عودة رجل دين
بقلم إبراهيم بحر العلوم. النجف(تقرير الأزمة العراقية المرقم27,20مايس 2003)
عودة رجل دين
بقلم إبراهيم بحر العلوم. النجف(تقرير الأزمة العراقية المرقم27,20مايس 2003)
عند وصول بعثتنا إلى مدينة النجف المقدسة،كان الخراب الذي تركه نظام صدام حسين عليها واضحا شانها في ذلك مثل بقية مدن الجنوب الكثيرة الأخرى .فقد تركت المدن التي شاركت في الانتفاضة الشعبية عام 1991 لتموت موتا بطيئا.فالشوارع مهملة والحزن مكتوب على كل جدار.
ففي هذا الشهر ،وبعد نفي دام 35سنة يعود السيد محمد بحر العلوم ،كبير العائلة الدينية المعروفة ،والذي لعب دورا سياسيا وأجتماعيآ ودينيا بارزا ،إلى مسقط رأسه.لقد وجد المدينة من غير خدمات إدارية وضابط المخابرات السابق قد نصب نفسه محافظا لها.وكل بيت كان يملك سلاحا ، الكائنات الوحيدة التي كانت ترى ليلا هي الكلاب الشائبة .
عند وصولنا النجف –لم نعلن ذلك وسرنا بهدوء عبر الشوارع-وذهبنا لزيارة مرقد الإمام علي (عليه السلام).إلا انه وعند وصول السيد إلى بوابات الإمام .تجمهر الناس حوله خلال ثواني وراحوا يهتفون مباركين وصوله.وكاد السيد-77عامآ-إن يسقط من شدة الزحام .إلا انه استطاع إن يؤدي مراسم الزيارة ويصلي شاكر الله على سلامة آل الحكيم الذين تجمهروا لرؤيته عند باب منزل أخيه الشهيد أية الله العظمى علاء الدين بحر العلوم .عند دخوله المنزل جثى السيد على الأرض والدموع تملا عينيه من شدة الشوق.
لقد اعدم صدام حسين 17 من عائلة بحر العلوم ،والكثير قد حكم عليه بالموت واستطاعوا مغادرة البلد وقليل من رجال العائلة الآن على قيد الحياة .
وقف السيد محمد – سليل النبي محمد (ص )ضد النظام ،وكان على راس قائمة المطلوبين من قبل صدام حسين عام 1969 لدوره في القيادة الروحية لآية الله السيد محسن الحكيم .وعند تهديده بالإعدام ،هرب إلى الكويت حيث عين قاضيا ،وقبل إن يقع في قبضة مخابرات صدام ،غادر إلى بريطانية .
وفي بريطانية قام السيد بحر العلوم بأعمال سياسية واجتماعية ،فقد أسس مركز آل البيت الإسلامي ، وهو معهد للدراسات الإسلامية وكذلك منظمة الإغاثة لاعانة اللاجئين العراقيين ، التي تقدم معونات للمحتاجين من العراقيين لقد لعب دورا بارزا في الكثير من المنظمات المعارضة والتحالفات .
في الثاني عشر من مايس ،بعد شهر من سقوط النظام ،يعود السيد بحر العلوم إلى العراق . وعند مدينة صفوان الحدودية ، خاطب السيد الجماهير التي احتشدت لتحيته شاكرا إياهم وداعيا إلى لم الشمل من اجل بناء عراق ديمقراطي تسمع فيه كل الأصوات . بعدها توجه إلى السماوه حيث رحبت به العشائر الجنوبية وضيفوه ليلة وصوله.
النجف الآن تفتقد لأبسط الخدمات ،ففي عهد صدام حسين ترك أهل النجف للمعانات .فالكهرباء تنقطع لاكثر من نصف اليوم حيث تلجا العوائل إلى الشموع . والمولدات القليلة التي يشترك فيها الجيران مع بعضهم لا تستطيع تشغيل المكيفات ،والحرارة تصل إلى 50درجة مئوية .
الظلام حالك في الليل عند انقطاع الكهرباء وعلينا أن نكون حذرين حيث لا توجد شرطة ولا سلطة وكل بيت فيه سلاح . لذا كان علينا أن نكون مسلحين ونحن نعبر سريعا من بيت لآخر .ولأسباب أمنية كان علينا إن نبقى في عدة بيوت كل ليلة قبل أن نستقبل الناس في البرانية . وهي غرفة استقبال كبيرة يستقبل فيها رجال الدين زوارهم في النهار . في الشوارع الرملية الضيقة الملاصقة للمرقد المقدس ، والتي تقود إلى مواقع دينية وتاريخية قديمة ،تلتصق البيوت لبعضها .وتنتشر أكوام ألا زبال والنفايات وليس هنالك منت يهتم .
عبد المنعم السوداني .الذي عين نفسه محافظا ليقول بان الأمريكان يؤيدونه. ومما يؤيد ادعائه ذاك هو الخمسون مسلحا الذين يحيطون به والذين سمح لهم فقط بحمل السلاح في النجف من قبل القوات الأمريكية . والسوداني .رجل المخابرات السابقة أيام صدام حسين مشهور بالمتاجرة بالسيارات والبضائع المسروقة من المواطنين وبيعها في شمال العراق.
وحين لم يجد أهل النجف أذاناً صاغية من قبل الأمريكان لاحتجاجهم على السوداني ، فقد تجمهروا يوم الانتخاب ومنعوه من دخول القاعة ، مما حدى بالأمريكان حينها أن يوعدوا بإجراء انتخابات حره ومفتوحة لمنصب المحافظ . العراق ألان بحاجة إلى حكومة معينة تمثل العراقيين . وعلى قوات التحالف أن تنهي ما جاءت من اجله. عليهم أن يوفروا الأمن داخل البلد ويساعدوا على حكومة ديمقراطية ، بدون ذلك لن يكون هنالك استقرار في العراق
إبراهيم بحر العلوم الابن الأكبر للسيد محمد بحر العلوم –وهو مهندس-