الكرد يتطلعون بقلق نحو الجنوب

يراقب ألاكراد العنف الدائر في ارجاء العراق، ويناقشون مدى تأثيره على حياتهم.

الكرد يتطلعون بقلق نحو الجنوب

يراقب ألاكراد العنف الدائر في ارجاء العراق، ويناقشون مدى تأثيره على حياتهم.

Tuesday, 22 February, 2005

يراقب شعب كردستان يومياً السيارات وهي تحترق، وغيوم الدخان والعنف الذي لا يتوقف في العراق، من خلال محطات التلفزة، كما يفعل الناس في مانشستر او نيويورك.


وبينما تخضع الكوت لحصار أتباع مقتدى الصدر، و تحول الفلوجة الى منطقة قتال عنيف، كان سكان السليمانية بالآلاف يتنزهون على سفوح الجبال الخضراء ويرقصون وسط أزهار الربيع البرية.


وعلى امتداد شوارع المدينة المزدحمة تنتشر بكثافة مقاهي الانترنت، فيما تتجول العوائل داخل الأسواق الكبيرة الجديدة الزاهية، وتتوقف بعد ذلك، عند مطاعم ماكدونالد والبيتزا. والطلاب في سراويل الجينز الزرقاء يدخنون السجائر خلال فرص الاستراحة بين الدروس في الحرم الجامعي تماماً مثلما يفعل الطلاب في أي مكان في العالم.


ان المنطقة ذات الأغلبية الكردية السنية المؤيدة لأمريكا، وهي متحررة من أنصار البعث، ورجال الدين الشيعة المتطرفين، تراقب التطورات المتلاحقة في وسط وجنوب العراق كمتفرج سلبي.


ان الكرد، على الرغم من انهم ينظرون من بعيد، يساورهم القلق من تأثيرات العنف عليهم وعلى مواطنيهم.


وقال همين مصطفى، رجل شرطة في حرم جامعة السليمانية عمره (24) سنة "مع أننا كرد، لكننا عراقيون أيضاً. ان الوضع الأمني المتدهور يؤثر على كل عراقي."


ويتفق مع هذا الرأي الطالب آزاد شكري في الحرم الجامعي وعمره (23) سنة قائلاً "أود أن أرى الأمن نفسه يستتب في بقية أنحاء العراق، كما هو الحال لدينا في كردستان. اذ كلما تفاقم الوضع الأمني سوءاً كلما طالت فترة عدم الاستقرار في البلاد."


بينما يود بعض الناس ان يروا الكرد يقفون على مسافة بعيدة عن عرب العراق. وفي هذا الاتجاه قال الطالب الجامعي داشني شامال البالغ من العمر (24) سنة "ان ربط أنفسنا ببقية العراق سيكون أمراً سيئاً بالنسبة الينا."


ولكن آخرين يعلمون انهم متصلون بشكل لا مناص منه مع بقية أنحاء البلاد.


ويساور القلق رجال الأعمال الذين يحصلون عادة على بضائعهم من خارج كردستان، جراء التأثيرات المحتملة على أعمالهم.


وقال احد باعة السجائر الذي يشتري بضاعته من بغداد "مادام الوضع الأمني سيئاً في العراق، فان التأثير على الاقتصاد سيظل سلبيا."


ويساوره القلق من انه لن يكون بامكانه الاستمرار في شراء البضاعة من العاصمة اذا لم تتحسن الأحوال.


وقد اعترف البعض ان الصلة الوثيقة بين الكرد والولايات المتحدة، هي أوثق مما بين الكرد وبقية أنحاء العراق.


وقال الأستاذ الجامعي سوران فوزي وعمره (36) سنة "يشعر الكرد بان تحالفهم مع الولايات المتحدة أقوى مما مع العرب في العراق."


أما الموظف المدني الذي عمره (26) سنة أمانج كريم فقد وافق على ذلك، ثم ذهب خطوة أخرى أبعد قائلاً "في كل مرة يقتل فيها أمريكي، أتمنى لو كان عراقياً." إلا ان سوران قلق من ان التحالف مع أمريكا في ظل ازدياد المعارضة المتنامية ضد الوجود الأمريكي، يمكن ان يؤدي الى استياء بين صفوف العرب العراقيين تجاه الكرد. وذكر سوران "ان موقف كردستان السلمي يمكن ان يثير غضب العرب في الوسط والجنوب."


ان أهالي السليمانية يخشون ان العنف قد يجبر الولايات المتحدة على ترك العراق كلياً. إلا ان الغالبية تعتقد ان الحاجة الى وجود الجيش الأمريكي ستظل قائمة الى ان يستتب الوضع.


ولاحظ جنور محمد البالغ من العمر (27) سنة وهو عامل في احدى دور الطباعة ويرغب ان تبقى الولايات المتحدة الى ان يستقر الوضع في البلاد "ان الوضع الأمني السيء يمكن ان يدفع الأمريكان الى تغيير خططهم تجاه العراق اذا ما خرجت الأمور عن السيطرة."


لكن أقلية من الناس ترغب في انهاء الاحتلال ورحيل الأمريكان.


وقال جمال معروف وهو مدرس عمره (30) سنة "الوضع الحالي ايجابي لأنه يظهر الواقع، ويكشف الى أي مدى يقف العراقيون ضد الاحتلال الأمريكي."


ومع ذلك، فان جمال يدرك عدم شعبية موقفه، لذلك فقد أضاف بتردد قوله انه لا ينحاز في هذا الى الاسلاميين، إلا انه يعارض فقط وجود أي جيش أجنبي في البلاد.


*سرهنك حمه علي ـ رئيس تحرير الصحيفة الشبابية "التربية الحرة" ـ السليمانية


Iraq
Frontline Updates
Support local journalists