الأعلام العراقي في فوضى

بقلم انتوني بوردن - لندن(تقرير الأزمة العراقية المرقم 23 ، 20 حزيران 2003 )

الأعلام العراقي في فوضى

بقلم انتوني بوردن - لندن(تقرير الأزمة العراقية المرقم 23 ، 20 حزيران 2003 )

Tuesday, 22 February, 2005

تتعرض الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لاقامة أعلام مسؤول إلى أزمة وذلك لمنافستها من قبل الأعلام الداخلي ، وتغيير الكوادر الرئيسية والتخطيط السيء من مما أدى الى تقويض الجهود لإنشاء برمجة و إقامة هيكلية لتطوير الأعلام .


أن الرهان على تلك المخاطرة هو رهان كبير ، فطلب إقحام الديمقراطية من أي نوع هو من صلب الأعلام المهني الذي يحضى بثقة من خلال نقل الحقائق وتأييد النقاش المسؤول وتمثيل كل الأطياف ضمن المجتمع العراقي وبرؤيا عراقية . إلا أن غياب الأعلام العراقي المسؤول أجج حالة الإحباط والغضب بسبب غياب الجهات العراقية المسؤولة وغياب الأمن والخدمات . ورغم كونهم دون قوة، فالعراقيون بحاجة إلى صوت .


هناك ازدهار دراوماتيكي في الأعلام المحلي بعد الحرب ، حيث تم إنشاء حوالي 150 صحيفة وعدد كبير من محطات الراديو ومعظمها ذاب ولاءات وانشيء من قبل تيارات سياسية متنافسة تركز على السخرية من الوضع القائم ، ويمكن أن تنهدم في محيط الصراع فيه قابل للكسر .


ونتيجة لذلك هناك تشكيلة من أصوات جديدة لعراق متغير جديد خرج من عقود من الدكتاتورية ، لكن معظم تلك الأصوات تمثل أحزاب سياسية أو ازلام النظام السابق أو أشخاصا لهم موقف سياسي اكثر من كونها تمثل صحافة وتوجيه .


الأعلام الهادف والكتابة المتزنة غائبة تماما .


من بين الاستنتاجات هنالك مطالب لتقييم الأعلام في العراق التي قام به IWPR بالتعاون مع فهرسة مراقبة المطبوعات ومجموعة تطوير الأعلام - مركز الأعلام في البلطيق لتقديم العون المشروع من قبل الأعلام العالمي في الدانمارك .


المشكلة الرئيسية هي في الفكرة ، فالإدارة المدنية الأمريكية لم تفصل بشكل نهائي بين سياستها تجاه الأعلام عن أجندة الدبلوماسية العامة .


وكلا الأمران مهم ، فسلطات الاحتلال لها مسؤولية الاتصال مع الناس لاجتثاث الخوف منهم بأعلامهم والتوضيح لهم عن الأهداف والنوايا خلف تواجدهم ، واعداد كتابات مستقلة ومعتمدة أمر مختلف تماما وهو غير موجود في العراق .


واخص هنا قناة الأعلام العراقي التجريبي التي تمزج في عملها بين الإذاعة وبين السلطة ، وبين الأعلام وتقديم معلومات لسلطات قوات التحالف المؤقتة .


ومما زاد تأزم المشكلة هو التنافس الحاد بين وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأمريكية الذي قاد إلى غياب الاستراتيجية واضعاف الحوار الداخلي . برامج التلفزيون على وجه الخصوص فقيرة جدا والأخبار في التلفزيون التجريبي لا تقدم معلومات مهمة وواضحة للجمهور ولم تكن علم السارية لعراق ديمقراطي جديد .


لقد تضمن التقرير التقيبمي لإنشاء أعلام حقيقي مستقل بعض الوصايا ومنها:


· سياسة إعلامية شفافة . ويتطلب هذا استشارات حول قوانين العمل الإعلامي بالتعاون مع الإعلاميين العراقيين المحترفين والاستفادة من الخبرات العالمية .


· إلغاء قناة الأعلام العراقي التجريبي واحلال بدلها كفاءات إعلامية منظمة تستمد مواضيعها الإعلامية من داخل استقلالية الأشخاص وتمتلك إذاعة عامة وهيئة إعلامية .


· كفاءات إعلامية : يجب بذل الجهود لخلق صحافة عراقية مهنية وذلك بالتدريب والتركيز على أصول الأعلام وإنشاء مؤسسات عراقية مهنية مستقلة ومعاهد إعلامية .


· الحصول على معلومات رسمية ، يجب مخاطبة الصحافة باللغة العربية والكردية واقامة نقاط استقاء للمعلومات عبر كل القطر بعيدا عن الحراسات العسكرية للقصور الرئاسية للنظام السابق.


· أعلام قطري : على المنظمات الخيرية في العالم ان تساهم في تكاليف تطوير أعلام محلي خاصة في منطقة جنوب العراق ، والشبكة الوطنية التي بإمكانها أن تحسن من تدفق الأخبار والمعلومات من والى خارج العاصمة .


· إزالة العناصر البعثية : أنها سياسة عالمية ان يزال الصحفيين المواليين للنظام السابق واحلال كوادر بديلة عنهم وهو شرط لإنشاء مشاريع إعلامية تمول عالميا .


ان المصاعب التي تواجه العراق هي مصاعب حادة ، فانهيار المجتمع المدني وتدهورالاقتصاد وغياب الاتصالات وعدم الاستقرار والعنف كل ذلك يجعل من الصعوبة الانتصار على سنين من الرقابة والظلم على المجتمع .


ورغم ذلك فالعراقيون يواجهون هذا التحدي الكبير بطاقة وروح عالية . فالمجتمع يضم بين جوانبه المثقفون الذين اضهروا قابلية على التحمل من خلال تسفيههم لعقود نظام البعث ورغبتهم في صحافة مسؤولة وجمهور متفاعل . انهم يرغبون في ثورة لاعلام مفتوح على مستوى القطر كافة .


وهذا فقط يشكل خسارة تلك الفرصة ، ففوضى الاعلام في العراق يقوض مصالح العراقيين والامريكان على حد سواء . والخطوات السريعة من اجل بناء صوت اعلامي واضح وجديد في القطر يجب ان لا تضيع .


انتوني بوردن : المدير التنفيذي للــ IWPR


الـــ IWPR : يبحث عن مدربين اكفاء في مجال اعداد التقارير الانسانية يكون مقره في بغداد . وللمعلومات يرجى الاتصال بمدير العمليات DUNCAN FUREY .


Iraq
Frontline Updates
Support local journalists