مرحباً باليابان

شعر العراقيون بموجة من السعادة اثر رؤية القوات اليابانية تنحني لأهالي السماوة

مرحباً باليابان

شعر العراقيون بموجة من السعادة اثر رؤية القوات اليابانية تنحني لأهالي السماوة

مساهمة اليابان المتواضعة في قوات التحالف العسكرية صغيرة إذ لا تتجاوز الألف0 جندي, لكن هذه المساهمة ذات أهمية رمزية كبيرة.


شعرنا نحن العراقيين بموجة من السعادة في الأسبوع الماضي, عندما شاهدنا صورة تلفازيه لجندي ياباني ينحني في تحية لأهالي السماوة.


وبفضل صدام لم يكن لدينا الكثير من الاتصالات المباشرة مع اليابانيين لسنوات عديدة.


لكن يحتفظ العراقيون لليابانيين بذكرى طيبة منذ أن لعب منتخبا البلدين لكرة القدم مباراتهما في الدوحة أثناء دورة التأهيل لكأس العالم عام 1993. وكانت نتيجة المباراة التعادل بهدفين لكل منهما, الأمر الذي أفقد اليابان فرصتها للتأهل لكأس العالم. وعلى الرغم من الإحباط الواضح بسبب الهزيمة, فقد دار المشجعون اليابانيون بعد ذلك حول المدرجات ليجمعوا الأوساخ التي رموها.


وقد ترك ذلك الاستعراض ذو الروح الحضارية ـ سوية مع الجودة العالية للبضائع اليابانية الإلكترونية ـ انطباعاً عميقاً في نفوسنا.


و ازددنا تأثرا بهم في شهر كانون الأول الماضي, عندما قررت حكومة رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي شطب الجزء الأعظم " من ديونها الحالية على العراق والبالغة76, 7 مليار دولار, وإضافة لذلك تعهدت اليابان بتخصيص خمسة مليارات دولار لإعادة إعمار العراق.


وقد ذهلنا للمخاطر السياسية التي تقبلها كويزومي ليضمن مساهمة اليابان العسكرية. كانت ثمة معارضة شديدة في البرلمان الياباني (الدايت). وكانت هناك حتى مظاهرات في الشارع. وماذا سيحدث لو تعرضت القوات اليابانية للهجوم؟


انه شيء جميل أن ترى شخصاً يخاطر بحياته السياسية من أجل بلد آخر.


ويعد تاريخ اليابان في الشرق الأوسط مثيراً للإعجاب, فلم يسبق لليابان أن دخلت في حرب مع أي بلد عربي. وليس لها تاريخ استعماري في المنطقة. واتخذت موقفاً مبدئياً من قضية فلسطين.


وعلى العكس من ذلك, فقد جاء الأميركان للمنطقة مع أمتعتهم, ولديهم تاريخ طويل في التدخل في الشرق الأوسط. أما البريطانيون فلهم تاريخ أطول.


كذلك نتذكر سلوك الأميركان عندما فشلوا في عام 1991 في دعم انتفاضة جنوب العراق, و إشارة الرئيس جورج بوش السيئة إلى ( حرب صليبية ) دولية ضد الإرهاب عام 2001.


إن ربط هذه الأحداث بالتاريخ الطويل للنزاع بين المسيحيين والعالم الإسلامي, قد جعل من المستحيل للعديد من العراقيين إن يشعروا براحة صادقة مع وجود هذه القوات في بلادهم مهما تكن سعادتهم بالتخلص من نظام صدام.


نحن نؤمن إن حكوماتهم قد أرسلتهم إلى هنا ليتابعوا مصالحهم الخاصة بهم, ونخشى انهم قد لا يرحلون.


ولكننا مسرورون بشكل خاص لقدوم اليابانيين إلى السماوة ـ إحدى أكثر المناطق فقراً في بلادنا ـ, إن حضورهم سيذكر أبناء السماوة انهم لا يزالون محط اهتمام بقية العالم.


وقال صديق لي وهو شيعي من أهالي مدينة النجف الأشرف " انه أمر جيد لأهالي السماوة " وأضاف معبرا عن رغبة في أن يأتي اليابانيون إلى مدينته على الرغم من " انهم لا يشاركوننا تقاليدنا الدينية, ولن يسمح لهم بالاقتراب من العتبات الإسلامية المقدسة في المدينة ".


وكلما ازداد عدد الدول التي تشارك مع قوات التحالف مثل اليابان, سيشعر العراقيون براحة أكبر مع الاحتلال. وكلما انخفضت النزاعات بين المحتلين والخاضعين للاحتلال, كان إنهاء وجود القوات الأجنبية أسرع.


حيدر البراك ـ صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام ـ بغداد


Frontline Updates
Support local journalists