العراقيون في بريطانيا يخرجون للتصويت

طالت حمى الانتخابات زاوية صغيرة في احدى ضواحي شمال لندن

العراقيون في بريطانيا يخرجون للتصويت

طالت حمى الانتخابات زاوية صغيرة في احدى ضواحي شمال لندن

Tuesday, 21 February, 2006
. كانت طوابير المقترعين تمتد حول زاوية مركز الانتخاب بينما كان المسؤولون عن المركز في حركة جيئة وذهابا وهم يوجهون الناخبين الى صناديق الاقتراع. بينما وقفت الشرطة وافراد الحماية تراقب المكان للتاكد ان الانتخابات تمر دون حوادث.



لم يكن هذا مشهد من بغداد او البصرة او كركوك. انها ويمبلي في ظهيرة يوم الاربعاء الرطب. وسط الكتل الكونكريتية والعمارات في هذه الضاحية شمال لندن والتي تعتبر مركز المجموعة الهندوسية، لم يتوقع احد لن يكون هناك مشهد للمسلسل الاخير من تاريخ العراق العاصف.



تم اجراء الانتخابات خارج العراق في 15 بلدا من ضمنها بريطانيا. وفي المراكز الموزعة على لندن، بيرمنكهام، ومانشستر، صوت العراقيون المقيمون في بريطانيا لانتخاب اول برلمان دائم لبلدهم.



تدفق الالاف على مراكز الاقتراع في لندن عند افتتاحها صباح الخميس. لقد كشفت هذه الاعداد ضالة العدد الذي ذهب الى الكنيسة والى المدارس الابتدائية التي استخدمت كمراكز اقتراع في الانتخابات العامة الانكليزية. مجموعة من المراقبين كانو يوجهون المقترعين عبر نظام الانتخاب واكثر من 300 كيانا سياسيا جاهزا في المكاتب بينما كان هناك اكثر من 150 مراقبا من الاحزاب السياسية والمنظمات العالمية لمراقبة سير الانتخابات.



كانت الاجراءات الامنية مشددة حيث كانت الشرطة العراقية والبريطانية تراقب المشهد برمته. كان لا بد للمقترعين المرور من خلال جهاز الفحص كذلك الموجود في المطار من اجل التدقيق الامني عند الدخول. لكنهم كانو غير مكترثين بذلك. نسبة المشاركة لم تكن اقل من سابقتها في الانتخابات السابقة وبدا مصطفى هاشم مدير عمليات لندن متفائلا وبمزاج جيد.



قال مصطفى " المشاركة الجيدة هذا الاسبوع هي مؤشر على ثقة الناس بالعملية السياسية وهي رسالة الى الارهابيين واعداء الحرية في العراق بانهم لا يستطيعو وقف المسيرة، ان العراق هو الفائز بغض النظر عن من سيفوز".



هذه هي الانتخابات الاولى التي تجريها المفوضية المستقلة للانتخابات والتي تقوم بعمل كبير. في نوفمبر الماضي، حذ رت المنظمة العراقية التي تقوم بمساعدة ما يقارب من 250000 عراقي مقيم في بريطانيا ان هناك شحة في المعلومات عن المرشحين وعن عملية الاقتراع.



لكن يبدو انه تم التغلب على هذه المشاكل. وضحت المسؤولة الصحفية سعاد الجزائري العناء الذي بذله الموظفون لاجراء الانتخابات في موعدها.



وقالت "استلمت عملي قبل ثلاث اسابيع ولم يكن الوقت كافيا لتدبر كل شيء- كنا نعمل من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الثانية من بعد متصف الليل، ورغم التعب فاننا نقول ان هذه هي الديمقراطية التي كنا ننتظرها طويلا والتي ناضلنا من اجلها بحياتنا".



خارج مركز الاقتراع، كان شواني احمد،44، يرفع اصبعه المصبوغ بالحبر البنفسجي بفخر ويبتسم حين سأل عن رأيه بالانتخابات.



واضاف" انها المرة الاولى التي ادلي بها بصوتي وانا فرحان بذلك. تركت العراق قبل ستة سنوات ولم اعد اليه حفاظا على حياتي. اتمنى ان تحقق هذه الانتخابات الاستقرار للعراق حيث سيكون بامكاني العودة الى بلدي".



التغيير الذي طال قانون الجنسية العراقية والذي سمح بالتصويت للمنحدرين من ام او اب عراقي كان له الاثر الكبير حيث لولاه لما وطئت اقدام الكثيرين ارض العراق.



غادرت انجيلا الاليوي،28، العراق من صغرها، لكنها لا تزال تعتقد ان التصويت امر مهم.



وقالت" من الضروري ان يشارك كل عراقي في هذه الانتخابات ليس من اجلنا فقط بل من اجل مستقبل اطفالنا. يقول البعض لماذا نصوت اذا كنا لا نستفيد من ذلك، اذا لم اغتنم هذه الفرصة، فمن سيغتنمها اذن".



دانيال ترلنك: معهد صحافة الحرب والسلام
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists