استمرار صراع القوة بين المالكي والصدر
ليس هناك اجماع حول من يكسب الصراع للسيطرة على معاقل الشيعة في العراق.
استمرار صراع القوة بين المالكي والصدر
ليس هناك اجماع حول من يكسب الصراع للسيطرة على معاقل الشيعة في العراق.
في مؤتمر صحفي عقده في 3-4-2008، قال المالكي انه حقق انتصارا بعد العملية العسكرية التي استمرت اسبوعا ضد ميليشيا جيش المهدي التابع للصدر في مدينة البصرة الجنوبية. ووعد بتوفير فرص عمل ومساعدات للبصرة، بينما فرض طوقا امنيا حول الميليشيات في مدينة الصدر والشعلة ببغداد واللتان تتمتعان بنفوذ قوي لجيش المهدي.
تسائل بعض المحللين ما اذا كانت الحكومة قد كسبت المعركة ام ان العمليات قادت الى تعزيز شعبية الصدر. انتهت المعارك في البصرة في وقت سابق من الاسبوع بعد ان امر الصدر مقاتليه بالانسحاب من الشوارع.
اشار تقرير للاسوشيتد برس في 4-4-2008 ان المالكي امر بتجميد المداهمات ضد المقاتلين الشيعة المشتبه بهم بعد ان اعلن الصدر ان الاعتقالات ما زالت مستمرة حتى بعد ان امر مقاتليه بالتوقف .واضاف التقرير ان رئيس الوزراء اعلن ذلك بعد ان هدد الصدر بالانتقام ان استمرت الاعتقالات لمناصريه.
اشار عامر فياض استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد ان الجيش لم يكن مهيأ بشكل جيد للعملية.
واضاف " ان تسليم بعض عناصر الامن انفسهم لحركة الصدر هو دليل على الدعم الشعبي الذي يتمتع به الصدر".
سيكون هناك اختبارلشعبية الصدر في الاسبوع القادم. طلب الصدر بخروج تظاهرة مليونية والنزول الى الشوارع احتجاجا على الاحتلال الامريكي للعراق في 9-4-2003، وهي الذكرى الخامسة لغزو العراق. قام الامريكان الاسبوع الماضي باسناد العمليات العسكرية العراقية بقصف معاقل الصدر المشتبه بها في كل من بغداد والبصرة.
قال عضو البرلمان عن القائمة العراقية العلمانية اسامة النجيقي ان ايران توسطت بايقاف اطلاق النار بين الصدر والحكومة بعد ان ذهب ممثلون عن الائتلاف العراقي الموحد الى ايران.
واضاف "ان التدخل الايراني واضح ومؤثر في البصرة. ان ايران تدعم الميليشيا العسكرية وتوفر لهم المعلومات الاستخباراتية".
واضاف النجيفي ان المواجهات نتجت عن الخلاف السياسي بين الصدر والمالكي رافضا ما ادعته الحكومة بانها قامت بعملياتها العسكرية من اجل القضاء عللى الميليشيات الني تهدد الامن.
واردف ايضا "ان المعارك المستمرة في البصرة هي معارك سياسية وحزبية وليست من اجل استهداف العصابات في المدينة".
يتفق الكثيرون مع نظرة النجيفي بان انتخابات المجالس المحلية التي ستجري في اوكتوبر 2008 هي التي فجرت القتال بين الاحزاب الشيعية المتنافسة للسيطرة على المدينة الجنوبية الغنية بالنفط. تتهم الحركة الصدرية حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي باستخدام الشرطة لاستهداف عناصرها.
يقول المحلل السياسي نجاح العطية الذي يتخذ من بغداد مقرا له ان الحركة الصدرية خسرت قاعدتها في معركتها من اجل السلطة. واشار الى ان الحركة لا تمتلك قاعدة قوية للانتخابات التي ستجري بعد 6 اشهر من الان.
واضاف "هناك الكثير من التناقضات داخل الحركة. لقد طلبوا من الناس رفع اغصان الزيتون للدلالة على كونهم مسالمين. ثم فجأة طلبوا من الناس المشاركة في حملة العصيان المدني.كانت دعوة لحلول سلمية لكل الخلافات والمشاكل، والان يهددون المالكي".
"اذا كان الصدريون منقسمين فيما بينهم، كيف يمكنهم عمل سلام مع الاخرين؟"
تستمر العمليات العسكرية العراقية في البصرة رغم ان المعارك اصبحت اقل وطأة عما كانت عليه في الاسبوع الماضي.
قال المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف ان الجيش سيواصل عملياته العسكرية حتى تحقيق اهدافه التي من ضمنها القاء القبض على الخارجين عن القانون والاستيلاء على الاسلحة الثقيلة وايقاف عمليات التهريب.
لكن مستشار المالكي حسن السنيد يقول ان الجيش لا يستهدف القضاء على ميايشيا الصدر في البصرة.
واضاف "لن تعتقل الحكومة او تطارد الميليشيا التابعة للصدر والتي شاركت في الاحداث الاخيرة في البصرة".
يختلف العراقيون على مستوى الشارع العراقي في تأييدهم لكل من الصدر والمالكي. ففي بغداد كتب انصار الصدر على الجدران شعارات من قبيل "هذا قبر المالكي". وهناك شعارات اخرى تقول "هنا يعيش عبد العزيز الحكيم" في اشارة الى الرئيس القوي للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي المتحالف مع المالكي.
اججت الحملات العسكرية حقد انصار الصدر على المالكي وقادت الى الانقسام الشيعي. ففي محافظات النجف وكربلاء ذات الاغلبية الشيعية خرجت مظاهرات مناصرة للحكومة ومؤيدة للعمليات العسكرية في البصرة. اما في المحافظات الشيعية الجنوبية مثل الديوانية والناصرية وميسان فقد خرجت مظاهرات ضد المالكي.
قال طالب الموسوي،34، من انصار الصدر في مدينة الصدر ببغداد "نحن من جلب المالكي الى السلطة، ونحن الذين سنسقطه. نحن من انتخبه، وهو الان يصفنا باللصوص والخارجون عن القانون".
طلب كاتب المقال عدم ذكر اسمه لاسباب امنية