بارقة الامل التي انتظرتها بغداد طويلا
خفقت قلوب اهالي بغداد بفتح احد الشوارع التي كانت يوما ما مكتظة بهم، والتي اغلقت مباشرة بعد انتشار موجة العنف في العاصمة.
بارقة الامل التي انتظرتها بغداد طويلا
خفقت قلوب اهالي بغداد بفتح احد الشوارع التي كانت يوما ما مكتظة بهم، والتي اغلقت مباشرة بعد انتشار موجة العنف في العاصمة.
اضطر حسن لاغلاق مطعمه بعد الغزو الذي قادته امريكا عام 2003 ، حيث منعت القوات الامريكية مرور الناس من ذلك الشارع.
اخبر عبد،37، مراسلنا بان "الظروف – هنا - قد تغيرت بشكل ملحوظ بعد سقوط النظام. لم يعد احد يأتي لقضاء وقت ممتع في هذا الشارع".
اغلق الشارع الممتد بطول عدة كيلو مترات والذي يحتوي على المطاعم والكازينوهات والمتنزهات بعد سلسلة الانفجارات التي حدثت فيه.
لهذا الشارع – الذي اخذ اسمه من الشاعر ابو نؤاس الذي عاش في القرن الثامن- مكانة خاصة لدى البغداديين حيث انه مشهور بالسمك المسكوف الذي يشوى على الحطب، والذي يعتبر من عوامل الجذب التي تشتهر به المدينة.
تم في الاسبوع الماضي اعادة فتح شارع ابو نؤاس للمواطنين والزائرين كي يتجمعوا على ارصفته، حيث كان رئيس الوزراء نوري المالكي اول من فعل ذلك.
افتتاح الشارع يعني زيادة الامل في بغداد بانتهاء العنف الذي مزق العاصمة .
تقول وزارة الدفاع ان حوادث العنف قد انخفضت الى نسبة 70% منذ شهر شباط، حيث اعاد ذلك بعضا من ملامح الحياة الطبيعية.
تأثرت الحياة الثقافية والاجتماعية كثيرا جراء العنف. فمع بقاء بعض الاماكن العامة مفتوحة، والخطر ينتشر في كل زاوية، كان الاهالي نادرا ما يغادرون بيوتهم مما جلب لهم الضجر والوحدة.
قال محمود الفضلي الناطق الرسمي لامانة بغداد "كان من المهم اعادة فتح شارع ابو نواس والمتنزهات فيه بعد تحسن الوضع الامني. الناس بانتظار الامل واخذ فرصة للتنفس والترويح عن انفسهم".
واضاف بأن الحكومة بصدد اعادة تأهيل وفتح اماكن عامة اخرى.
رغم قلقه من ان الاجراءات الامنية المشددة في المدينة ستحد من تدفق الناس على شارع ابو نواس، الا ان عبد يأمل بأن انحسار العنف سيساعد في اعادة ازدهار عمله.
قد يستغرق المرور من خلال نقطة السيطرة المقامة عند اول الشارع 30 دقيقة، ولا يسمح بمرور المركبات الى الشارع لان المسؤولين العسكريين يقولون بأن السيارات المفخخة لا زالت تشكل خطرا.
معظم الذين يترددون على الشارع بعد اعادة فتحه هم من ابناء المناطق القريبة حيث لا يفضل الكثير منهم البقاء لساعات متأخرة فيه.
قال فاضل العبيدي،50، يعمل حارسا في احدى العمارات قرب ابو نواس انه متفائل رغم كل شيء.
واضاف "اتوقع ان تعود الحياة لهذا الشارع كما كانت سابقا. لقد تحسن الوضع الامني والمنطقة محمية بشكل جيد وهذا ما سيشجع الناس للعودة الى الشارع".
يبدو ان الاطفال – الذين لم يذهبو الى المتنزهات منذ شهور بسبب عدم الاستقرار في العاصمة – متمتعون بشكل كبير في هذا المكان العام.
قال علي رياض،9، "انا سعيد باللعب مع اصدقائي قريبا من بيتنا".
يرى فاضل ان اعادة فتح الشارع سيرفع من معنويات الناس حيث سيعتقدون بأن الزمن السيء صار خلف ظهورهم.
واردف قائلا "اعتدنا على السهر والتمتع في شارع ابو نواس لحد الفجر. اشتاق لزيارة الشارع الذي لي فيه ذكريات لا تنسى".