'الصداميون الصغار' مازالو احرارا

بقلم: سلام جهاد في بغداد(تقرير الازمة العراقية المرقم 40 ,الجزء الثا لث, 17/12/2003 )

'الصداميون الصغار' مازالو احرارا

بقلم: سلام جهاد في بغداد(تقرير الازمة العراقية المرقم 40 ,الجزء الثا لث, 17/12/2003 )

Tuesday, 22 February, 2005

وصلتني قبل ثلاثة ايام رسالة تهديد بالقتل من قبل مسؤول المنطقة الحزبي,والذي كان مسؤولا عن منطقتنا ضمن قاطع بغداد.


لم يكن التهديد مباشرا لان البعثيين مختبئين,بل جاء عبر ابنته التي أخبرت جارنا المشترك والذي اخبر بدوره آخي الصغير. كانت الرسالة تطالبني بوقف العمل مع الأمريكان وإلا فان الموت بانتظاري.


انا لااعمل مع الامريكان, لكنني اتكلم كثيرا وبصوت مسموع معلنا حجم حقدي وكرهي للبعث.لقد تمت مداهمة بيت هذا البعثي عدة مرات لانه مكروه من قبل اهل المنطقة. وهذا باعتقادي ماقاده الى استنتاج خاطيء حولي.


واخر مرة شاهدته فيها كانت بعد سقوط بغداد حيث كان مرتديا الزي العربي استعدادا للهرب.


لقد رايته قبل اخر مرة اثناء الحرب. لقد جاء مسرعا الى المنطقة حاملا بندقيته ومرتديا درع الذخيرة على صدره وهو يصرخ بان طيارا امريكيا قفز من طيارته وسقط في منطقتنا, ثم قام بحرق اكوام القصب لارغام الطيار على الخروج من مخباه. اتضح بعد ذلك ان الامر لم يكن سوى دعاية لااساس لها مكن الصحة.


لم اعر التهديد اهتماما ,انه شخص ضعيف يظهر ويختفي سرا لزيارة عائلته. واوكد هنا انه مكروه من قبل الجميع هنا. وان فكر في ملاحقتي , فهو الذي سيكون في خطر ولست انا. اعتقد انه عمد الى مثل تلك التهديدات بسبب ضعفه_انها تمثل الفرصة الاخيرة لاستعراض العضلات_.


ان تلك الاعمال لا تمثل سوى عودة الكابوس الذي تخلصنا منه حيث كان هذا البعثي وامثاله يتحكمون بمصائر حياتنا وموتنا.


لازلت اذكربوضوح تلك الحادثة التي حصلت اثناء الحرب. كنت في العمل حين مرت سيارة شرطة مسرعة والضابط داخلها يصرخ بان الامريكان قد نزلوا في شوارع بغداد. فكرت ان اخبر المسؤلين في المنطقة عن ذلك. ذهبت مع صديقي واخبرت ضابط المخابرات الذي قال بحنق" يجب ان تاتوا معي" . لم يصدق اول الامر ان الضابط هو الذي ارسلنا. لقد بقينا ننتظر هناك اكثر من خمسة ساعات وخشينا ان يطلق علينا الرصاص بتهمة ترويج الاشاعات. اخيرا اطلقنا ناصحا ايانا عدم ترويج الاشاعة .


انا لاا حمل شيئا ضد البعثيين الذين اضطروا الى ذلك من اجل لقمة العيش. لقد كان رئيسي في العمل مسؤولا بعثيا كبيرا , الا ان جميع العمال يحبونه ويحترمونه. تكفي درجته الحزبية لطرده من الوظيفة في حملة اجتثاث البعث. المسؤول الثاني الذي يدير امور العمل الان هوعقائدي. قبل الحرب كان يمنع علينا الاجازات خشية ان نسافر خارج العراق ولا نعود. كان يقول دوما " امنع الاجازات عنكم لان الكثير يستغلها ويسافر الى الخارج. اننا نواجه تهديدا امريكيا, لذا عليكم عدم مغادرة البلد". ان هذا الرجل لا زال في موقع المسؤولية.


بعثيون اخرون كانوا يعملون بمنتهى الانسانية. والد احد اصدقائي لم يخبر عن اي من الهاربين من الخدمة العسكرية ولا عن مروجي الاشاعات. كان بالامكان التحدث بسوء عن صدام امامه مباشرة دون خوف منه. انه الان يقضي معظم الوقت في الكازينو يلعب الدومينو دون خوف من احد لان اهل المنطقة لا يفكرون في ايذائه .


اننا لم نتخلص من الخوف بشكل نهائي. قبض الامريكان على صدام الكبير, الا ان اكثر من صدام صغير لازال يعيش بيننا.


Iraq
Frontline Updates
Support local journalists