يعزف العراقيون عن اطباء الاسنان الى شجرة العجائب

يتدفق المئات الى اربيل أملا في شفاء امراض اسنانهم بغير الطرق التقليدية.

يعزف العراقيون عن اطباء الاسنان الى شجرة العجائب

يتدفق المئات الى اربيل أملا في شفاء امراض اسنانهم بغير الطرق التقليدية.

.



" انها المرة الخامسة لي هنا. كلما تبدأ اسناني تؤلمني او تتسوس، آتي الى هنا، وهي تساعدني؛ بعض اسناني شفيت تماما" قالت الفتاة من اربيل ذات التسعة عشر عاما.



واحمد هي من بين المئات الذين لا يعتمدون على الدواء وعلى اطباء الاسنان لمعاجة اوجاع اسنانهم، بل على ما صار يعرف بشجرة المسمار التي تقع في جبل ساربان الذي يبعد 30 كم الى الشمال من العاصمة الكردية اربيل.



الشجرة التي ارتفاعها 3 امتار ومحيطها 2.5 متر ملأى بالمسامير التي يدقها الناس الذين يعتقدون بقدرتها على علاج الم الاسنان. انها ملأى بالمسامير لدرجة ان هناك مسامير حتى في فروعها.



قال محمد نعمت،24، صاحب محل صغير قرب الشجرة حيث يبيع الكيلوات من المسامير الى الزوار " يأتي الناس من كل مكان لزيارة شجرة المسمار.انهم يأتون من مدن مختلفة من كردستان العراق, من تركيا، ايران، ومن الجنوب العراقي. البعض يأتي من اجل علاج اسنانهم، البعض يأتي لمشاهدة الشجرة المشهورة، والبعض الاخر يأتي لزيارة الموقع المقدس".



تقع الشجرة على قبر احد الاولياء الصالحين في منطقة يسكنها الكثير من الصوفية الذين يتبعون طائفة من الاسلام معروفة بطقوسها و روحانيتها وتصوفها.



قال قاسم مزهر، 82، احد اعلام الطريقة القادرية في المنطقة ان المكان مرتبط باحد الاتقياء، لكن تاريخه الحقيقي غير معروف لعد وجود شاهدة على القبر. ترجح احدى النظريات ان الشجرة التي يقدر السكان عمرها 150 سنة تنمو على قبر رجل صالح يدعى يونس أبو فاتح، احد صحابة الرسول محمد (ص) الذي يقول البعض انه استشهد في نفس المكان.



لكن لا يستطيع احد الجزم عن سبب اعتقاد الناس بقدرة الشجرة على شفاء آلام الاسنان.



يقول الاهالي – حيث يوجد حوالي 35 عائلة من عشيرة الهركي في القرية- ان الشجرة تمثل جزءا مهما من تاريخهم. قال محمد عبد العزيز، المتحدث عن القرية ومختارها، "اعتقد ابائنا واجدادنا منذ القدم بقدسيتها. وقاتلو الاتراك والبريطانيين مرات عديدة بسببها.لقد خسرنا 42 رجلا في تلك المعارك للدفاع عن الشجرة".



"شيء عادي ان تتحطم قريتنا ويموت اطفالنا، المهم ان تبقى الشجرة سالمة".



حسين سيسة عزيز،75، قروي، هو واحد من كثير ممن يشهد على قوة الموقع. يتذكر حكاية ذلك الراعي الذي اراد حرق الشجرة، وفي اليوم التالي فقد 42 من أغنامه التي هاجمتها الذئاب، ثم مات هو بعد ذلك بسبب مرض غريب في معدته.



البعض يضع بعض المواد عند قاعدة الشجرة لتحفظهم سالمين. وقد احترق كوخ ذلك الرجل الذي سرق تلك المواد.



واضاف حسين ان الكثير من الصراعات داخل القرية تحل تحت تلك الشجرة.



لا يؤمن اطباء الاسنان بذلك. يقول الطبيب الممارس من اربيل فرياد كمال ان تلك الشجرة قد اثرت على عمله وهو يخشى ان يهمل الناس اسنانهم بوضع ثقتهم بتلك الطريقة غير العلمية للعلاج.



واضاف" انها غلطتنا الى حد ما لاننا مهملين في علاجنا، لكن ليس كل اطباء الاسنان سواسية".



الكثير من الذين يؤمنون بذلك هم من غير المتعلمين والذين يعتقدون بالخرافات- لكن هناك بعض الاستثناءات.



قالت سعاد مالك،28، خريجة قسم اللغة العربية من جامعة الموصل في الشمال العراقي انها وخلال فترة حملها دقت 32 مسمارا في الشجرة لطفلها الذي لم يولد بعد. واضافت"جاءت امي ودقت بعض المسامير في الشجرة. ولهذا فان كل فرد في عائلتنا يتمتع باسنان جميلة وصحية".



دلشاد كاواني: صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في اربيل.
Frontline Updates
Support local journalists