه ليست هناك احتمالية ان يغير الممثلين الاكراد في البرلمان العراقي من سياستهم فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية.
الا انه يامل " ان يساهم ظهور قوائم جديدة في خلق حالة من التنوع في الاراء داخل البرلمان الكردي" وبذلك يقنع الزعماء الاكراد بالتسوية.
في الوقت الذي تتهم فيه قائمة التغيير القيادة الكردية باطالة الخلاف، فانها تبنت لهجة اقل عدائية تجاه محافظة بغداد ، مؤكدة الحاجة الى اقامة حوار بين المتنافسين من مختلف الطوائف والاعراق.
على راس القضايا التي ناقشتها قائمة التغيير ، قضية الاحزاب الكردية الرئيسية والتاجيل الذي حصل الدستور العراقي عام 2005 ، والذي ينص على دعم مطالب اربيل في الارض والنفط.
مع اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية في كانون الثاني القادم من السنة القادمة، لايتوقع ان يخاطر أي من الساسة العرب او الاكراد بشعبيتهم عبر اتخاذ خطوات جادة في مثل هذه القضية الحساسة.
بالرغم من ان انتقاد الاكراد امر شائع وسط العرب ، الا انه يعد خطوة طائشة بالنسبة للاحزاب الذين يبحثون عن حلفاء برلمانيين. يعد الشعب الكردي مكون عراقي اساسي ، حيث يشكلون مايقارب 20% من السكان.
من جانب اخر فقد رفض بضعة ساسة وزعماء من بغداد التعليق على الانتخابات الكردية ، مبررين القول بان ذلك قد يعرض الجهود المستقبلية للتحالف مع الاكراد الى الخطر.
اما قائمة التغيير فانها تخطط التنافس على المقاعد البرلمانية في بغداد. كما تقول قائمة الخدمات والاصلاح اليسارية الاسلامية بانها قد تعمد الى فعل الشيء ذاته.
كما تنبأ بضعة من الساسة العرب بان القوائم الكردية الصغيرة قد تقدم اداءا افضل في الانتخابات البرلمانية العراقية المزمعة في كانون الثاني- خصوصا اذا تحالفوا مع الاحزاب العراقية.
يقول احمد المسعودي ، المتحدث باسم القائمة الصدرية المناهضة للوجود الاميركي بان الكرد العاديين يبتعدون عن احزابهم الرئيسية حيث انهم بداوا باعادة التفكير بمواقفهم حول العديد من القضايا الرئيسية.
وواصل مسعودي " على القادة الاكراد مراعاة اراء الشعب في الشارع" ، مضيفا بان حكومة الاقليم قد تتبع سايسة اكثر " واقعية" مع بغداد.
اما اسامة النجيفي ، احد النواب السنة من القائمة العراقية، فقد قال بان المجاميع الكردية الصغيرة قد تجد حلفاء لها وسط الاحزاب العربية في الانتخابات البرلمانية في حال غيرت سياستها.
وواصل القول بان القوائم مثل التغيير قد تتبع سياسة " مبنية على اسس وطنية اكثر منها اقليمية او قائمة على نظام المقاطعات" . هذا وقد كان النجيفي غالبا مايتهم الكرد بالتخندق ضد الاراضي والحقوق العربية وخصصوا في محافظته الام ، نينوى.
يدعم القادة الاكراد وبمختلف اطيافهم السياسية تقوية مفهوم الحزب الذاتي في اقليمهم. اما في بغداد فقد توحدو للحصول على وزارات حيوية بالاضافة الى رئاسة الجمهورية.
اما بالنسبة للقوائم الصغيرة التي نالت حظا طيبا في الانتخابات الاخيرة فقد تتهم بالتقليل من نفوذ السلطة الكردية في بغداد في حال اختارت النزول بشكل مستقل في الانتخابات البرلمانية.
نصح محمود عثمان ، نائب كردي مستقل في بغداد، كل المجاميع الكردية للنزلو بقوائم منفردة في الانتخابات البرلمانية . حيث قال " سوف يستطيعون اتباع برنامج واضح للدفاع عن حقوق الكرد".
اما قائمتي التغيير والخدمات والاصلاح فقد نفيا ان يضطلعا باذية المسالة الكردية في حال النزول بقوائم منفصلة في انتخابات كانون الثاني.
حيث قال محمود توفيق ، احد زعماء قائمة التغيير " لن نفرق صوت الشعب الكردي" . حتى اذا مافازت قائمة التغيير في البرلمان العراقي ، فانها ستبقى جزءا من الكتلة الكردية الموحدة على حد قوله.
ويضيف توفيق ان قائمته لو تضع نصب اعينها مسالة التحالف مع احزاب عراقية الاخرى.
من جانب اخر فان الخلافات مع بغداد تثير عواطف جياشة وسط الاكراد حينما يتذكرون الابادة الجماعية على يد صدام حسين. فاذا ماكانت القوائم الصغيرة تبحث عن حلفاء لها من خارج الاقليم ، فانها على الارجح لن تميل لاحزاب التي تعارض المسالة الكردية.
اما بالنسبة للقادة العلمانيين من قائمة التغيير فانهم قد يواجهون عقبات في ايجاد شركاء لهم في الانتخابات البرلمانية من وسط المشهد العربي العراقي الذي يتميز بالتعنت والطائفية.
يقول عبد الستار جابر ، احد المحليلين من بغداد، بان قائمة التغيير هي ظاهرة كردية فريدة – وهي احد مفرزات سياسة الاقليم الاحادية.
حيث يعلق " نستطيع تعريف قائمة التغيير بانها قائمة منشقة يقودها اشخاص وقفوا بوجه الحزب القائد". ويجدر القول ان ابرز قادة قائمة التغيير كانوا اعضاء سابقين في الاتحاد الوطني الكردستاني ، وهو حزب استاثر بالسياسة الكردية لعقود من الزمن ويشكل نصف الائتلاف الحاكم.
ويواصل القول " لن يظهر أي كيان في العراق يوازي قائمة التغيير...فليس لدينا أي حزب يتمتع بهيمنة كاملة في بغداد".
اما هادي جلو مرعي، احد المعلقين من بغداد، فقد قال بان القوائم الكردية الصغيرة مثل التغيير ستكافح لترك بصمة اكبر في الانتخابات البرلمانية العراقية اكثر مما حاولوا فعله في انتخابات الاقليم الاخيرة.
واضاف بان العلاقات بين بغداد والكرد ستتاثر بالانتخابات الكردية الاخيرة " مازلت الاحزاب الحاكمة تسيطر على اعلام الاقليم والقوات العسكرية".
اما زينب محمد ، وهي موظفة حكومية من منطقة الشعب ، فقد قالت بانها لم تتابع الانتخابات في كردستان.
"لدينا مايكفينا هنا . لم يحقق الاعضاء الذين انتخبناهم أي شيء لاجلنا".
واضافت بان عدم الاكتراث حالة متبادلة . " لااعتقد ان الكرد مهتمون ببقية اجزاء العراق. فلديهم علمهم الخاص بهم ، وجيشهم ، والان يتحدثون عن اقامة حدود. انهم يسعون للانفصال عنا".
قام بكتابة هذه القصة ، فالح حسن ، صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلاممن بغداد. كما ساهم بها كل من باسم الشرع ( محرر) من بغداد ونيل ارون ( محرر) من اربيل