الانقسام ازاء عهد صدام

قد يكون الدكتاتور السابق استبدل قصوره بزنزانة في السجن, لكنه ما يزال يسبب الانقسام بالرأي بين أولئك الذين حكمهم سابقاً

الانقسام ازاء عهد صدام

قد يكون الدكتاتور السابق استبدل قصوره بزنزانة في السجن, لكنه ما يزال يسبب الانقسام بالرأي بين أولئك الذين حكمهم سابقاً

Tuesday, 22 February, 2005

بينما ينتظر الدكتاتور السابق ان يمثل أمام المحاكمة لمواجهة قائمة من الاتهامات من بينها جرائم ضد الانسانية, فان مؤيدي صدام حسين ما يزالون يجدون ان من الصعوبة تجاوز ثلاثين عاماً تشربوا خلالها بفكر البعث, مع الكثير الذين ما يزالون يأملون بانه سيخرج في النهاية حراً ويعود الى المسرح السياسي.


وعلى الرغم من الضرر الأكيد الذي ألحقه بالبنية التحتية لشعب العراق وسمعته الدولية, فان هناك البعض ممن ما يزال يتمسك بان صدام هو أفضل شيء حدث على الاطلاق لبلادهم.


وتقول زينة التكريتي الطالبة البالغة من العمر (25) سنة في كلية اعداد المعلمين في بغداد ولم تعرف في حياتها إلا حكم البعث, بانها كانت سعيدة بالأمر الواقع ما فبل الحرب.


وقالت "ان صدام سيعود ليحكم البلاد, ولو سمح له بالترشيح في الانتخابات, فانه سيفوز بالتأكيد. نحن نمجد صدام, وهذا فقط لأنه حكيم ويستحق ذلك."


ويوافق على هذا الرأي أبو ابراهيم ضابط المخابرات السابق من الرمادي.


أما بالنسبة لرجل الأعمال رافع السامرائي, فان صدام يعد أعظم حاكم حكم العراق على الاطلاق, وقال "هناك مؤامرة دولية ضده, ولكننا نحبه وعلى استعداد للتضحية بأرواحنا من أجله."


وبينما مايزال ثمة مؤيدين لصدام, فقد أصبح منتقدوه أحراراً الآن لكي يعبروا عن آرائهم بشأنه. في حين لا يوجد تعاطف معه بين اولئك الذين عانوا على يديه.


وقال علي الربيعي معلم في مدينة الصدر في بغداد "ان صدام مجرم ويجب ان يحكم عليه بالاعدام للجرائم التي ارتكبها, وبعكس ذلك فلن تكون هناك عدالة."


وقال عمر البياتي, طالب في جامعة بغداد "العراقيون لا يحبون صدام. لقد حكم بالقوة, وحرمنا من حقوقنا, وعاملنا مثل الكلاب. نرغب في ان نراه وهو يعدم في أسرع وقت ممكن."


وكان المثقفون من بين الفئات العديدة التي لاحقها البعثيون, في حين أوجد صدام مجموعة من الأتباع الأميين وغير المثقفين لكي يديروا له كلاً من ادارة واقتصاد البلاد. ويقول بعض العراقيين اتهم لن يسامحوه أبداً للضرر الذي ألحقه بعاصمة البلاد الثقافية.


ومن بين هؤلاء مدير المدرسة الاعدادية محمد المجيدي الذي يقول "ان صدام غبي, دمر البنية التحتية للعراق, ودفع معظم المثقفين الى مغادرة البلاد. انه لا يستحق ان يحكم."


وما يزال مؤيدو صدام يظهرون قدرة فائقة على تجاهل الدليل المادي والرأي العام العالمي, ويزعم بعضهم ان الرجل المعتقل هو شبيه صدام, في حين ان الدكتاتور نفسه ما يزال طليقاً.


وقال السامرائي "نحن نعرف ان الشخص المعتقل ليس صدام. لأنه لا يمكن ان يعتقل بهذه السهولة. انه أذكى من ذلك."


وعلى الرغم من الانقسامات المستمرة التي أثارتها حروب صدام ضد ايران والكويت في العالم العربي, فان أتباعه ما يزالون يدعون بان الدكتاتور المشغوف بالغزو, كان بطلاً من أبطال العروبة.


وقال عبد الوهاب الراوي, مدير شركة سياحية "لقد عمل صدام الكثير من العرب بشكل عام. فقد أثبت في الحقيقة انه الشخص الوحيد الذي عمل من أجل مصالح الوطن العربي."


وعلق فيصل غازي الجنرال السابق قائلاً "انه بطل قومي, وهو في الحقيقة لم يقم بغزو الكويت لأنها أرض عراقية فعلاً حاول اعادة دمجها ببلادنا, وليس ثمة شيء يلام عليه."


ويوافق على ذلك سعد هيلان مدرس الكيمياء في بغداد قائلاً "ان ايران هي العدو الدائم للعراق. وقد حاول صدام ان يطردهم من الأراضي العراقية التي احتلوها. ويجب ان نكافئه على ذلك بدلاً من أن ندينه."


وعارض المتقاعد أبو ايلاف ذلك قائلاً "لقد كان صدام هو السبب في الانقسامات الرئيسة في العالم العربي. وقد أدى بغزوه للكويت الى انقسام الزعماء العرب مما تسبب في سنوات من العداوة بين الدول."


ويتقبل محمد المشهداني العميد السابق في المخابرات وأحد دعاة صدام حقيقة وجود مستوى معين من الاضطهاد في ظل حكم البعث, إلا انه أضاف قائلاً "ان من الطبيعي قمع اولئك الذين يهددون النظام. هل تتوقع منه أن يكافئهم؟ لقد كانوا هم الذين يطلبون ذلك."


أما أولئك الذين عانوا تحت سلطته فان لديهم مواقف مختلفة تماماً ازاء مسؤوليته عن الجرائم التي ارتكبت ضد أبناء بلده من اضطهاد الشيعة في الجنوب واعدام الآلاف من الناس الأبرياء, الى الهجمات الكيمياوية على القرى الكوردية في الشمال.


وبالنسبة لهم, فان صدام دكتاتور وحشي يستحق حكم الاعدام.


وقال سيد ميثاق عباس, حلاق من مدينة الصدر الذي قتل البعثيون شقيقيه "لو كنت قاضياً, لما ترددت لحظة واحدة في الحكم على صدام بالموت."


أما أم محمود التي تسكن في حي الرحمانية الفقير في العاصمة العراقية, فانها لم تر أو تسمع عن ابنها منذ ان اعتقله رجال الأمن في مدرسته عام 1980. وقالت "الله على الحق, عوقب صدام أخيراً في حياته. انه في السجن حالياً, وحيداً وبلا حول ولا قوة. العراقيون كلهم يعرفون جيداً مالذي فعله بنا."


*علي مرزوق ـ بغداد


Frontline Updates
Support local journalists