تثير القوة السياسية الحديثة لأكراد كركوك المخاوف من محاولنهم ان يجعلوا منها عاصمة لدولة كردية
بقلم: *سماح صمد وأميرة بكر محمد في كركوك
تثير القوة السياسية الحديثة لأكراد كركوك المخاوف من محاولنهم ان يجعلوا منها عاصمة لدولة كردية
بقلم: *سماح صمد وأميرة بكر محمد في كركوك
وقد دان العرب والتركمان والمسيحيون نتائج الانتخابات المحلية التي أعطت قائمة "أخوة كركوك" التي يقودها الأكراد (26) من مجموع مقاعد المجلس البالغة (41) مقعداً. وقبل الانتخابات، كان مجلس المحافظة يتمتع بعضوية متوازنة بعناية بين الجماعات العرقية المتنافسة في المدينة.
وكانت قائمة "،خوة كركوك" قد شكلها الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، خصيصاً لانتخابات محافظة التأميم. وضمت القائمة التي شملت (12) حزباً، العرب والتركمان.
وقد وجدت القائمة التي يديرها الأكراد دعماً من قرار المفوضية المستقلة للانتخابات الذي سمح لأكثر من (70) ألف كردي كان صدام قد هجرهم تطبيقاً لسياسة "التعريب"، بالعودة الى كركوك للتصويت. واثر ذلك، قال الكثير من العرب والتركمان انهم سيقاطعون الانتخابات احتجاجاً على القرار.
وقاد الحزبان الكرديان الرئيسان قائمة مشتركة أخرى حصلت على المرتبة الثانية في انتخابات المجلس الوطني، وأصبح لها (75) مقعداً في البرلمان ذي ال(275) مقعداً.
وقد أثارت انتخابات الثلاثين من كانون الثاني المخاوف من ان الأكراد سوف يستغلون قوتهم السياسية المكتسبة حديثاً لجعل كركوك عاصمة لدولة كردية في المستقبل، الأمر الذي يرمي المدينة في صراع اثني. ان العرب والتركمان قد طرحا أيضاً ادعاءهما بالمدينة الغنية بالنفط.
ووصف ياويز عمر عادل، رئيس فرع كركوك للجبهة التركمانية، الانتخابات بانها غير عادلة. وقد ذكر تقرير قدمه حزبه الى المفوضية المستقلة عن وقوع حالات غير نظامية في الانتخابات مثل النقص في صناديق وأوراق الاقتراع وعدد قليل جداً من محطات الاقتراع. مع ذلك، فقد نفى موظفو المفوضية تلك الادعاءات.
وقال عادل ان الجبهة التركمانية تعارض الكثير من الأهداف الرئيسة لقائمة "أخوة كركوك"، لاسيما رغبات الأكراد بتغيير حدود منطقة حكمهم الذاتي لتشمل كركوك.
وقال "نحن لا نوافق على الفيدرالية العرقية، النوع الذي يريده الأكراد.
وذكر أحد الأحزاب التركمانية التي شاركت في القائمة الكردية ان من الضروري ان تضع الفئات العرقية المختلفة في كركوك خلافاتها جانباً وتعترف كل واحدة بحقوق الفئة الأخرى. "كلنا عراقيون."
وقال الأترشي ان حزبه لم ينضم الى قائمة الجبهة التركمانية العراقية لأنها تركز على الخلافات بين التركمان والأعراق الأخرى في كركوك. "نحن ندعو الى التآخي مع القوميات الأخرى. ان هذه التكتلات العرقية لا تخدمنا، لاسيما في مثل هذه الظروف."
وقال ناطق باسم شرطة كركوك انه لا يعتقد بان الفئات العرقية في المدينة ستدخل في حرب ضد بعضها بسبب نتائج الانتخابات.
وقال الرائد يادجار شكر عبد الله، رئيس مركز العمليات المشتركة في مديرية شرطة كركوك "لقد مر الناس في هذه المدينة بتجارب ويدركون ان الوحدة والتسامح هما الهدفان الوحيدان اللذان يسعى كل فرد نحوهما."
وتنبأ شكر ان الأحزاب الخاسرة ستشكل تحالفات في الحكومة لتقوية مواقعها وتحقيق أهدافها. وقال ان عدم اندلاع العنف ما بعد الانتخابات يشكل علامة ايجابية. "والفضل في هذا كله يعود الى الارادة القوية للشعب ورغبته في تشكيل حكومة عادلة وحقيقية."
وقال رزكار علي، مرشح من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في قائمة "أخوة كركوك"، انه يتفق علىان توتر ما بعد الانتخابات سيتلاشى قريباً. "ان الكتل التي تريد السلام هي أكثر من تلك التي تريد العكس." لكنه قال ان الأكراد ملتزمون بضم كركوك الى المنطقة التي يسيطر الأكراد عليها ومراجعة "تعريب" هذه المدينة.
وهذا المصطلح يشير الى جهود حكومة العراق في الثمانينات من القرن الماضي لازاحة الأكراد والتركمان بالقوة من كركوك واستبدالهم بالعرب. وكانت تلك الخطوة محاولة قام بها صدام حسين لتحقيق سيطرة أكبر على ثروة كركوك النفطية.
وعلى الرغم من مكاسب قائمته، قال رزكار ان التصويت في كركوك لم يكن متكاملاً، لأن الكثير من المناطق التي كانت جزءاً من المدينة قبل التعريب لم يسمح لها بالتصويت في انتخابات محافظة التأميم.
وقال أنوار حامد بيرقدار، رئيس حزب العدالة والانقاد التركماني، ان حزبه سيجد السبل السلمية لمناهضة السيطرة الكردية على شؤون كركوك السياسية.
وقال ان حزبه، الذي انضم الى الجبهة التركمانية، سيتعلم من أخطائه وسيحاول ان لا يكررها في الانتخابات المقبلة. وقال أنوار انه يأمل ان تكون انتخابات كانون الأول المقبلة تحت اشراف الأمم المتحدة وخالية من التلاعب والمخالفات. "هذه ليست الانتخابات الأولى، ولن تكون الأخيرة."
*سماح صمد وأميرة بكر محمد ـ صحفيتان تحت التدريب في معهد صحافة الحرب والسلام في كركوك