النسوة القياديات في بغداد: نضال من اجل التعليم وحقوق المرأة

تقول عضوات مجلس المحافظة بأن المدارس والأطفال يعدون أولوية قصوى

النسوة القياديات في بغداد: نضال من اجل التعليم وحقوق المرأة

تقول عضوات مجلس المحافظة بأن المدارس والأطفال يعدون أولوية قصوى

Tuesday, 22 September, 2009
"مهدية عبد الحسين" إزاء النظام المعتمد في مدارس بغداد دفعها للترشيح إلى مجلس المحافظة، حيث تسعى إلى جانب عضوات أخريات للنهوض بواقع التعليم وقضايا الأطفال.



عبد الحسين، التي تمتلك خلفية في التعليم، قالت إن مهمتها الأساسية هي تحسين نوع المدارس التي تهدمت بسبب الحرب ومنح المعلمين والطلبة مزيد من الدعم.



وهي ترى بأن "هناك العديد من الثغرات في المنهج التعليمي والتي تؤثر على التعليم والطلبة".



ويشارك عبد الحسين رغبتها في إصلاح التعليم، أغلب النساء الـ11 في مجلس محافظة بغداد المتكون من 57 عضوا واللاتي عمل معظمهن كمعلمات قبل أن ينتقلن إلى السياسة.



في مقابلة لمعهد صحافة الحرب والسلام، عقب انتخاب المجلس المحلي للعاصمة في شهر شباط، ذكرت بعض عضوات مجلس المحافظة من مختلف الأحزاب السياسية بأنهن يتشاركن العديد من الأهداف ذاتها، بضمنها تطوير التعليم وممارسة الضغط للحصول على نوعية حياة أفضل للأطفال والنساء بالنسبة لدوائرهن الانتخابية.



تقول عبد الحسين، التي تعمل في لجنة التعليم والمجتمع المدني في المجلس، بأن ما تقلقها على وجه الخصوص هو المناهج القديمة في التعليم و نسب الإنقطاع عن التعليم و تدهور نوعيته بغداد.



وطبقا لتقرير صدر عن مجلس محافظة بغداد في العام 2007، فإن 13% من طلبة المدارس الثانوية في المحافظة انقطعوا عن الدوام، و12% من الأطفال لم يكملوا أصلا تعليمهم الابتدائي.



وكان نظام التعليم في العراق قد عانى لسنوات عديدة من الحرب والعقوبات الاقتصادية. حيث لا تمتلك بغداد مدارس كافية، ونسبة المعلمين والطلاب فيها عالية، كما ان الطلبة يدرسون فيها بأوضاع يرثى لها حسب قول عضوات مجلس محافظة بغداد لمعهد صحافة الحرب والسلام.



نسرين هادي جواد، وهي مدرسة لمادة اللغة العربية واصغر عضوة في مجلس المحافظة، تقول بأنها صُدمت لدى معرفتها بأن بعض المدارس لديها (حصص تنظيف) حيث يعمل الطلبة خلالها أثناء ساعات الدوام كمنظفين.



"يحدث ذلك في العديد من المدارس لأنهم لا يمتلكون كادر للتنظيف نظرا لقصور في ميزانية الرواتب،" تضيف جواد وهي تقول "أريد أن اسأل المسؤولين عن ذلك: لماذا يُثقل كاهل الطفل!"



وترى جواد، البالغة من العمر 32، بأن حصص التنظيف تشكل "علامات خطر" على تدهور التعليم. تقول جواد التي تصف نفسها بـ"بطلة الطبقات الفقيرة" بان واحدة من أول مهامها هو رفع النفايات في مدينة الشعلة، وهو حي فقير حيث تعيش جواد.



وجواد، بصفتها معلمة، قالت انها على دراية بالقصور في المدارس. حيث زارت العديد منها في بغداد واكتشفت بان بعضها لا تملك معلمين مختصين بمواد أساسية كاللغة الانكليزية والرياضيات.



أما البنى التحتية المتداعية للتعليم فهي قضية أخرى و التي تعهدت عضوات مجلس المحافظة بمعالجتها. فالعديد من المدارس والكليات تفتقر إلى الماء والكهرباء، وقد أهملت البنايات أو تضررت بسبب العنف.



وتواج المدارس صعوبة في استيعاب الزحام الحاصل حيث يزداد عدد الطلبة في بغداد مع نمو السكان، مشكلين ضغطا متزايدا على الأبنية البائسة.



ففي تقريره لعام 2007 جعل مجلس المحافظة من الأبنية واعمار المدارس من أولوياته في مجال التعليم، إلا انه لم يحدث سوى تقدم بسيط.



تقول باسمة عبد الأمير، عضوة مجلس محافظة حاليا ومشرفة مدرسة سابقا، "النوعية والبنى التحتية للمدارس في عدة اماكن من محافظة بغداد لا تمتلك المعايير الصحية المطلوبة. فمعظمها متداعية وبحاجة الى الصيانة والتصليح".



وتضيف "يؤسفني أن أقول بان معظم المدارس هي في حالة خراب بسبب الحروب وموجة العنف الأخيرة".



كما تقول عبد الحسين بأنها دعت إلى تحسين الخدمات والأمن في المدارس خلال فترة الامتحانات النهائية، بضمنها ضمان الكهرباء لمدة ثلاث ساعات وتوفير النقل والماء الصالح للشرب للطلبة.



أما إيمان البرزنجي، بروفيسورة في مادة تأريخ أوروبا في جامعة بغداد، تقول بأن التعليم العالي يواجه مشاكل مشابهة. حيث تجذب جامعات العاصمة بغداد طلابا من مختلف المحافظات الاخرى و يكونون مجبرين للعيش في أقسام رديئة تفتقر للخدمات.



وتقول الخزرجي بأنها اقترحت اخذ الضرائب من زوار العتبات المقدسة في العراق، وهي مصدر البلاد الرئيسي للسياحة، لاستخدامها في رفع نوعية حياة الطلبة.



وعلى الرغم من جهود النسوة وانجازاتهن الوظيفية، فقد كان عليهن النضال لكسب المكانة في السياسة، كما في أماكن عملهن. فالبعض منهم تم صرفهن لعدم الكفاءة لأنهن تسلمن السلطة تحت نظام الكوتا والذي كان من المفترض أن يخصص نسبة 25% من المقاعد للمرشحات.



وفي الواقع فإن 11 فقط من أصل 57 مقعدا، أي ما يعادل 20% من المقاعد خصصت للنساء.



تقول البرزنجي "لا يستطيع المجتمع العراقي تقبل دور المرأة في السياسة، فهم في الحقيقة مازالوا يظنون بان الناس تسعى للمقاعد لكسب المزيد من المال فقط"، وأضافت، "اذا كان الرجال يواجهون هذا الكم من المصاعب في عالم السياسة، فتصوروا ما الذي تواجهه المرأة!".



ندى شكر، متدربة في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists