الجامعات العراقية في كردستان بحاجة الى اصلا

يجب ان تمارس الديمقراطية والمساواة في التعليم العالي لا ان يصارالى الوعظ بها فقط

الجامعات العراقية في كردستان بحاجة الى اصلا

يجب ان تمارس الديمقراطية والمساواة في التعليم العالي لا ان يصارالى الوعظ بها فقط

Monday, 15 February, 2010
.



لقد وعدت الحكومة الكردية بمستقبل مشرق لشبابها بتوفير فرص الدراسة في جامعات جيدة جديدة مثل الجامعة الامريكية في العراق التي من المؤمل بنائها في السليمانية.



وفي الوقت نفسه، فقد استفاد التعليم العالي من وصول الاكاديميين العرب الذين هربوا من العنف الطائفي في الاجزاء الوسطى والجنوبية من البلاد، ومن المثقفين الاكراد الذين عادوا من اوربا ومن اماكن اخرى من العالم.



على ان النظام الجامعي بحاجة الى اصلاحات قبل ان يكون بامكانه خدمة الطلبة. تعاني جامعات الاقليم من السياسيين والفساد وقلة الموارد والثقافة التي لا تتقبل النقد و الفكر المستقل.



مشاكل التعليم العالي هذه التي تشل كردستان كل يوم قد تعرض مستقبل كردستان العراق والعراق الى الخطر.



خلال العقود القليلة القادمة، سيستمر العراق في مواجهة الكثير من التحديات التي تتطلب اناس مفتوحي الذهن يمكنهم التفكير بشكل عقلاني. ولكي يقودوا البلاد، فان على الاجيال الشابة اكتساب المهارات والمعرفة التي لا تتوفر الان في جامعات كردستان العراق.



كوني صحفيا وخريج جامعة السليمانية عام 2004 ، فان باستطاعتي تشخيص نقاط الضعف في نظام التعليم العالي في كردستان العراق. لقد درست اللغة الانكليزية، وحوالي 80 طالبا من اصل 130 طالبا من دفعتي كان قد تم قبولهم بشكل خاص بمعنى ان لهم علاقات شخصية قوية باحد الاحزاب الكردية التي تسيطر على الجامعة.



نادرا ما يتم التحدث باللغة الانكليزية في مدينتي –حلبجة- وانا قد تعلمت اللغة الانكليزية بشكل رئيس من خلال القواميس الانكليزية والاستماع الى اخبار ال بي بي سي على الراديو. اعتقدت اني من خلال الجامعة ساحصل على الدعم المؤسسي لبناء الخبرة في اللغة الانكليزية، الا انني اصبت بخيبة امل. فمثلا، لقد بدأنا منهاجنا بدراسة شكسبيرالذي يعتبر صعبا حتى بالنسبة لمن لغتهم الام هي الانكليزية، ولم نعط فرصا للتكلم باللغة الانكليزية في القاعات الدراسية او استعمال مهاراتنا اللغوية بشكل عملي.



مدركا انني يجب ان اخذ زمام المبادرة ان اردت تعلم اي شيء، فقد تطوعت للعمل مع بعض الاساتذة الاجانب في الجامعة. كانت تلك هي الوسيلة التي تعلمت بها الانكليزية وليس عبر المناهج. القليل من الطلبة من تعلم التحدث والكتابة في اللغة الانكليزية بشكل جيد.



القوة هي احدى المكونات المهمة لنظام التعليم العالي في كردستان العراق. تدار الجامعات، حالها حال كل بقية المؤسسات الخاصة والعامة في الاقليم، من قبل الحزبين الرئيسين؛ الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. وقد اوضح هذان الحزبان عدم السماح باي تحدي لهما، واي تحد لاعراف الجامعات سيتم رفضه.



معظم المحاضرين هم ممن درسوا وتثقفوا على الافكار والدراسات في الفترة السوفيتية والتي لم تعد تتماشى مع الحاضر الان، وان نظام التعليم العالي يعتمد اساسا على الطرق التقليدية. الطلبة العراقيون في وضع غير مريح وهم تواقون الى تعلم طرق جديدة.



كثيرا ما طالبنا بخدمات اساسية – ليس سهلا ان ندرس بعدم وجود الماء والكهرباء في القسم الداخلي- وبمناهج حديثة. ان درست مناهج من العام 1950، فسيكون تفكيرك وكانك تعيش تلك الفترة. ومنذ تخرجي ، فان الاعتراضات مستمرة ولكن لم يتغير شيء.



تم معاقبة الكثير من المحاضرين الذين تكلموا بالضد من النظام السياسي في كردستان العراق. تم تعليق عمل –فصله مؤقتا- فرهاد بيربال ذو التاثير الكبيرو خريج السوربون واستاذ الادب الكردي في جامعة صلاح الدين بعد تحديه للحزبين السياسيين الرئيسين المسيطرين و نقده لتركيبة السلطة في كردستان. في اوائل هذا العام، قام بكتابة رسالة قاسية مفتوحة يستنكر فيها الفساد داخل ادارة الجامعة.



وبيربال مشهور بعلاقاته في الكلية مع الطلبة والتي تعتبر نادرة في كردستان العراق. في الظروف الاعتيادية،يضع الاساتذة انفسهم بعيدين عن الطلبة الذين يمكن رؤيتهم وليس سماعهم. احد اساتذتي روى مرة نكتة داخل الصف، حين ضحك الطلبة، صرخ بنا انه ما زال هو الاستاذ ونحن ما زلنا الطلبة.

كان علي عدم تعلم هذه العلاقة بين الاستاذ والطالب حين قدمت الى الولايات المتحدة لدراسة الصحافة.في الفصل الاول من دراستي، بقيت ساكتا لخوفي من تحدى افكار المحاضر. وتاثرت درجاتي الى حد ما حيث انها كانت تعتمد على المشاركة في الصف. وفي الفصل الثاني من دراستي، ادركت ان المحاضرين يقيمون افكار وتحليلات الطلبة.



وعدت الحكومة الكردية العراقية ومنذ زمن بعيد باجراء اصلاح وتطوير في التعليم العالي، لكن ذلك لم يكن غير مجرد كلام. انه الوقت المناسب لرؤية بعض الاعمال على مستوى التعليم العالي في العراق.



اذا كانت الحكومة جادة في تطوير التعليم، فان عليها توفير المصادر والخدمات الاساسية للطلبة مثل الكهرباء والماء والكتب الحديثة. كذلك فان المناهج بحاجة الى تحديث. ان هذا قد يكون مكلفا، لكنه في النهاية ضروريا.



وبعيدا عن الموارد، يحتاج النظام الى تغيير شامل. المساواة والديمقراطية هي ممارسة وليس تشدقا.



كذلك يجب الاستماع الى الطلبة ايضا. سوف لن ينجح العراق اذا لم يمتلك الطلبة الحرية لتطوير مهارات تفكيرهم النقدية التي تشكل الحاجة لبناء مجتمع خلاق وبناء. وفي النهاية، فان مورد العراق الاساسي هو عقول العراقيين وليس نفط العراق.





مريوان حمه سعيد: محرر اللغة الكردية في معهد صحافة الحرب والسلام لبرنامج العراق. ويدرس لنيل شهادة الماجستير في الصحافة في جامعة كولورادو في بولدرز



دستان العراق
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists