اوقات عصيبة تمر بالطلاب.

تدمير مساكن الطلبة يعلق عملية تعليم النساء.

اوقات عصيبة تمر بالطلاب.

تدمير مساكن الطلبة يعلق عملية تعليم النساء.

Tuesday, 22 February, 2005

تعيش سيماء حسون, البالغة من العمر 19 عاما, مع عشرة شابات اخريات في احدى الغرف القليلة التي نجت من عمليات حرق القسم الداخلي للطالبات في معهد الادارة/الرصافة في بغداد.


ان ما يقارب ثلاثة ارباع الطالبات البالغ عددهن 50 طالبة في قسمها الداخلي تركن دراستهن بعد ان نُهبت مساكنهن ابان الفوضى التي اعقبت انهيار النظام السابق. اما الباقيات فيجب عليهن لاكمال تعليمهن ان يفترشن بطانيات على الارض وان يطبخن على طباخ نفطي .


وبحسب تقدير وزارة التعليم العالي فان90% من الاقسام الداخلية في عموم القطر-والتي كانت في السابق تؤوي ما يقارب 30000 طالبا-قد تم تدميرها.


حتى الان, وُظفت معظم الاموال التي تعهدت بها الولايات المتحدة والدول الاخرى لاعمار عراق ما بعد الحرب لاسترجاع صناعة الكهرباء وبقية مكونات البنى التحتية.


اما بقية الاموال فقد وُظفت لدفع رواتب موظفي الحكومة ولتشغيل المستشفيات والمدارس.


مع ذلك, فان شحة الاموال تعني ان العمل على استعادة الخدمات الاخرى لم يبدا بعد.


يقول مسؤولون في وزارة التعليم العالي ان اغلبية ساكني الاقسام الداخلية كانوا من الطالبات القادمات من محافظات العراق الاقل تطورا واللواتي ارسلهن آباؤهن الى العاصمة لاستغلال فرص التعلم غير المتوفرة في محافظاتهن.


تنحدر سيماء حسون من مدينة الناصرية الواقعة في المنطقة الجنوبية الفقيرة وذات الاغلبية الشيعية.


لقد انتقلت الى بغداد لدراسة هندسة الحاسبات- وهو تخصص متوفر فقط في الكلية التقنية الادارية.


وقالت,"انه مستقبلي. ولا اكترث لما يجب علي فعله [لاكمال دراستي]".


وجدت بعض الطالبات سكنا بديلا. تعيش سجى حسين, البالغة من العمر 23 عاما والقادمة من مدينة الكوت الجنوبية, مع ثلاث طالبات اخريات في شقة اجرتها من احد اقاربها في ضاحية بغداد الجديدة التي تقع على بعد عشرة كيلومترات من جامعة بغداد.


يتناوب الرجال من أقاربها على حراسة الشقة, لكن معدلات الجريمة العالية في بغداد الجديدة تعني انهن لايجرأن على مغادرة المسكن بعد حلول الظلام.


ان عدم توفر السكن اضطر والد جنان علي, البالغة من العمر 29 عاما, الى اجبارها على ترك دراسة الهندسة في جامعة الانبار غرب العراق والتي تبعد حوالي300 كيلومتر عن منزلها في محافظة بابل جنوب العراق.


يخطط والدها لنقلها الى جامعة بغداد لكن يجب عليها في هذه الحالة ان تقطع الطريق من بابل لمدة اربع ساعات يوميا في سيارات النقل العام المزدحمة. قالت,"انها مشكلة بالنسبة لي لانني فتاة ولا استطيع النزول الى الشوارع مع وجود العديد من الفتيان."


لذا يجب على والد هيفاء محمد واخوتها ان يتركوا المخزن الذي يديرونه في مدينة الحلة في محافظة بابل لايصالها الى المدرسة كل يوم.قا لت هيفاء "نحن نعاني من المسافة الطويلة ومن اخطار السفر."


كثيرا ما يشاهد حطام السيارات على الطريق , انهم ضحايا امطار الشتاء التي تودي بحياة الكثير من الركاب المسافرين على الطرق السريعة الزلقة والمعبدة بشكل سيئ.


في غضون ذلك يقول المسؤولون في وزارة التعليم انهم يفتقرون الى الموارد لبناء مساكن الطلبة.


مثل كل المباني العامة في البلد, نُهبت الاقسام الداخلية في العراق- بعد ان هجرها الطلاب الذين فروا الى منازلهم في الايام الاولى من الحرب- ابان موجة الفوضى التي اعقبت انهيار النظام السابق.


قال حسين علي الذي يسكن بجوار جامعة بغداد,"بعد ان دخلت القوات الاميركية المدينة, رايت مواطنين يكسرون الابواب وياخذون كل الاثاث. ثم اضرموا النار في الاقسام الداخلية."


بعض الاقسام الداخلية التي لم يتم نهبها بالكامل, والتي يمكن استخدامها - مثل الاقسام الداخلية التابعة لمعهد التدريب النفطي في مركز مدينة بغداد-قد استحوذت عليها قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة.


يقول عبد الرحمن حامد الحسيني, رئيس دائرة الاشراف والتقييم في وزارة التعليم العالي, ان بقية الاقسام الداخلية فقد أُحتلت من قبل عامة الناس. لقد حصلت الوزارة على امر بالتخلية لكن الناس تحدوا ذلك الامر .


يقول الحسيني انه ناشد مجلس الحكم طالبا المساعدة- اما من خلال التاكد من تنفيذ امر التخلية او الحصول على تمويل لترميم الاقسام الداخلية المنهوبة او تحويل مراكز الشباب والمباني العسكرية الفارغة إلى اقسام داخلية.


يامل الحسيني ان الـ 33 مليار دولار التي تعهدت بها الدول المانحة في مؤتمر مدريد في تشرين الاول لاعادة اعمار العراق تعني ان الاموال ستكون متوفرة قريبا. كما قال," ستمكننا الاموال من حل مشكلة ذات اهمية قصوى تؤثر على النساء اكثر من الرجال."


علي الخياط متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام.


Iraq
Frontline Updates
Support local journalists