الاعلام المنحاز في كركوك يثير التوتر.

تستخدم الجماعات المتنافسة وسائل اعلامها كأسلحة دعائية.

الاعلام المنحاز في كركوك يثير التوتر.

تستخدم الجماعات المتنافسة وسائل اعلامها كأسلحة دعائية.

.



يشكو المواطنون والصحفيون في كركوك من ان الاعلام يقدم تقارير منحازة تثير القلاقل والخلافات بين سكان المدينة المتنوعين.



يقول النقاد انه بدلا عن الكتابة عن المواضيع ذات المصلحة العامة ، فان مؤسسات الاعلام الكردية والعربية والتركمانية في كركوك تسعى لعكس وجهات نظر المجموعات التي تنتمي اليها، وبذلك فأنهم يؤججون الصراعات التي تقسم وتجزأ المدينة.



قالت نريمان صادق، مدرسة في متوسطة للبنات، "لا توجد صحيفة في كركوك تقول الحقيقة، والاعلام بشكل عام مسؤول عن اثارة الكراهية والحقد".



يتفق في هذا مقداد مصطفى الذي يعمل محررا في العديد من صحف كركوك.



"الصحف التي تصدرها الاحزاب السياسية تتناول مواضيع هابطة ولا تخاطب القضايا العراقية العامة. انها تهتم بالامور الطائفية والعرقية".



في قلب الصراع يكمن نضال القوة للسيطرة على المدينة.



في عقد الثمانينيات، تقلصت اعداد الاكراد والتركمان في كركوك حين بدأ صدام حسين حملة "التعريب" التي طرد بموجبها الالاف من الاكراد والتركمان خارج المحافظة.



وتم استبدالهم بالعرب الذين تم اعطائهم اراضي ووظائف اولئك الذين طردهم صدام.



تبحث الحكومة الان كيفية اعادة العرب الى محافظاتهم الاصلية التي جاءوا منها، واعادة العوائل غير العربية التي تم طردها منذ عقود مضت.



وفي نفس الوقت، تستخدم الاحزاب الكردية في كركوك وسائل اعلامها بالطلب من المستوطنين العرب ترك كركوك وكذلك اجراء الاستفتاء في نهاية العام لتحديد ما اذا كانت كركوك ستكون تحت ادارةالحكومة المركزية او الحكومة الكردية.



تفرد الصحف الكردية وبانتظام صفحات كاملة من اجل اجراء الاستفتاء.



ترغب الكثير من الاحزاب العربية ومؤسساتها الاخبارية بتاجيل الاستفتاء ، وبعضها يشجع العرب على البقاء في المدينة. بعض مؤسسات الاعلام التركمانية المعروفة الموالية الى الاحزاب التركمانية التي تساندها تركيا تطالب بتأجيل الاستفتاء مما عرضها الى النقد من قبل السلطات الكردية.



قال احد الصحفيين الذي فضل عدم ذكر اسمه "هناك اعلام مستقل، لكنه ضعيف بسبب الوضع المتوتر في كركوك. ولهذا، فان التغطية الاعلامية سطحية وغير دقيقة".



وكمثال على ذلك ،في احد المؤتمرات الصحفية قامت الصحف العربية بنشر اقتباسات عن بعض المتحدثين العرب واهملت المتحدثين الاخرين. وحين تقول السلطات بان الانتحاري كان عربيا، تهمل الصحف العربية هذا المقطع من الخبر ولا تنشره، وكذلك تفعل بقية الجماعات الاخرى.



تعكس الصراعات الاعلامية تزايد الاحتكاك والتناحر في كركوك، حيث الفتنة مستشرية بين المناطق وحيث "هناك عداء غريزي لكل مجموعة تشكل الاقلية " وذلك بحسب التقرير الذي اصدرته مجموعة الازمة الدولية في نيسان 2007 حول كركوك.



قال يوسف الجاف مدير تلفزيون الاتحاد الاسلامي "حتى وان كان هناك اعلام مستقل، فان القائمين عليه يميلون الى دعم مجموعتهم العرقية. فالعرب لا يكتبون ضد العرب ، والتركمان لا ينتقدون التركمان، وكذلك الحال مع الاكراد".



لا يجادل المحللون والصحفيون في ان الصحافة اليوم تتمتع بحرية اكبر عما كانت عليه زمن صدام، الا انهم يقولون ان المؤسسات الاخبارية لا تعمل بروح المسؤولية.



اعرب احد الصحافيين عن امتعاضه من العمل مع مؤسسة اعلامية يهيمن عليها احد الاحزاب.



قال جمعة جباري رئيس تحرير دار الشفق للنشر التي تصدر العديد من المطبوعات باللغة الكردية "انا احد اتباع الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهذا الحزب له سياسة وسياسيون، لذلك انا احس انني مقيد ولست صحفيا حرا".



اشارت مجموعة الازمة الدولية في تقريرها الذي اصدرته في نيسان الى ان الخلاف السياسي في كركوك " قد شجعته الحملات الاعلامية الساخنة من قبل جميع الاطراف".



وشجع التقرير جميع الاحزاب على " التقليل من الخطب النارية في مخاطبة الجماهير وفي الاعلام وان يتفقوا على اتباع طرق الحوار والاجماع كمباديء اساسية لحل الخلاف حول كركوك".



لكن الخلاف السياسي تحول الى خلاف دموي حين استغلت القاعدة الخلافات وقامت بتفجير السيارات والشاحنات في كركوك.



يقول الصحفي كوجر كركوكي ان الاعلام سوف لن يقوم بنشرروح التعايش طالما ان التوترات العرقية موجودة، "كلما ازداد الصراع هنا حول كركوك، كلما كان الاعلام اكثر تطرفا".
Frontline Updates
Support local journalists