عدم تصديق وفرح في بغداد

إطلاق العيارات النارية الاحتفالي وازدياد نظريات المؤامرة في العاصمة العراقية بعد تأكيد إشاعات القبض على رئيسهم.

عدم تصديق وفرح في بغداد

إطلاق العيارات النارية الاحتفالي وازدياد نظريات المؤامرة في العاصمة العراقية بعد تأكيد إشاعات القبض على رئيسهم.

Tuesday, 22 February, 2005

لم يصدق احد الخبر في البداية ، لأنه وقبل أسبوعين مضت اعلنت مصادر كردية القبض على عزت الدوري المطلوب رقم 6 في قائمة المطلوبين من قبل التحالف. أذاعت BBC الخبر, ثم عادت لتكذيبه بعد فترة قصيرة.


ولهذا لم يصدق الناس تقرير قناة الجزيرة الذي بث في عطلة نهاية الأسبوع والتي اقتبست فيه تصريح القائد الكردي جلال الطلباني عن القبض على صدام حسين من قبل القوات الأمريكية.


ولكن تقارير كثيرة أخرى أكدت الاعتقال, وسرعان ما ملأت العيارات النارية الاحتفالية سماء بغداد. حتى الحزب الشيوعي الذي كان محظورا أيام النظام البائد خرج إلى الشوارع ملوحا بالأعلام وناثرا الحلوى.


تجمع الناس في الشوارع حول شاشات التلفزيون، في البداية كانت هناك احتفالات قليلة, كانت الشوارع خالية حيث الناس ملتصقين بالتغطية الاعلامية . وعند انقطاع التيار الكهربائي في أحد مناطق بغداد, يهرع الناس الى الجيران الذين يملكون مولدات كهربائية للاستمرار في مشاهدة التلفزيون.


كثرت الشائعات حول من وشى بالدكتاتور السابق, أحد الشائعات الرئيسية التي تفتقد الى البرهان هي أن زوجته السابقة ساجدة هي من فعلت ذلك .


وفي تلك الأثناء عرضت قناة الجزيرة صور متناقضة تعرض ضحايا صدام من الأكراد في حلبجة, ولقاء مع صحفي مصري صرح بأن المقاومة يجب ان تستمر بالرغم من اعتقال الرئيس السابق.


اذا لم يكن الاعلان عن إلقاء القبض على صدام مؤثرا, فان العراقيين قد صدموا عند رؤيته وهو ملتحي وصورته تبث عبرشاشات التلفزيون العالمية.


قال أحد المشاهدين " كنت مرعوبا عند رؤيتي لصورته وخصوصا اللحية" ، وقال آخر " هل رأيتم صورته؟ هذا هو الرجل الذي تعود إخافتنا".


أحد البغداديين الذي فضل عدم ذكر اسمه والذي عبر بشكل جيد عن مشاعر الأمة حول القبض على الرئيس السابق قائلا "لقد قتل أخي وقتل الملايين من خيرة الناس. كنت انتظر هذه اللحظة كي أراه محصورا كالجرذ في المجاري وهويسحب من ذيله".


لازال الكثير من العراقيين يدينون بالولاء اليه.


"كان الاعتقال غير عادل" هذا ما قاله رجل الأعمال علي خالد مضيفا "أنا جد أسف" انه افضل وأشرف من الأمريكان المحتلين". ؟


أحد الرجال, من الواضح انه من منظري المؤامرة أصر على أن قوات التحالف قد ألقت القبض على القائد العراقي السابق عند احتلالها لبغداد "لقد عمل صدام كعميل أمريكي طوال الوقت" وأضاف "الآن فقط كشفوا عنه لأسباب سياسية". ومع ذلك هو لم يقدم شيء يدعم ما يقوله".


العراقيون الآخرون ينكرون ببساطة تقارير الاعتقال .


أبو سهى الذي كان في يوم ما يعتبر قائدة السابق بطلا لتصديه الأمريكان ، أصر على أن الرجل المعتقل كان أحد الأشباه الكثيرين للرئيس السابق.


"هذا ليس صدام" قال أبو سهى " هناك عشرون شخصا ( يشبهه)".


هيفاء أيضا تعودت علىنعت صدام كبطل لمقاتلته الأمريكان ولكنهاالآن مقتنعة انه "جرذ بسبب الطريقة التي استسلم بها".


أحد ضباط الجيش السابقين يرى أن اعتقال القائد المخلوع يعتبر عمل جبان"لقد سمح صدام لهم بالقبض عليه" كان بامكانه ارتداء حزاما ناسفا و تفجير نفسه. ولكن قبضوا عليه حيا".


" يبين هذا أنه يفضل نفسه ويضعها فوق كل شيء. كان أولاده أشجع منه. انه تصرف رجل رخيص".


نزار احمد عباس رجل أعمال لم ينكر اعتقال صدام ولكنه شعر أن ذلك ليس له تأثير على استمرار التمرد ضد قوات التحالف، قال نزار " لقد صعقت لانه لم يقاوم خلال عملية اعتقاله وأنا اعتقد أن صدام ليس له علاقة بالمقاومة التي ستستمر".


علي ضابط سابق في الجيش وقد نزلت رتبته إلى عريف شعر أن الاعتقال كان عادلا ولكن ذلك لن يكون له تأثير على البلد.


قال جهاد الذي أبعدت أخته وأمه وبقية أفراد خارج العراق تحت حكم صدام " هذه نهاية كل ظالم يظلم الناس".


ولكنه اخبر معهد صحافة الحرب والسلام بأنه لن يحتفل بالاعتقال قائلا "نحن لا نزال غير آمنين وبدون عمل".


بغض النظر عن وجود أو عدم وجود عمل, يعتبر معظم العراقيين أن القبض على صدام مفيدا. سلام علي خير الله الذي يسكن في بغداد منطقة حي العامل الفقيرة " أنا سعيد جدا لأنهم قد امسكوا به في النهاية".


رائد عبد الجليل محمد حلاق من منطقة حي العامل لخص آمال الكثيرين " بعد إلقاء القبض على صدام يجب نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة" وقال مضيفا "أن الشيء المهم انه سوف لن يعود ليحكمنا ثانية".


كمال علي و سلام جهاد متدربين في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد.


Iraq
Frontline Updates
Support local journalists