احتجاجات واسعة على الرسومات المسيئة للنبي

طاف السنة، الشيعة، والاكراد الشوارع في مظاهرات سلمية احتجاجا على الصحف الدانماركية

احتجاجات واسعة على الرسومات المسيئة للنبي

طاف السنة، الشيعة، والاكراد الشوارع في مظاهرات سلمية احتجاجا على الصحف الدانماركية

Thursday, 16 February, 2006
(ص).



تزامنت التظاهرات التي نظمها المسلمون السنة والشيعة مع مناسبة عاشوراء التي يستذكر فيها الشيعة ماساة الامام الحسين، وقد سارت تلك التظاهرات في مدن بغداد، الكوت في وسط العراق، السليمانية في الشمال الكردي العراقي، وسامراء الى الشمال من العاصمة بغداد.



اشعلت الصحيفة الدنماركية – جيلاندز بوستن – فتيل الاحتجاجات في كل العالم الاسلامي ضد الصحيفة وضد الحكومة الدنماركية بعد نشرها اثنا عشر رسما كاريكاتوريا للنبي محمد (ص) .



تم اعادة نشرالرسوم التي تمثل النبي وهو يرتدي عمامة على شكل قنبلة في الصحف النرويجية في شهر كانون الثاني. تحرم التقاليد الاسلامية تصوير النبي محمد والصحابة الاطهار وتحرم عبادة الاصنام.



بعض التظاهرات التي اجتاحت المنطقة طالبت بقتل الرسام وبالرقابة على تلك الصحيفة، كما قامت ببعض اعمال العنف. فقد تم احراق السفارات الدنماركية في سوريا ، لبنان، وطهران هذا الاسبوع، بينما قامت القوات الافغانية باطلاق النار على المتظاهرين وقتل اربعة منهم.



لكن المظاهرات في العراق كانت سلمية بسبب الاجراءات الامنية المكثفة التي رافقت مناسبة عاشوراء. فقد قام اكثر من 60,000 متظاهر من الشيعة العراقيين بالمسير من بغداد الى كربلاء -120 كم جنوب بغداد - حيث مرقد الامام الحسين، احتجاجا على تلك الرسوم الكاريكاتورية.



قال الشاعر الشيعي محمد حسين،45، من الكاظمية " يمثل الحسين نموذج القيادة. لقد وقف بوجه الطغيان من اجل رفع راية الحرية ودين محمد. انه النموذج الاسلامي الكبير الذي يمثل الشيعة والسنة".



واضاف" نحن نؤمن بالسيد المسيح وبالعذراء مريم، ولم يحصل ان سخرنا منهم لان من يفعل ذلك يعتبر كافرا. نريد منهم ان يعاملوننا بالمثل".



قالت فاطمة محمد، 25، طالبة في كلية التربية بجامعة بغداد" لا نسمح ان يساء الى رمزنا الاسلامي الكبير، وان استوجب الامر ، فسوف نضحي بحياتنا من اجله".



وقال ابراهيم عبد الله، 27، رجل اعمال" ستتوقف العمليات العسكرية ضد الامريكان وتوجه ضد القوات الدنماركية والنرويجية العاملة في العراق".



قال كرستيان اولدنبرك، السفير الدنماركي في العراق، " هناك تهديدات غير محددة ضد القوات الدنماركية في العراق، وقد رفعت الكتيبة الدنماركية من اجراءات الحيطة والحذر " الا انه لم يعط المزيد من التفاصيل.



لم يعد هناك قوات نرويجية في العراق. للدنمارك حوالي 350 جندي يخدمون قرب محافظة البصرة الجنوبية. انقجرت هذا الاسبوع عبوة ناسفة مزروعة على الطريق مستهدفة دورية عراقية دنماركية مشتركة كانت تجوب المدينة. وقد نشرت وكالة الاسوشيتد برس ان مسؤولا عسكريا بريطانيا صرح بان القوات متعددة الجنسيات قامت باجراء تحقيقات لمعرفة ما اذا كانت العبوة لها علاقة بنشر الصور الكارتونية المثيرة للجدل ام لا.



قال اولدنبرك ان ليس هناك تهديد للسفارة الدنماركية التي تقع في المنطقة الخضراء التي تعتبر من اكثر المناطق تحصينا امنيا. واشار الى ان الكثير من الوزراء العراقيين انتقدوا واستهجنو تلك الرسوم لكنهم عبرو ايضا عن رغبتهم القوية في استمرار تعاون الدنمارك مع العراق.



وقد صرح مصدر في المكتب الاعلامي لوزارة النقل بان وزير التقل سلام المالكي قررقطع العلاقات مع الشركات الدنماركية والنرويجية. طالب معظم المسلمين بمقاطعة البضائع الدنماركية، حيث صرحت ايران بقطع علاقاتها التجارية مع الدنمارك.



قال اولدنبرك ان الحكومة العراقية عرضت زيادة الاجراءات الامنية للسفارة وللكتيبة الدنماركية ، الا انه اضاف ان الدنمارك بامكانها تدبر وضعها الامني.



ونوه الى ان الاحتجاجات في العراق كانت اقل منها في اماكن اخرى بسبب" انشغال العراق بمشاكل اكبر استحوذت على اهتمامه".

قدرت الشرطة الكردية في السليمانية ان حوالي 1000 مواطن احتجوا في السادس من شباط على تلك الرسوم وعلى الكاتب الكردي واتهموهم بالاساءة الى الاسلام. لم تكن مظاهرات السليمانية منظمة من قبل الاحزاب السياسية الكردية، بل انها ضمت اعضاء من مختلف الاحزاب الكردية الاسلامية، الذين جاء معظمهم من خارج السليمانية للمشاركة في الاحتجاج.



رفع المتظاهرون الذين ارتدى البعض منهم الزي الكردي الشعارات التي تدين الصحيفة والكاتب وهم يلوحون بالاعلام الكردية. كان معظمهم من الشباب والشابات اللاتي شاركن في المظاهرة بشكل منفصل. لقد طالبو بمحاكمة الصحيفة والكاتب الكردي.



قال اللواء الركن ساركاوت حسن مدير دائرة الامن في السليمانية انه لم يتم الحصول على تصريح مسبق بالتظاهرة من قبل وزارة الداخلية كما هو معمول به في كردستان العراق. مما حدى بالشرطة الى تفريقها بعد ثلاث ساعات خوفا من اعمال الشغب حيث بدأو بالتوجه الى مركز المدينة. تعتبر كردستان العراق والسليمانية بشكل خاص من اكثر المناطق علمانية في العراق ولم تكن يوما مركزا لاي نشاط سياسي . لكن المحتجين رددوا صدى بعض المشاعر المتطرفة التي اطلقها بعض المتظاهرين المسلمين منذ نشر تلك الرسوم المثيرة للجدل.



هتف الجميع رجالا ونساءا " الله اكبر، الموت لهم ، الفناء لهم".



قال حميد محمد،45، من سكنة زرايان-50 كم عن السليمانية- " الغرب هو السبب في هذا، انها ليست المرة الاولى التي يساء فيها للاسلام".



لقد اثار الاحتجاج والشعارات استغراب بعض المنظمين والاهالي في السليماتية.



قال اوات محمد، 23، طالب جامعة، " حقا ان من القبح نشر تلك الرسوم، لكن كان يجب ان لا يتم التنديد بها بهذا الشكل المتطرف. انا اعتقد ان هذا عملا غير اصلي؛ انهم ارادو تقليد بعض العرب المسلمين لانهم واقعون تحت تأثيرهم".



قال كمال سعيد،19، احد منظمي الاحتجاج ، " يوجد بيننا بعض المتطرفين الذين نادوا بالموت والقتل. لم نكن نرغب ان تاخذ التظاهرة هذا الاتجاه؛ كنا نريد اظهار المؤازرة والاسناد لبعض الدول الاسلامية".



في الشهر الماضي، نشر الكاتب الكردي ماريوان حلبجايي ، من حلبجة، كتابا في السليمانية حول المرأة والجنس في الاسلام. اعتبره الجميع، بما فيهم وزير الشؤون الدينية في السليماتية، تكفيرا وطالبو بمحاكمته. ومنذ الاحتجاج، تم غلق تلفون الكاتب ولم يكن بالامكان الاتصال به للحصول منه على تعليق.



خاطب وزير الاوقاف والشؤون الدينية في منطقة كردستان /ادارة السليمانية محمد كازنايي حين وصول المتظاهرين الى مجلس الوزراء قائلا انه يتفق على ادانة الكاتب والصحيفة الدانماركية لكنه ضد الاحتجاجات في الشوارع ضد هذه القضية. وقد اعلن تكفير حلبجايي.



وقال " نحن ندين الصحيفة الدنماركية، لكننا رسميا لا يمكننا عمل اي شيء، ليس لنا علاقات تجارية مع الدنمارك لنقطعها".



امانج خليل متدربة في معهد صحافة الحرب والسلام في السليمانية. حيدر الموسوي: متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد. شاركت تياري راث محررة تقارير الازمة العراقية في هذا التقرير.
Frontline Updates
Support local journalists