يزداد الاقدام على سلك الشرطة في السليمانية

يترك القرويون والعمال اعمالهم ذات الدخل الواطيء للالتحاق بسلك الشرطة.

يزداد الاقدام على سلك الشرطة في السليمانية

يترك القرويون والعمال اعمالهم ذات الدخل الواطيء للالتحاق بسلك الشرطة.

37، موظف حكومي، في الصباح الباكر في طابور طويل للحصول على الخبز من المخبز الوحيد الذي بقي في منطقته. قبل سقوط نظام صدام حسين، كان هناك العديد من المخابز تعمل في المنطقة، لكن اغلب العمال تركوا العمل فيها للالتحاق بقوات الشرطة.



منذ نيسان 2003، ازدادت قوات الشرطة في السليمانية الى أكثر من ثلاث أضعاف، حيث ازداد منتسبيها من سبعة الاف عنصر الى عشرين الف عنصرا في اواخر عام 2005.



قال اللواء جمال احمد مدير عام شرطة اقليم كردستان في السليمانية "نريد حماية أمن المنطقة بشكل جيد وتوفير بيئة آمنة للناس".



واضاف"تحفظ قوات الشرطة هيبة الحكومة وتوفر الاستقرار في المنطقة. كلما ازداد عدد قواتنا, يزداد تاثيرنا"



نتيجة لزيادة الرواتب في سلك الشرطة والتوسع في عددها في اكثر المحافظات العراقية امنا، ترك الرجال اعمالهم في الزراعة وبقية الاعمال المضنية الاخرى ليعملوا كرجال شرطة.



يستلم المتطوعون الجدد راتبا مقداره 170 دولارا امريكيا في الشهر- حيث انه اكثر بكثير من الثلاثين دولارا التي كانوا يستلمونها قبل 2003. كانت بداية الراتب في السنة الماضية 220 دولارا في الشهر، لكن حكومة السليمانية قررت تخفيض الراتب لعدم وجود مخاطر كما هو الحال في بقية انحاء العراق. ومهما يكن من امر، فان الراتب يبقى جيدا مقارنة برواتب الموظفين الذين يستلم البعض منهم اقل من 100 دولار شهريا. و بعض من أفراد الشرطة لا تعمل سوى 15 يوما في الشهر.



هذه الموجة من التعيين وفر العمل للالاف الذين كانت الفرص امامهم قليلة، خصوصا حين كان الانخراط في سلك الشرطة يشترط في المتقدم ان يكون قد انهى الدراسة الابتدائية فقط .



ظلت السليمانية في منأى عن العنف الذي طال بقية انحاء العراق، وان تكون شرطيا هنا يعني انك تواجه خطرا اقل بكثير مما هو عليه الحال في بقية المناطق حيث تكون قوات الامن هدفا رئيسيا للمسلحين.



لكن موجة التطوع سببت نقصا في القوى العاملة في قطاعات اخرى. كانت الزراعة هي المتضرر الاكبر حيث ان اعدادا كبيرة من الفلاحين تركت الزراعة ليصبحوا شرطة. وبسبب تحول القرويون وعوائلهم الى المدن للالتحاق بالشرطة، اصبح سوق العقارات في السليمانية يعاني ضغطا اضافيا حيث تعاني أصلا من أزمة سكن حادة.



قال ابراهيم خضر مدير عام دائرة التخطيط و المتابعة في وزارة الزراعة "لا توفر الزراعة العيش لسكان القرى في يومنا هذا، لذا ليس امامهم سوى البحث عن البدائل".



توقف دلشاد علي،27، من منطقة شاربازير شمال السليمانية عن العمل مع والده في حقل العنب الذي تملكه العائلة بعد ان تقدم للعمل كشرطي في السليمانية.



وقال"لي الان راتب جيد وعملي ليس صعبا مثل عملي السابق".



واضاف علي ان من بين 35 عائلة تسكن قريته، فقد بقيت هناك 8 عوائل فقط.



اعتاد حمه لاو ناصح،35، ان يكون معه 6 عمال بناء، لكن اربعة منهم تركوا العمل و اصبحوا شرطة.



واوضح"كانو يتقاضون اجورا قليلة مقابل عملا كثيرا"، واضاف ان عماله السابقين اصبحوا الان من اصحاب السيارات.



يستخدم ناصح الان العمال العرب الذين جاءوا من الوسط والجنوب بحثا عن العمل في المناطق الكردية الشمالية وذلك بسبب الوضع الامني المتردي في مناطقهم.



يتفق الدكتور محمد رؤوف استاذ الاقتصاد في جامعة السليمانية ان الحكومة قللت من البطالة بقبولها أفراد الشرطة، واوضح ان سوق العمل في كردستان يتحول من الزراعة الى المجالات الخدمية. لكنه نبه الى ان "على الحكومة ايلاء اهتمام متساوي بكل قطاعات الاقتصاد".



يقول دلشاد يوسف،24، شرطي، ان العمل في الشرطة يوفر مستوى جيد من العيش، لكنه اعتبر الاجر قليلا بسبب المخاطر التي تكتنف العمل.



واضاف"صحيح ان ليس هناك خطرا، لكن ان حدث شيء، سنكون نحن اول الضحايا".



فرمان عبد الرحمن صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في السليمانية.
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists