اللاجئون يعودون الى الفلوجة

الذين هربوا بسبب القتال يستفادون من الاتفاق الجديد ويحاولون العودة الى بيوتهم

اللاجئون يعودون الى الفلوجة

الذين هربوا بسبب القتال يستفادون من الاتفاق الجديد ويحاولون العودة الى بيوتهم

Tuesday, 22 February, 2005

عند نقطة تفتيش على الطريق الرئيس خارج مدينة الفلوجة, وقف عدد من الرجال خلف خطوط


الأسلاك الشائكة تماماً وهم يصرخون على المترجم العراقي لوحدة جنود البحرية الأمريكية الذين يحرسون هذا الجزء من الطريق "متى نستطيع المرور؟" وكان المترجم يتجاهلهم.


وفي طابور السيارات الممتد على الطريق خلفهم كانت العوائل جالسة تنتظر, آملة الاستفادة من الاتفاق الجديد الذي يسمح للناس الذين فروا من القتال بالعودة الى بيوتهم.


هذا اليوم (الخامس من مايس), وعلى وفق ما ذكره عضو الهلال الأحمر العراقي الذي ساعد في عقد الاتفاق, فقد سمح بمرور (150) عائلة عبر الخطوط. وكان أفراد تلك العوائل قلقين بشأن ما سيجدون هناك بعد ان راقبوا تقارير المعارك الشديدة التي دارت في المدينة أثناء هربهم.


وكان العديد منهم يأمل ولو بكلمة واحدة تطمئنهم على أقاربهم الذين بقوا في الداخل يقاتلون.


وقال الصيدلي خالد حردان "لابد من العودة الى الفلوجة, لقد تركنا ولدنا هناك. رفض الخروج معنا لأنه لا يمكن له ان يدع أصدقاءه يدافعون عن الفلوجة لوحدهم". وتتذكر زوجة خالد ما حدث مع ابنها قائلة "قبلت يده وقلت له أرجوك, انا أمك, ويجب ان تطيعني, ولكنه أجاب ـ لا تغضبي ياأمي, أريد ان أموت مقاتلاً وأدخل الجنة".


وقالت أم ضرغام وهي امرأة كبيرة انها عائدة من أجل ان تدفن ابنها "ان أحدهم أخبرها ان ابنها قد فتل وظلت جثته مطروحة في الشارع لمدة يومين" ولم يستطع أحد نجدته ونقله الى المشفى, لقد نزف حتى الموت. "كان ابني الوحيد, فقدت أباه في الحرب مع ايران, والآن أفقد ابني. أريد ان أموت فلا يمكن ان أعيش دونهما".


ويعود البعض لكي لا يبقى عبئاً على العوائل التي تطوعت لاستقبالهم. وفي هذا الصدد قالت أم أحمد وهي امرأة كبيرة كانت قد فرت من المدينة "لقد أمضينا أياماً عديدة في ضيافة عائلة لم نلتق بها سابقاً. شكرناهم كثيراً جداً لكرمهم, ولكننا نعتقد الآن اننا كنا عبئاً عليهم, لذلك كان لابد ان نغادر".


ويعود البعض ليرى ما حل ببيوته وأعماله التي تركها.


وقال صاحب دكان البقالة سامي حازم "سمعت ان الجنود الأمريكان يكسرون الأبواب عندما يداهمون البيوت بيتاً بيتاً لمهاجمة المقاومة. واذا ما تركوا الأبواب مفتوحة فان أي مجرم يسنطيع الدخول ونهب كل شيء".


وقال المتقاعد جمال جلال "قد يكون ما أقوله مضحكاً, لكن لدي بعض الطيور والدجاج في حديقتي, وتركت لهم فقط قليلاً من الطعام, لذلك ان بقيت خارجاً لمدة طويلة فانهم سيموتون, وأنا أربيهم منذ وقت طويل لأنني بلا أطفال".


*وسام الجاف ـ صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام ـ بغداد


Iraq
Frontline Updates
Support local journalists