فرص متفاوتة للأيزيديين في العراق الجديد

لديهم فرصا أفضل مما كانوا عليه في عهد صدام، لكنهم أصبحوا هدفا للمسلحين.

فرص متفاوتة للأيزيديين في العراق الجديد

لديهم فرصا أفضل مما كانوا عليه في عهد صدام، لكنهم أصبحوا هدفا للمسلحين.

Thursday, 12 March, 2009
.



قال عيدو شنكالي، وهو من سكنة سنجار، بينما يقود سيارته على طريق دهوك، إن "الموصل قطعت طرق الإتصال بنا. إذا ذهبنا هناك، فإن المسلحين سيقتلوننا". وأضاف "هذا الطريق يستغرق وقتا أكثر ولكنه آمن".



سوَّت شاحنة مفخخة عملاقة قريتين في قضاء سنجار بالأرض في آب 2007، مما أدى إلى مقتل أكثر من 300 شخص في أكثر الهجمات من نوعها دموية في العراق منذ العام 2003.



كان معظم الضحايا من الأيزيديين. لكونهم أكرادا يتبعون عقيدة يعود تأريخها لما قبل الإسلام، إلا أنهم متميزون مرتين من جيرانهم من العرب السنة.



قال جلال خالو زنديني، وهو موظف في مكتب قائمقام سنجار، والذي فقد اثنين من أقربائه في انفجار 2007، إن "المسلحين يهاجمون كل مكان في العراق ولكن في حالتنا، نحن نعتقد أنهم يهاجموننا بسبب قوميتنا وديننا".



شيدت العديد من القرى الإيزيدية حواجز رملية بعد الهجمات. يجرى التحكم بالدخول والخروج لهذه القرى في بوابة واحدة الآن، حيث يمكن تدقيق بطاقات الهوية وتفتيش المركبات.



لقضاء سنجار حدود مع سوريا وهي الآن تحت حراسة مشددة من قبل الجيش العراقي ووحدات الشرطة، التي تضم في صفوفها العديد من الكرد من أصل أيزيدي وغير أيزيدي.



يجادل زعماء كردستان العراق أن سنجار هي تاريخياً أرض كردية ويجب أن تحصل على خيار الإنضمام إليها من خلال إستفتاء.



مع ذلك، تعارض الأحزاب السنية والشيعية في الحكومة العراقية مساعي الكرد لتوسيع منطقة شبه الحكم الذاتي التي تخضع لسيطرتهم في الشمال.



كما ينظر للقوات الكردية خارج الإقليم بعين من الشك من قبل السياسيين في بغداد.



يشكل الكرد الأيزيديون غالبية السكان في قضاء سنجار البالغ تعداده 340.000 نسمة. كما أن المنطقة هي مأوى لمجتمعات قديمة من العرب سنة وشيعة والمسيحيين.



التمشي في مدينة سنجار القديمة هو بمثابة الإنتقال عبر الزمن الى الماضي لآلاف السنين: هناك عدةمعابد إيزيدية؛ بوابة تبدو أنها تعود إلى عصر الإمبراطورية الرومانية؛ منارة إسلامية قديمة؛ وضريح يعتقد أنه يضم رفات زينب، البنت الصغرى للحسين، وهو حفيد النبي محمد.



يقول دخيل قاسم حسون، قائمقام سنجار، إنه لا يوجد هناك صراع بين المجاميع القومية والدينية في سنجار.



واضاف حسون، وهو أول إيزيدي يتم إنتخابه قائمقماً لبلدة عراقية، "انهم يعيشون مع بعضهم البعض منذ آلاف السنين". "ليست هناك عمليات خطف، إغتيالات أو معارك هنا".



وذكر أن الخطر الوحيد يأتي من الهجمات الإنتحارية.



تعاني المناطق المتاخمة لقضاء سنجار من الإضطرابات. شهدت تلعفر الواقعة شرقاً إشتباكات بين العرب السنة الذين يدعمون الحكومة التي تقودها الشيعة في بغداد وآخرين لا يدعمونها. قاتل سنتها وشيعتها بعضهم البعض، في حين تحول التنافس بين العشائر إلى أعمال عنف.



لا تزال المناصب السياسية المحلية شاغرة حيث يثني التهديد بالإغتيال المرشحين المحتملين لشغل هذه المناصب. فقد قضاء الرابية إلى الشرق من سنجار قائمقامه قبل أربع سنوات. قتل قائمقام البعاج، إلى الجنوب، في العام 2006.



لا تزال الموصل، التي تبعد أكثر من ساعة من سنجار، متوترة، حيث تجري اشتباكات بين فترة و أخرى بين القوات العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة والمسلحين المتحالفين مع القاعدة.



تقع الحدود مع سوريا جنوب غرب سنجار. اتهمت الولايات المتحدة سوريا بالتغاضي عن تهريب الأسلحة و عبورالمقاتلين إلى العراق- التهمة التي تنفيها دمشق.



يقول حسون إن الأمن على طول الحدود تحسن منذ نشر القوات على كلا الجانبين وبناء قاعدة عسكرية أمريكية بالقرب منها.



كثيرا ما يجد الشباب الإيزيديون عمل كحرس حدود وموظفين في الشرطة والقوات العراقية الكردية، المعروفة بالبيشمركة.



كما أنهم يشغلون وظائف في المطاعم والفنادق في إقليم كردستان.



لا يزال معظم الإيزيديون في سنجار يعانون من الفقر المدقع. تشكل محاصيل الحنطة والشعير مصدر الدخل الرئيسي لهم.



لدى شمالي العراق أكبر مجتمع إيزيدي، على الرغم من أنه يمكن إيجاد أتباع هذه العقيدة القديمة في تركيا، سوريا، إيران، أرمينيا، جورجيا وروسيا.



يتحدث إيزيديو سنجار نفس اللهجة الكرمنجية للغة الكردية التي يستخدمها الكرد في سوريا وأجزاء من تركيا.



جلبت الحرب حظوظ متفاوتة للأيزيديين.



إنهم، من جهة، سعداء بحصولهم على فرص أفضل من تلك التي حظوا بها أيام صدام حسين.



قال جلال خالو زنديني من مكتب قائمقام سنجار، "في ظل الحكومة العراقية السابقة، إعتدنا أن نكون عمال نظافة و عمال نقوم بأعمال يدوية في أحسن الأحوال".



وأضاف "الآن العديد من الإيزيديين يعملون كموظفين حكوميين، فقائمقام سنجار هو إيزيدي واثنان من مستشاري الرئيس العراقي أيزيديون.



من جهة أخرى، يقول الإيزيديون إن الحرب في العراق عرضتهم إلى هجمات المسلحين. بعد يوم من الزيارة التي قام بها معهد صحافة الحرب والسلام إلى القضاء، استلم المعهد مكالمة هاتفية من عيدو شنكالي، وهو أحد الإيزيديين الذين تم مقابلتهم على الطريق التي تؤدي إلى دهوك.



ووصف كيف أن سيارة مفخخة انفجرت وسط المدينة، مما أدى إلى اصابة عدد من أقاربه.



قاسم خضر مراسل تدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في العراق.
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists