جسر الأئمة يواءم السنة و الشيعة مرة أخرى

رحب الجيران السنة والشيعة بإعادة افتتاح الجسر الرمزي بعد التدافع سيء الصيت الذي وقع في العام 2005.

جسر الأئمة يواءم السنة و الشيعة مرة أخرى

رحب الجيران السنة والشيعة بإعادة افتتاح الجسر الرمزي بعد التدافع سيء الصيت الذي وقع في العام 2005.

1000 شخص في يوم واحد من شهر آب من العام 2005.



أغلق جسر الأئمة في بغداد عقب انهيار موكب ديني و تحوله الى تدافع، أثارته شائعات عن وجود انتحاري بين الحشود الزائرة.



سُحق المئات من الزوار وسقط آخرون إلى حتفهم غرقا في نهر دجلة الواقع تحتهم.



في وقت سابق من هذا الشهر، أعيد افتتاح الجسر للمشاة، موصلا مرة أخرى حي الأعظمية ذان الغالبية السنية بالكاظمية ذات الغالبية الشيعية.



بالنسبة لجاسم البالغ من العمر 30 عاما، وهو تاجر يسكن حي الأعظمية إلا أنه قضى معظم طفولته في الكاظمية، فإن إحياء الصلة تظهر أن الحياة في العاصمة تعود إلى طبيعتها.



وقال "لقد تحسن الوضع الأمني". وأضاف أن "ثقافة السلاح والطائفية آخذة في الاختفاء".



كان غلق الجسر بالنسبة لجاسم يمثل الصراع الطائفي الذي أدى إلى مقتل الآلاف في بغداد- بضمنهم شقيقه الذي قتل في العام 2007.



ذكر جاسم أن "الجسر كان مهجورا وأن الحيين الذين تفصلهما بضعة أمتار ظَهَرا وكأنهما دولتين منفصلتين".



أواصر حسن الجيرة



كان تدافع جسر الأئمة كان الحادث الأكثر دموية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العام 2003.



لقد كانت المواكب الشيعية المتوجهة إلى ضريح الإمام موسى الكاظم، أُستهدفت في وقت سابق من نفس اليوم بقذائف الهاون، مما أسفر عن مقتل 16 شخصا. إن الخوف من هجوم آخر مشابه صعّد من حالة الذعر الذي إنتشر و أدى الى التدافع.



ادعى زعيم القاعدة في العراق في ذلك الوقت، أبو مصعب الزرقاوي أنه تسبب في وقوع الحادث. وكان المسلح الأردني المولد يُعرف بحث أتباعه من السنة على مهاجمة الشيعة العراقيين، الذين كان يصفهم بالمرتدين وحلفاء الأمريكيين.



قتل الزرقاوي في غارة أمريكية في العام 2006. في الآونة الأخيرة، يبدو أن الصراع الطائفي في العراق قد تراجع- نتيجة لزيادة عديد القوات الأمريكية، وتمكين الجماعات السنية المسلحة المعارضة للقاعدة، إضافة إلى قرار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بإيقاف الهجمات التي تنفذها الميليشيا التابعة له على القوات العراقية والأمريكية.



قال جواد محسن، وهو موظف في المجلس المحلي بالكاظمية، إن إعادة افتتاح جسر الأئمة يظهر أن بغداد مستعدة للمصالحة.



وقال لمعهد صحافة الحرب والسلام بينما كان يحضر مراسيم إعادة افتتاح الجسر أن "العزل الطائفي الذي فرض على بغداد بدأ يتبدد بصورة تدريجية". وأضاف أن "أفراد الطائفتين سئموا من المتشددين وهم يفضلون أن يعيشوا حياة عادية، كما كان الحال من قبل".



وتذكر محسن البالغ من العمر 44 عاما كيف كان سكان الكاظمية كثيرا ما يذهبون إلى الأعظمية للتمتع بمقاهيها و حتى لشرب الكحول في بعض الأحيان.



وقال إن "سكان الأعظمية معرفون بكونهم علمانيين ومضيافين".



ذكر محسن أن التوترات بين المجتمعين المتجاورين أذكيت بقدوم المسلحين من أماكن أخرى من المدينة".



ويقول كانت هناك مقاتلين شيعة من مدينة الصدر وحي الشعلة في الكاظمية، بينما كانت هناك مسلحين من العامرية وحي العامل في الأعظمية.



إجراءات حساسة من قبل الشرطة



قال القائد الأعلى للجيش العراقي في بغداد الفريق الأول عبود كنبر إن تحسن الوضع الأمني خلال السنة الماضية جعل من الممكن إعادة فتح الجسر.



كما إنه أشاد بالحيين الشيعي والسني على جانبي الجسر لحرصهما على التمازج مرة أخرى مع بعضهما البعض.



وذكر كنبر أن "الجسر [المعاد افتتاحه] يرسل رسالة هامة إلى المتطرفين: إنهم فشلوا في تقسيم أهم منطقتين في بغداد".



كانت الأعظمية والكاظمية ربطتا قبل الحرب العالمية الثانية بجسر "عائم" مدعم بقوارب.



وتم تفكيك العوامة خلال الحرب. في العام 1957، قامت شركة بريطانية بتشييد جسر الأئمة الجديد. وتم تجديده لإعادة افتتاحه مؤَخرا، كما أُقيمت نقاط تفتيش في كلا طرفيه.



وقال رائد في الجيش العراقي، فضل عدم الكشف عن أسمه، لمعهد صحافة الحرب والسلام إن الإجراءات الأمنية المشددة كانت ضرورية مادام بقي الجسر هدفا للهجوم.



وأضاف الرائد "نحن هنا لإستعادة ثقة الناس بالجسر".



تلقت القوات الأمنية تعليمات بعدم التحقق من الوثائق الرسمية لجميع المارة ما لم يكن لديها سبب وجيه لذلك- فلا تزال الهوية مسألة حساسة في المنطقة.



شريان تجاري



أعرب زعماء محليون عن تفاؤلهم في إعادة افتتاح الجسر.



وذكر صباح العبيدي، رئيس مجلس شيوخ الأعظمية، أن "هناك روابط عائلية بين المنطقتين من الصعب إلغائها بمجرد متطرفين بعمليات القتل".



قال الشيخ عبد الستار الأعظمي إن مسجد الإمام أبو حنيفة النعمان في الأعظمية، إن وفاة عدد كبير من الشيعة في التدافع كان يمكن أن يثير صراع طائفي.



لكن إن إعلان الزرقاوي، يقول الأعظمي، مسؤوليته عن الحادث منع فعلاً هذا عن طريق الكشف عن أن التدافع هو من عمل القاعدة.



يقول إلإمام، إن إفتتاح الجسر هو خطوة أولى لما سماه بـ "التآخي العراقي".



أن الأعمال التجارية في كلا الجانبين صدى لحماس رجل الدين المذكور آنفاً، مع آمال في أن إعادة فتح الجسر سوف يحي الروابط التجارية.



قال علي المحمداوي، وهو صاحب محل لبيع الألبسة النسائية و العطور في الكاظمية إن سكان الأعظمية الأغنياء اعتادوا على التسوق والإستثمار في هذا الحي.



يقول عمر علوان، وهو صاحب متجر كبير لبيع الألبسة النسائية و الرجالية في الأعظمية إنه اضطر الى إغلاق محله بسبب إغلاق الجسر.



وذكر أن "أهالي الكاظمية يأتون دائما إلى الأعظمية لشراء السلع التي تحمل أفضل العلامات التجارية".



وقال أمجد البصام، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، إن جسر الأئمة وضع ماضيه الدامي خلفه.



وأفاد أن "إعادة افتتاح الجسر يعني أنه لا يوجد أي تفرقة بين أبناء الوطن الواحد".



وأضاف "نحن جميعاً عراقيون وعشنا في هذا البلد لقرون".



يعكس اسم الجسر الرسمي حلا وسطا بين الطائفتين المتجاورتين.



اتخذت مدينتا الأعظمية والكاظمية إسميهما من المقامين المقدسين لدى السنة والشيعة على التوالي.



أراد السنة في بادئ الأمر تسمية الجسر الأعظم بسبب قربه من ضريح الإمام أبو حنيفة النعمان، الذي يعرف أيضا بالإمام الأعظم. أصر الشيعة على أن يتم تسمية الجسر الكاظم بسبب أنه قريب من ضريح الإمام الكاظم.



اتفقوا في النهاية على أن يدعوه بجسر الأئمة.



شوكت البياتي، صحفي تدرب في معهد صحافة الحرب والسلام- بغداد.
Iraqi Kurdistan, Iraq
Frontline Updates
Support local journalists