بطل محلي يقاوم المتمردين
احدى مناطق بغداد يحرسها سكانها الذين تصدوا للارهابيين
بطل محلي يقاوم المتمردين
احدى مناطق بغداد يحرسها سكانها الذين تصدوا للارهابيين
ثلاث شهور مرت على مقاومته وقتله ثلاثة ارهابيين ارعبوا المنطقة التي يسكنها، النجار ضياء محسن لا يشعر بالندم على فعلته تلك.
ويقول انه اذا عاود الاشرارنشاطهم في المنطقة، فانه سيكون اول من يقاومهم.
"اتوقع قدومهم ثانية، ساكون على اهبة الاستعداد لمواجهتهم" قال محسن البالغ من العمر 33 عاما.
في 22 مارس الماضي، جاءت جماعة مسلحة ملثمة تحمل القنابل واوقفوا سياراتهم في الدورة حيث يسكن محسن. والدورة هي منطقة عمالية تقع الى الجنوب من بغداد. وحين سارت تلك الجماعة في الشارع، قام محسن واولاد اخيه الثلاثة بالرمي عليهم من رشاشاتهم الكلاشنكوف.
" بعد مواجهة دامت نصف ساعة، انهزم الملثمون تاركين ورائهم جثث ثلاثة من اصدقائهم قتلهم ضياء واولاد اخيه" قال امجد حامد، 25 سنة، احد سكان المنطقة الذي اصيبت والدته في تلك المواجهة.
كانت تلك اول مرة يقاوم فيها المدنيون المسلحين.
"لم اكن مستعدا اول الامر، لكن حين ساروا باتجاه المحل، قررت مواجهتهم"
الدورة هي احدى مناطق التوتر والعنف الطائفي حيث يقوم المسلحون السنة بقتل السكان الشيعة. والمسلحون الذين قاتلهم محسن ، شاهدهم اهالي المنطقة يحومون حول احدى الحسينيات الشيعية قبل المعركة معهم.
اهالي الدورة كانو خائفين من المسلحين، لكن بعد ان رأوا شجاعة محسن، قرر البعض منهم ان يقاوم المسلحين.
"نحن مستعدون لمواجهة الارهابيين، واهالي المنطقة اصبحوا اكثر شجاعة وقوة بعد حادث المواجهة ذاك" قال محسن.
مظهر خضير، 42 عاما، صاحب مخبز، قال انه فخور بمحسن وانه واهالي المنطقة قرروا السير على خطاه، " علمنا ضياء ان الارهابيين جبناء وليس بمقدورهم مواجهة كل العراقيين".
سليم بركات، 32 عاما، طالب، اطلق لقب البطل على محسن حيث لاحظ غياب المسلحين عن المنطقة حيث ينعم شارعهم الان بالامان منذ مقتل اولئك الارهابيين فيه.
الا ان بعض مناطق الدورة الاخرى قد ازداد فيها الارهاب منذ تلك الحادثة. ففي 14 / 5/2005 قتل ثلاثة عمال نظافة في انفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق. وقبلها بعشرة ايام قتل تسعة جنود عراقيين في انفجار سيارة مفخخة عند احدى نقاط التفتيش التابعة للجيش العراقي.
ولكن لا يزال العراقيون ينظرون الى محسن على انه بطل، اضاف بركات.
"لقد قاوم محسن الارهابيين واوقفهم عند حدهم , وعلمهم درسا لن ينسوه ابدا " قال بركات .
حسين علي : متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد