تعززت كردستان بتدفق الاكاديميين العرب اليه

تلقى التعليم العالي في بغداد وبقية المدن المضطربة ضربة قاسية بسبب هجرة الاساتذة والمحاضرين الى الشمال الكردي لتفادي العنف الطائفي

تعززت كردستان بتدفق الاكاديميين العرب اليه

تلقى التعليم العالي في بغداد وبقية المدن المضطربة ضربة قاسية بسبب هجرة الاساتذة والمحاضرين الى الشمال الكردي لتفادي العنف الطائفي

Wednesday, 31 January, 2007
50، شيعي، تدريس مادة الهندسة في الجامعة التكنولوجية، لكنه بعد ذلك و في يوم ما استلم رسائل تهديد من المتطرفين السنة الذين يسيطرون على منطقة حي الجامعة ذات الاغلبية السنية.



قال الاستاذ المحاضر الذي قتل المتطرفون اثنان من زملائه" لا استطيع بعد الان ان اعمل او اعيش هنا." قرر ان يترك العاصمة الى السليمانية في كردستان العراق حيث يعمل الان بالتدريس في جامعة السليمانية هناك.



الحياة الاكاديمية في بغداد وبقية المدن المضطربة قد توقفت تقريبا بسبب هجرة الكادر الاكاديمي اما الى الخارج او الى المحافظات الاكثر امنا-هناك 200 استاذا واستاذا مساعدا ترك العاصمة الى المنطقة الكردية في الشمال التي تتمتع بهدوء نسبي.



يبدو ان المسلحين اعلنوا حربا على النخب التربوية والتعليمية في البلد- تم اغتيال 280 استاذا واكاديميا منذ الاطاحة بصدام في نيسان عام 2003. كان هناك الكثير من الضحايا هذا الاسبوع، حيث هاجم المسلحون الجامعة المستنصرية وقتلوا 70 طالبا ومنتسبا في الاقل وجرحوا 138 اخرين في واحدة من اعنف موجات العنف في هذا العام.



في تشرين الاول الماضي، اعلن المسلحون انهم سيستهدفون الطلبة والاساتذة اذا استمروا بالدوام في الكليات. وبعد اسابيع، قل عدد الطلبة المداومين بشكل دراماتيكي. وبالتدريج، ورغم ان البعض صار يواظب على الدوام، الا ان الهجمات والتهديدات لم تتوقف.



في تشرين الثاني الماضي، تم اغتيال عميد كلية الادارة والاقتصاد. وبعد ذلك بايام قليلة، تم اختطاف عددا من منتسبي وزارة التعليم العالي في وضح النهار من قبل مسلحين يرتدون ملابس قوات تابعة لوزارة الداخلية.



استمرت الجامعات مفتوحة الابواب، لكنها ظلت مهجورة بشكل او باخر. رغم ان هناك جيش وشرطة تقوم بحماية حرم الجامعات، الا ان الطلبة والمنتسبين يشعرون انهم طرائد سهلة للمسلحين عند خروجهم منها.



استأجر عبد الوهاب بيتا لعائلته في السليمانية ويقول انه استقر هناك، "احس بالراحة بالعمل هنا. الزملاء يثقون بي والعلاقات بين الاساتذة العرب والاكراد رائعة".



بعض الكليات في بغداد على شفا الاغلاق لأن تقريبا كل الاساتذة قد تركوها. تقلص عدد الكادر في كلية الصيدلة من 12 موظفا الى اثنين فقط، وتم تعويض الفرق من الخريجين الجدد.



ظلت جامعة صلاح الدين في اربيل لسنين عديدة هي الجامعة الوحيدة في الجزء الشمالي من البلاد. وبعد الانتفاضة الكردية في مارس 1991، حيث حصلت محافظات السليمانية واربيل ودهوك على شبه أستقلال ذاتي، تم افتتاح جامعتين جديدتين في دهوك والسليمانية.



اعتمدت الجامعات الكردية بشكل اساس على الكادر الاكاديمي الكردي المحلي والمغترب لانها لم يكن لها علاقات مع بقية جامعات العراق.



بعد 2003، انعش اعادة توزيع الاساتذة الحياة الاكاديمية هناك، مما حدى بالسلطات التعليمية الكردية بتوسيع العديد من الكليات لمواجهة تزايد الطلب المحلي على التعليم العالي.



قال عميد كلية الادارة والاقتصاد اراس دارتاش"لو لم يأت هؤلاء الاساتذة العرب، فان التعليم في جامعة السليمانية كان سيواجه متاعب ومشاكل." في هذه الكلية فقط، هناك 11 استاذا واستاذا مساعدا جاءوا من وسط وجنوب العراق.



وقال انهم شكلوا عونا كبيرا خاصة بالاشراف على طلبة الماجستير والدكتوراه.



تسعى حكومة اقليم كردستان لتشجيع الاساتذة العرب وجذبهم هناك من خلال تقديم اغراءات وحوافز مالية لهم. يحصل الاساتذة على مخصصات مقدارها 300،000 دينار عراقي وهو ما يعادل 200 دولارا امريكيا ، بينما يحصل الذين يجلبون عوائلهم على 500،000 دينارا اضافيا كمخصصات سكن.



لكن هناك جانب سلبي لهذه الموجة، ليس المشكلة الواضحة التي يعاني منها التعليم العالي في بقية اجزاء البلاد.



الكثير من الطلبة الاكراد لا يفهمون اللغة العربية لانهم وخلال الاستقلال في التسعينيات، درس الكثير منهم باللغة الكردية فقط.



فشل اريان قادر طالب كلية الادارة والاقتصاد في احد المواد التي درسها احد الاساتذة العرب. وقال " نعرف خبرة هؤلاء الاساتذة، لكننا لا نفهم عليهم لانهم يدرسون باللغة العربية".



يدافع دارتاش عن توظيف الاساتذة العرب ويصر على ان البعض من الطلبة يعاني مشاكل اللغة وسيصار الى حل ذلك باستخدام مترجمين لمساعدتهم. الكليات الاخرى تغلبت على تلك المشكلة بالتدريس باللغة الانكليزية.



ليست اللغة فقط هي مصدر المشكلة. يشكو سركوت خضر، طالب طب الاسنان" بعض الاساتذة العرب يثير قضايا سياسية وطائفية تؤذي احاسيس ومشاعر الطلبة الاكراد". يتذكر الجدل الذي دار مع احد الاساتذة حول محاكمة صدام والتي وصفها الاستاذ بغير العادلة- مما اثار حفيظة الطلبة الاكراد الذين ينحدرون من عوائل كانت ضحايا حملة صدام ضد الاكراد.



عموما، يتفق الكثير هنا ان استخدام الاساتذة العرب له من الفوائد اكثر من المساويء بالنسبة للتعليم العالي في اقليم كردستان. يثمن معاون عميد كلية طب الاسنان في السليمانية فريدون محي الدين اداء ومهارة ال 12 استاذا عربيا بالقول "انهم ذو فائدة كبيرة" مشيرا الى انهم ملئو الفجوة ونقص الخبرات.



بالنسبة لطلبة بغداد، تعتبر هجرة الاساتذة كارثة حقيقية. لان الذين رحلوا حل مكانهم اساتذة من الخريجين الجدد الذين لا يملكون الخبرة- و الان لا يوجد كادر متقدم من الاساتذة للاشراف على طلبة الماجستير والدكتوراه.



قال اياد عبد الله، احد طلبة الماجستير في كلية العلوم في جامعة بغداد ان ثلاثة مشرفين تقادموا عليه." الاول كان رئيس قسم البايولوجي والذي تم اغتياله. والثاني انتقل الى جامعة اربيل. انها خسارة حقيقية وكبيرة للخبرات العلمية".



زينب ناجي وفرمان عبد الرحمن: مراسلو معهد صحافة الحرب والسلام (IWPR) في العراق.
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists