الموصل غدتْ مأوى لِنازحي تلعفر
أستجدَ نزوح أهالي تلعفر مرةً ثانية على أثر الهجوم الأمريكي، وبدتْ الحياة صعبةً بالنسبة لسُكان تلعفر الذين يتكلون على عطف الغرباء من جديد.
الموصل غدتْ مأوى لِنازحي تلعفر
أستجدَ نزوح أهالي تلعفر مرةً ثانية على أثر الهجوم الأمريكي، وبدتْ الحياة صعبةً بالنسبة لسُكان تلعفر الذين يتكلون على عطف الغرباء من جديد.
على أثر قتال استهدفَ مدينة تلعفر الواقعة في شمال العراق تدفقتْ العوائل النازحة متجهةً نحو مدينة الموصل حيثُ وجدتْ لنفسها مأوى في منازل أهالي الموصل المُكتظة بسكانها غير أنهم يواجهون شحة في المواد الغذائية و المُستلزمات الطبية.
أشار الأستاذ الجامعي حسن جاسم الذي تطوع بعملية توزيع المساعدات لهذه العوائل بالقول "تسكنُ غالبية العوائل النازحة في وضع ٍ غير صحي و غير أنساني فضلاً عن عدم توفر فُرص عمل لهم هنا ، وأنقطاع الحصة التموينية عنهم منذ أشهر وأيضاً الشتاء على الأبواب. فأذا استمر الحال على هذه الوتيرة ، فأن حجم المأساة سيتفاقم. "
تم تطهير مدينة تلعفر من العمليات العسكرية للمتمردين التي وقعت العام الماضي لكن أقبال قوات التحالف على سحب قواتها من المنطقة دعى هؤلاء المُسلحين للعودة الى المدينة و هذا ما حثَ هجوماً أمريكياً مؤلفاً من 8000 جندي على المدينة خلال هذا الصيف وهذا ما أحال شوارع المدينة الى ساحات معارك.
" لا نعرف ماذا يدور في ساحة القتال كل ما نعرفه ان أطلاق النار و القصف المَدفعي مُستمر" أشار بالقول الى ذلك عباس فاضل ، احد سُكان تلعفر النازحين الذي يعمل كصحفي مُستقل.
ويؤكد بالقول لقد نزحنا الى الرشيدية ، إحدى ضواحي الموصل ، و أتخذنا من مدرسةٍ مَسكننا لنا مع النازحين ألأخر لأن المنازل في هذه المنطقة مكتظة بالعوائل لكنه أضاف قائلاً، في القريب العاجل علينا الرحيل ، " سوف يَخرجوننا بسب ألأمتحانات و اقتراب بداية العام ألدراسي في المدارس."
وضعية فاضل، مُشابهة لوضعية الكثيرين من سكان تلعفر البالغ عددهم 200000 نسمة، الذين معضمهم من التُركمان السنة حيث لاذو بالفرار من مدينتهم المهجورة شرقاً بإتجاه مدينة الموصل و القرى المُجاورة لها.
أما دريد كشمولة، مُحافظ محافظة نينوى والتي تضم مركز مدينة الموصل و الرشيدية، أشار بالذكر أن الحكومة المحلية قدمتْ مساعدات غذائية و مؤن متنوعة أخرى للنازحين.
وأضاف كشمولة بالقول أما بخصوص التعويضات فلا تتوفر لدينا في الوقت الحالي ومن المحتمل أن نقوم بهذه ألأجراءات بعد أنتهاء العملية العسكرية.
وأشار مصطفى جارالله عضو حزب العدالة التركماني الذي يقوم بمد يد العون للنازحين في منطفة الرشيدية قائلاً " نحن قدمنا مساعدات أنسانية ومواد غذائية الى أهالي مدينة تلعفر، غيرَ أنَ عدد العوائل النازحة في تزايد مُستمر و من المُؤكد أن هذه المساعدات لن تكون كافية لسد أحتياجات جميع النازحين."
حيث قارب عدد العوائل النازحة الى هذهِ المنطقة 600 عائلة و يبلغ عدد أفراد العائلة الواحدة ما بين ( 6- 12) فرداً خلال شهري تموز و أب .
هذه هي المرة الثالثة التي يهرب فيها السيد محمود محمد من القتال الذي يدور على أرض تلعفر حيث اشار بالذكر " أن هذه المنطقة أمنة و الناس هنا طيبون. "
و أضاف محمد إني أستلمتُ معونات من الجبهة التركمانية و حزب العدالة التركماني و الحزب الأسلامي لكن كثرة العوائل النازحة الى المنطقة تسببت في إحداث مشاكل. وأستطاع محمد أن يجد لعائلتهِ مَنزلاً للسكن دون مقابل لكن بعض النازحين لا يستطيعون تحمُل تكاليف الإيجار الباهضة جداً.
عدد كبير من نازحي تلعفر أتخذوا منطقة المحلبية الواقعة على أطراف الموصل كسكنْ مؤقت لهم. و لدواعي امنية طلبوا عدم ذكر أسمائهم الحقيقية.
" ليس المهم كمْ سنبقى هنا بل المهم كمْ من الوقت ستستغرق هذه الحرب اللعينة لتنتهي. حيث ان الحرب مع الأمريكان و الفتة بين العشائر دفعت بنا الى هذا الحال فتلعفر تعيش محنة كبيرة وندعو من ألله أن يخلصنا من هذه الأزمة. " أفاد السيد ابو محمد بهذا القول.
أما الأختين أمنة و حليمة قالتا أن وضعهم المعيشي في منطقة المحلبية تعيس و انهم متواجدين هنا مع والدهم و لا يعرفون اين أتنهى المطاف ببقية العائلة حينما لاذو بالفرار من مدينة تلعفر.
و أضافت حليمة " الذي يرى تلفزيون الحكومة يقول أن الدنيا بخير لكن أكثر ما يقدمه تلفزيون الحكومة بعيد عن الحقيقة فنحن لم نستلم الحصة التموينية منذ اشهر ولم ننعمْ بالأمن والسكون في مدينتنا تلعفر منذ سنة."
إمرأة أخرى من سَكنة تلعفر هَمها الوحيد هو العثور على ابنها الجريح التي أجبرت على تركهُ وراءها. فأضافة قائلةً " لست أدري بأي مستشفى يرقد ولدي بين الحياة و الموت."
وعد أبراهيم - صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب و السلام– الموصل.